القاهرة -صوت الامارات
دارت ماكينة الأهداف الكتالونية بكل قوتها، وأقصى سرعاتها، لتحطم في طريقها كل من يعترض سعي برشلونة نحو التتويج بلقب الليجا الإسبانية رغم العثرات الأخيرة.
ويبدو أن الغضب الكتالوني تجاه الخسائر المتتالية والنقاط الضائعة، قد تحول إلى شرارة هائلة أحرقت الأخضر واليابس في الدوري الإسباني خلال الجولتين الأخيرتين، حيث سجل البلوجرانا 14 هدفاً في مباراتين فقط، بواقع 8 أهداف في مرمى ديبورتيفو لا كورونيا، ثم 6 أهداف في الجولة الخامسة والثلاثين من عمر الليجا، وكان الضحية هذه المرة هو سبورتنج خيخون.
ومع تألق رهيب لنجم أوروجواي، لويس سواريز، ووسط دعم ومساندة من ليونيل ميسي، حافظ برشلونة على الفارق التهديفي المريح بينه وبين أقرب منافسيه، رغم فوز كليهما، حيث رفع برشلونة رصيده إلى 82 نقطة، ممتلكاً أكبر فارق تهديفي في الليجا (+ 73)، بعدما سجل لاعبوه 102 هدف، وسكن مرماه 29 هدفاً.
وواصل أتلتيكو مدريد عناده الكبير، محققاً فوزين متتاليين بنتيجة واحدة، هدف مقابل لا شيء، وكان الفوز الأخير في الجولة 35 على حساب مالاجا، ليتساوى الأتليتي مع برشلونة في عدد النقاط، مستمراً في الضغط على الفريق الكتالوني في انتظار عثرة واحدة قد تقفز به إلى صدارة الليجا مع قرب خط النهاية قبل ثلاث جولات فقط من إسدال الستار على هذا الموسم المتقلب، ورغم الفارق التهديفي الكبير بينه وبين برشلونة، والذي وصل إلى 30 هدفاً، فإن أتلتيكو مدريد لن يستسلم حتى النهاية، خاصة مع صلابة دفاعه الهائلة، والتي مكنته من الحفاظ على شباكه نظيفة في 22 مباراة بعدما استقبلت شباكه 16 هدفاً فقط في 35 مباراة، أي بمعدل 0.4 هدف في المباراة، وهو ما يفعله الريال أيضاً بعد الفوز الصعب على رايو فاليكانو والحفاظ على فارق النقطة الواحدة بينه وبين الصدارة.
وفي صراع الهبوط، امتدت الخطورة إلى 8 فرق في مؤخرة الترتيب، بدرجات متفاوتة، من ريال بيتيس صاحب المركز 13 صاحب الـ 41 نقطة وحتى الأخير، ليفانتي، برصيد 29 نقطة وهو أقل الفرق حظوظاً في قدرته على الهروب من القاع، ولا يزال الأمل يداعب خيتافي وسبورتنج خيخون، صاحبي المركزين 18 و19 برصيد واحد هو 32 نقطة، وستكون الجولات الثلاث المقبلة قمة في الإثارة، خاصة أن 9 نقاط متتالية لأي فريق قد تقلب الأوضاع تماماً.
خدمة بروميتش
في البريميرليج، صدم وست بروميتش عشاق توتنهام هوتسبير بعدما انتزع التعادل من براثن الديوك في عقر دارهم، بنتيجة 1/1، لم يحرز فيها لاعبو توتنهام أي هدف، حيث سجل كريج داوسون مدافع وست بروميتش في مرماه قبل أن يصحح الوضع بهدف لصالح فريقه، وابتعد توتنهام عن الصدارة بفارق 7 نقاط قبل نهاية البطولة بثلاث جولات فقط، ليقدم وست بروميتش هدية العمر لثعالب ليستر سيتي.
وكان ليستر سيتي قد حقق الفوز الأكبر له في البطولة على حساب سوانزي سيتي برباعية نظيفة قبل تعثر توتنهام بيوم واحد، ورغم غياب هداف الثعالب الكبير، جيمي فاردي، فإن البديل الأرجنتيني أولوا كان عند حسن الظن وأحرز هدفين، بعدما فتح الجزائري المتألق، رياض محرز، الطريق نحو هذا الفوز العريض، ورفع ليستر سيتي رصيده إلى 76 نقطة، ويحتاج فقط إلى فوز واحد فقط في المباريات الثلاث المتبقية في البطولة، أو حصد 3 نقاط منها، أيهما أقرب، من أجل التتويج التاريخي بلقب البريميرليج.
الطريف أن هذا الفوز هو الأكبر على الإطلاق في مسيرة الثعالب هذا الموسم، حيث لم يسبق لليستر أن حقق الفوز بأكثر من فارق 3 أهداف على أي فريق، والغريب أنه لم يحرز 4 أهداف في أي مباراة باستثناء مواجهة افتتاح الدوري بالنسبة له، وكانت أمام سندرلاند في أغسطس الماضي، وحقق الفوز يومها بأربعة أهداف، لكن مقابل هدفين، وسجل فيها أيضاً رياض محرز هدفين والبريتون هدفاً، مثلما سجل الثنائي هدفاً لكل منهما في الرباعية الأخيرة.
وافتتح محرز أهداف فريقه بالتخصص في مرمى سوانزي، بعدما كان قد أحرز (هاتريك) في مواجهة الفريقين في الدور الأول، ليؤكد على أن الفريق لا يتوقف بغياب هدافه الأول، فاردي، وأن ثقة رانييري فيه لم تأتِ من فراغ، ويبدو أن هذا الأسبوع هو أسبوع الحظ السعيد لفريق ليستر بعد تعثر منافسه الوحيد على اللقب، مثلما هو للنجم الجزائري على مستوى شخصي، بعد تتويجه لأول مرة لأي لاعب عربي أو إفريقي، بلقب أفضل لاعب في البريميرليج هذا الموسم بعد اختياره من قبل رابطة اللاعبين المحترفين الانجليزية، واستحق محرز هذا اللقب بالتأكيد بعد تسجيله 17 هدفاً بقميص الثعالب وصناعة 11 هدفاً أخرى، ليساهم في إحراز وصناعة 28 هدفاً لصالح فريقه، ويكون هو اللاعب الأهم على الإطلاق في البطولة الإنجليزية.
أما في صراع المراكز المتقدمة من أجل اللحاق بالركب الأوروبي، فقد تخلى أرسنال عن المركز الثالث بتعادله السلبي مع سندرلاند، وبات رصيد «المدفعجية» 64 نقطة، وهو نفس رصيد مانشستر سيتي، الذي حقق فوزاً كبيراً هو الآخر، برباعية نظيفة، على حساب ستوك سيتي، وقفز إلى المركز الثالث بفارق الأهداف عن أرسنال، حيث يمتلك السيتيزن فارقاً تهديفياً (+32) مقابل (+24) للمدفعجية.
ويخشى أرسنال من استمرار النتائج المتذبذبة في ظل مطاردة مانشستر يونايتد له، حيث يحتل الشياطين الحمر المركز الخامس برصيد 59 نقطة، وتم تأجيل مباراة هذا الأسبوع لتقام في مايو المقبل.
وفي ظل محاولة سندرلاند للهروب من الهبوط، نجح فريق القطط السوداء في اقتناص نقطة غالية من المدفعجية أبعدتهم أخيراً عن مثلث الهبوط، ولو مؤقتاً بفارق الأهداف، حيث صعد سندرلاند إلى المركز السابع عشر برصيد 31 نقطة، وهو نفس رصيد نورويتش سيتي، بفارق 7 أهداف، ولكليهما مباراة مؤجلة، بينما لعب نيوكاسل يونايتد 35 مباراة، ومنحته نقطة التعادل الغالي أمام ليفربول أملاً في استمرار الصحوة وإمكانية الهروب، حيث يمتلك 30 نقطة في المركز التاسع عشر.
لقب بعد معاناة
أخيراً.. توج يوفنتوس بلقب الكالشيو هذا الموسم، عقب الفوز الصعب خارج الديار على فيورنتينا بهدفين مقابل هدف واحد، وخسارة نابولي أمام روما بهدف نظيف، في إطار الجولة الخامسة والثلاثين من البطولة الإيطالية، ليرتفع رصيد البيانكونيري إلى 85 نقطة، بينما تجمد رصيد السماوي عند 73 نقطة، وهو ما يستحيل تعويضه في الجولات الثلاث المتبقية من عمر الكالشيو.
بذلك يحرز يوفنتوس اللقب الخامس على التوالي، محطماً كل الأرقام القياسية، بعد تكراره لنفس الأمر مرة أخرى بعد حقبة الثلاثينات، وهذا الموسم تحديداً يعتبر إعجازياً بعد بداية فريق السيدة العجوز السيئة للغاية مع انطلاق الموسم، لدرجة أنه ظل يتأرجح بين المراكز 13 و14 و15 عدة مرات، ولم يصعد إلى القمة إلا عقب الجولة 25، ومنذ ذلك الحين فاز اليوفي في 9 مباريات وتعادل في واحدة فقط، ليحصد 28 نقطة متتالية منحته اللقب المستحق، في ظل تراجع واستسلام نابولي، الذي حقق الفوز خمس مرات فقط في نفس العدد من الجولات مقابل 3 هزائم وتعادلين، ليحصل السماوي على 17 نقطة فقط خلالها، ويسلم اللقب على طبق من ذهب إلى اليوفي.
وربما تتأزم الأمور أكثر بالنسبة لنابولي، بعدما تقلص الفارق بينه وبين ذئاب روما إلى نقطتين فقط، حيث وصل الذئاب إلى النقطة رقم 71، وإذا استمر اهتزاز نتائج نابولي في مواجهة تحسن نتائج روما، فقد يقتنص الذئاب المركز الثاني بعد موسم غريب للغاية، كان فيه نابولي فرس الرهان الأول حتى الأسبوع الرابع والعشرين من البطولة.