المنتخب الإسباني

ربما يتسم بالقسوة على نفسه ، ولكن شيئا واحدا لا يستطيع المدرب لويس إنريكي المدير الفني للمنتخب الإسباني أن يجتازه وهو فقدان ابنته الصغيرة العام الماضي عندما كانت لا تزال في التاسعة من عمرها.

وبعد حصوله على فترة راحة ، عاد إنريكي إلى مهمة صعبة أخرى وهي تدريب المنتخب الإسباني ولكنها بالتأكيد ليست بنفس صعوبة فقدان ابنته التي توفيت بعد صراع مع المرض.

طفلة تتطلع بنظرها إلى السماء ، وتبدو كأنها تمتلك جناحي ملاك على ظهرها. تجلس على فرع شجرة تحيطها السحب قاتمة اللون بينما تسطع السماء بالنجوم. هكذا ، اختار إنريكي هذه اللوحة لتكون هي الواجهة على حسابه بموقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي.

وكل من يعرف تاريخ إنريكي ، الذي سيحتفل غدا الجمعة بعيد ميلاده الخمسين ، سيتوقف عند هذه الصورة ويندهش.

وفي منتصف يونيو 2019، أعلن لويس روبياليس رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم أن إنريكي تنحى عن تدريب المنتخب الإسباني. ولم يكشف روبياليس عن السبب وراء ذلك واكتفى بالإشارة إلى أنها أسباب شخصية لدى إنريكي.

وبهذا ، لم يظهر إنريكي على مقعد المدير الفني للمنتخب الإسباني منذ مارس 2019 علما بأنه كان تولى مسؤولية الفريق في يونيو 2018 . وسبق لإنريكي أن خاض مع المنتخب الإسباني 61 مباراة دولية كلاعب في صفوف الفريق وأحرز خلالها 12 هدفا.

وكان السبب في استقالة إنريكي من تدريب الفريق منتصف العام الماضي مأسويا وكشف عنه إنريكي بعدها بأسابيع حيث كان السبب هو مرض ابنته تشانا التي أعلن عن وفاتها في 29 أغسطس الماضي بعد صراع مع المرض (سرطان العظام) ، حسبما أكد على موقع "تويتر" آنذاك.

وأوضح إنريكي وقتها :"سنفتقدك كثيرا ، ولكننا سنتذكرك في كل يوم من حياتنا ونأمل في أن نلتقي مجددا في وقت ما. ستكوني النجمة التي تهدي عائلتنا".

وعلق الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الإسباني في مقابلة مع صحيفة "سبورت" الإسبانية الرياضية لاحقا بقوله :"كان أمرا مفجعا".

وعندما انتقل ميسي وهو في الرابعة عشرة من عمره من مدينة روساريو الأرجنتينية إلى إسبانيا والتحق بنادي برشلونة ، كان إنريكي نجما محترفا في صفوف الفريق الكتالوني.

كما كان ميسي يعرف ابنة إنريكي الراحلة حيث كان يصطحبها إلى المدرسة مع أبنائه. وقال ميسي : "هناك أشياء لا يمكنك تفسيرها... لدينا جميعا أطفال.

وبعدما أفاق إنريكي من صدمة رحيل ابنته ، عاد المدرب الشهير إلى قيادة الماتادور الإسباني بعد أشهر قليلة من ترك المنصب. وعاد إنريكي لمنصبه في وسط نوفمبر واضطر مساعده السابق روبرت مورينو الذي تم تصعيده بعد استقالة إنريكي ليكون مديرا فنيا للفريق.

وخلال عهد مورينو ، تأهل الفريق إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2020) والتي تأجلت مؤخرا إلى العام المقبل. وكانت رغبة مورينو هي التنحي عن قيادة الفريق بعد كأس الأمم الأوروبية وهو ما وصفه إنريكي بأنه عكس الاتفاق.

ولهذا ، اتهم لويس مساعده السابق مورينو /42 عاما/ ، الذي عمل معه غي روما الإيطالي وسلتا فيجو وبرشلونة الإسبانيين والمنتخب الإسباني ، بعدم الوفاء.

ولم يعد إنريكي راغبا في وجود مورينو ضمن طاقمه التدريبي. وكانت هذه كلمات قاسية من إنريكي المعروف أيضا بأنه دقيق ومنضبط. وفي المقابل ، تولى مورينو تدريب موناكو الفرنسي منذ يناير الماضي.

والآن ، وبعدما كان إنريكي في انتظار الاختبار الكبير الأول له مع الماتادور الإسباني من خلال يورو 2020 ، سيكون عليه الانتظار حتى منتصف العام المقبل لخوض هذا الاختبار بعدما تسبب وباء كورونا في تأجيل البطولة.

ويستغل إنريكي الوقت حاليا في تعلم وقراءة اللغة الإنجليزية. ومن الصعب للغاية أن يجد إنريكي عبارة أكثر ملائمة للصورة المنشورة على حسابه بموقع "تويتر" من العبارة الحالية والتي ذكر فيها "صرخت لأنني لا أملك حذاء حتى رأيت رجلا لا يملك قدما".

قد يهمك ايضا 

رابطة الدوري الإسباني تستعدّ لعودة "الليغا" بخطوة جديدة

أسطورة ريال مدريد السابق يعلن ترشحه لرئاسة الاتحاد الإسباني