ألمانيا تتغلب على إيرلندا الشمالية بهدف نظيف وتتأهل إلى دور ال 16 من بطولة أمم أوروبا

لا يعبر هدف المانيا الوحيد في مرمى ايرلندا الشمالية عن مجريات مواجهتهما الثلاثاء في باريس، اذا هيمنت بطلة العالم على خصمتها طوال الدقائق التسعين في طريقها الى صدارة المجموعة الثالثة والتأهل الى دور الـ16 من كأس أوروبا 2016 لكرة القدم, حيث سجل المهاجم ماريو غوميز (30) هدف المباراة الوحيد، في مباراة اهدرت فيها العديد من الفرص خصوصا بسبب تألق حارس ايرلندا الشمالية مايكل ماكغوفرن.

وتصدرت ألمانيا المجموعة برصيد 7 نقاط من 3مباريات، بفارق هدف عن بولندا التي فازت على اوكرانيا 1-صفر في الوقت عينه في مرسيليا, فيما تأهلت المانيا وبولندا التي ستلتقي سويسرا في الدور الثاني، فيما تنتظر ايرلندا الشمالية (3 نقاط) مصيرها املة ان تكون بين افضل اربعة منتخبات تحتل المركز الثالث، وبحال نجحت في ذلك ستواجه فرنسا او ويلز.

وفارت ألمانيا على اوكرانيا 2-صفر بهدفي شكودران مصطفي وباستيان شفاينشتايغر ثم تعادلت سلبا مع بولندا، فيما خسرت ايرلندا الشمالية افتتاحا امام بولندا صفر-1 وعوضت امام اوكرانيا 2-صفر بهدفي غاريث ماكاولي ونيال ماكغين.

ولم تكن المانيا تريد التفريط بالمركز الاول، لان احتلالها المركز الثاني كان يعني مواجهتها سويسرا في الدور الثاني واسبانيا حاملة اللقب في اخر نسختين في ربع النهائي اغلب الظن، في حين ستلتقي الان مع احد ثلاثة منتخبات تحتل المركز الثالث في المجموعات الاولى او الثانية او السادسة.

ويعتبر المنتخب الالماني اختصاصيا في المباراة الثالثة في دور المجموعات حيث نجح في الفوز فيها منذ ان تولى الاشراف عليه يواكيم لوف بعد نهائيات كأس العالم عام 2006 (خسر اخر مباراة ثالثة امام تشيكيا 1-2 في كاس اوروبا 2004)، كما ان تاريخ لقاءات المنتخبين صب بدرجة كبيرة في مصلحة "ناسيونال مانشافت" الذي فاز على منافسه 8 مرات مقابل 4 تعادلات وخسارتين، بينها مواجهة في مونديال 1958 انتهى بالتعادل 2-2 في مالمو، فرفع رصيده الى 9 انتصارات.

وتوجت المانيا، بطلة العالم اربع مرات آخرها في البرازيل 2014، باللقب الاوروبي ثلاث مرات اعوام 1972 و1980 و1996 (حلت وصيفة 3 مرات اعوام 1976 و1992 و2008), أما ايرلندا التي دخلت البطولة القارية وهي لم تذق طعم الهزيمة في 12 مباراة على التوالي للمرة الاولى في تاريخها، فعادت الى المشاركات الكبرى للمرة الاولى منذ مونديال 1986.

وعلى ملعب "بارك دي برانس" وامام 40 الف متفرج، دفع مدرب المانيا يواكيم لوف بتشكيلة هجومية ضمت لاول مرة المدافع جوشوا كيميش (21 عاما) الذي خاض مباراته الدولية الثانية (الاولى ودية امام سلوفاكيا 1-3 قبل النهائيات)، ورأس الحربة ماريو غوميز بدلا من بنديكت هوفيديس ويوليان دراكسلر. وهذه اول مرة بعد 1454 يوما يعود غوميز (31 عاما) الى التشكيلة الاساسية لالمانيا.

ولم يجر المدرب مايكل اونيل اي تغيير على تشكيلة ايرلندا الشمالية التي فازت على اوكرانيا 2-صفر، فبقي هداف التصفيات كايل لافرتي (7 اهداف) وكونور ماكلافلن وبادي ماكنير وكريس بيرد وشاين فيرغوسون على مقاعد البدلاء.

وعاند الحظ توماس مولر في البطولة القارية مجددا عندما اهدر منفردا فرصة افتتاح التسجيل امام الحارس مايكل ماكغوفرن (7).

وتابعت المانيا هجومها المبكر وكاد مسعود اوزيل يسدد من مسافة خطيرة قبل ابعاد دفاع ايرلندا الشمالية الخطر (11)، ثم اهدر ماريو غوتسه فرصة خطيرة جدا منفردا امام المستبسلين ماغوفرن ورفاقه (12). وبعد 12 دقيقة فقط على بداية المباراة، سددت المانيا على المرمى (3 مرات) اكثر من كامل مباراة بولندا.

وهيأ غوميز بصدره كرة مقشرة لزميله السابق في بايرن ميونيخ مولر، فسددها نصف طائرة بيمناه هزمت الحارس ومرت على بعد سنتيمترات من القائم الايمن (23).

وانتظر الايرلنديون حتى الدقيقة 26 للتسديد لاول مرة على مرمى مانويل نوير عندما انطلق جيمي وارد وسدد من مسافة بعيدة كرة سهلة لدى حارس بايرن, لكن الرد كان اعنف بكثير من مولر الذي استفاد من عرضية لكيميش لعبها برأسه من داخل المنطقة جميلة هبطت على قاعدة القائم الايسر لماكغوفرن (27).

وأسفر الضغط الالماني الكاسح عن هدف الافتتاح عبر غوميز بعد كرة تجولت بين اوزيل ومولر، فتابعها اللاعب المعار من فيورنتينا الايطالي الى بشيكتاش التركي من داخل المنطقة سهلة في الشباك مسجلا هدفه الدولي الـ28 في 66 مباراة دولية (29), وهذا الهدف الرابع لغوميز في بطولة اوروبا، وبات على بعد هدف واحد من معادلة رقم الدولي السابق يورغن كلينزمان .

وعاند الحظ مولر مجددا عندما استلم مرة غوتسه وسدد في بطن العارضة في فرصة شديدة الخطورة لمضاعفة الارقام (34), وفي الشوط الثاني، حصلت المانيا على فرصة مبكرة لحسم المواجهة منطقيا لكن ماكغوفرن حرم ببراعته غوتسه المنفرد من التسجيل (52)، ثم سدد غوتسه بعد ثوان قليلة كرة خطيرة جدا من مسافة قريبة مرت بجانب القائم الايمن .

وسدد بعدها سامي خضيرة ارضية بعيدة ابعدها الحارس ارتدت من رأس غوميز خارج الخشبات الثلاث (59)، ثم رد الفريق الاخضر برأسية من المدافع جوني ايفانز فوق العارضة (60), ودفع المدرب لوف في اخر ثلث ساعة بلاعب الوسط باستيان شفاينشتايغر بدلا من سامي خضيرة، ليصبح اكثر اللاعبين الالان خوضا للمباريات في النهائيات (15).

وتدخل ماكغوفرن مجددا عندما ابعد بصعوبة وبراعة رأسية غوميز من داخل المنطقة (82)، لينهي ابطال العالم المباراة بفوز يضمن عبورهم نحو ثمن النهائي.