لندن - صوت الإمارات
يُرفع الستار اليوم الجمعة، عن فعاليات النسخة السادسة والأربعين من كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) لكرة القدم، عندما تلتقي البرازيل (المستضيفة) مع المنتخب البوليفي، في مباراة الافتتاح للبطولة التي تستمر حتى السابع من يوليو (تموز) المقبل.
وينتظر عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء العالم مباريات هذه البطولة المتخمة بنجوم بارزين ومنهم الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي غابرييل خيسوس والكولومبي خاميس رودريغيز، والتشيلي اليكسس سانشيز، بينما سيكون البرازيلي نيمار أبرز الغائبين.
ويتطلع كل من المنتخبين البرازيلي والأرجنتيني إلى استغلال البطولة لتضميد جراحه ومحو خيبة أمله بعد الخروج صفر اليدين من فعاليات بطولة كأس العالم 2018 في روسيا.
وقُسّمت المنتخبات الـ12 على ثلاث مجموعات تضم كل منها أربعة منتخبات ضمت الأولى البرازيل وبوليفيا وفنزويلا وبيرو، والثانية منتخبات الأرجنتين وكولومبيا والباراغواي وقطر (ضيفة من خارج القارة)، وضمت الثالثة الأوروغواي وتشيلي وفنزويلا واليابان (ضيفة من خارج القارة)، فيما تخوض قطر البطولة بنفس الفريق الذي توجت من خلاله بلقب كأس آسيا قبل شهور قليلة.
ويتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني في كل مجموعة مباشرة إلى الدور الثاني (دور الثمانية)، كما يرافقهما أفضل اثنين من المنتخبات التي تحتل المركز الثالث في المجموعات الثلاث.
وانفرد منتخب الأوروغواي بالرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب كوبا أميركا التي تقام منذ 1916، حيث أحرز اللقب الخامس عشر له في نسخة 2011 فيما كان آخر الألقاب الـ14 للمنتخب الأرجنتيني في 1993، بينما أحرز المنتخب البرازيلي اللقب ثماني مرات سابقة منها أربعة ألقاب في آخر ثماني نسخ للبطولة.
وسيحاول المنتخب البرازيلي في غياب نجمه نيمار المصاب، تلميع صورته أمام جمهوره من خلال التتويج بالبطولة الغائبة عن خزائنه منذ 12 عاما وبتشكيلة تضم لاعبين من ذوي الخبرة بالإضافة إلى عنصر الشباب في تجربة هامة على الطريق نحو مونديال 2022. وسيغيب نيمار بعد إصابة في كاحله تعرض لها خلال مباراة ودية ضد قطر في الخامس من الشهر الحالي، وأعلن ناديه باريس سان جيرمان الفرنسي أن أغلى لاعب في العالم سيبتعد نحو شهر عن الملاعب.
وسجل نيمار، 60 هدفا، ليحتل بعمر السابعة والعشرين المركز الرابع لأفضل الهدافين في تاريخ البرازيل خلف الأسطورة بيليه وزيكو ورونالدو، لكنه يتقدم على نجوم بارزين أمثال روماريو وجيرزينيو.
ورغم غياب نيمار فإن كافو، قائد المنتخب السابق الفائز بمونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، يثق بقدرة الفريق على إحراز اللقب القاري. وقال: “خسر المنتخب البرازيلي لاعبا هاما لكن ذلك لن يمنعه من تقديم مباريات كبيرة والتتويج بكوبا أميركا”.
وكان مدرب المنتخب تيتي قد نزع شارة القيادة عن نيمار حتى قبل إصابته واتهامات الاغتصاب التي تعرض لها مؤخرا، على خلفية سلوكه في نهائي كأس فرنسا ضد رين، عندما قام بدفع أحد مشجعي الفريق المنافس في المدرجات.
وسيحمل شارة القيادة زميل نيمار في سان جيرمان المخضرم داني ألفيش، 36 عاما، الوحيد الباقي من التشكيلة المتوجة بلقب كوبا أميركا 2007 في فنزويلا بالفوز على الأرجنتين بثلاثية نظيفة في المباراة النهائية، في حين دخل ألفيش احتياطيا في النهائي ونجح بتسجيل الهدف الثالث لفريقه.
ومنذ ذلك التتويج، عاش المنتخب البرازيلي فترة سيئة في البطولات الكبرى حيث خرج من الدور ربع النهائي في مونديالي 2010 و2018 وسقط سقوطا مدويا أمام ألمانيا 1 - 7 في نصف نهائي كأس العالم التي استضافها عام 2014. وربع نهائي كوبا أميركا في نسختي 2011 و2015 ومن الدور الأول للبطولة القارية عام 2016 في ذكراها المئوية.
ولتفادي خيبة أمل جديدة، استدعى تيتي لاعبين من ذوي الخبرة لكي يحيطوا باللاعبين الشبان. ويتوقع أن يكون تحقيق نتائج جيدة بسرعة هو الهدف الآني على حساب التأسيس على المدى البعيد، وهذا ما يفسر اختيار ألفيش إلى جانب تياغو سيلفا وميراندا وفرناندينيو (جميعهم بلغوا الـ34)، لا سيما بأن حظوظ هؤلاء تبدو ضعيفة للوجود في مونديال 2022 بعد ثلاث سنوات ونصف سنة.
وتضم التشكيلة الرسمية للبرازيل 14 لاعبا سبق لهم أن دافعوا عن ألوان بلادهم في مونديال روسيا 2018، أما عنصر الشباب فيمثله مهاجم إيفرتون ريتشارليسون وجناح أياكس أمستردام الهولندي ديفيد نيريش (كلاهما 22 عاما) وكلاهما سجل في مرمى هندوراس (7-صفر) في مباراة ودية استعدادية للبطولة القارية.
والأهم من النتيجة الساحقة في مواجهة منتخب مغمور لعب بعشرة أفراد منذ الدقيقة 29. إشادة المراقبين بالأداء الجماعي للفريق في غياب نيمار.
وكان تيتي نفسه اعتبر بأنه على رغم من أن نيمار من يتمتع بموهبة مختلفة عن بقية اللاعبين إلا أن تعويض غيابه ممكن.
ويتوقع أن يشغل نيريش مركز الجناح الأيسر في المباراة الافتتاحية ضد بوليفيا الليلة بالتوقيت المحلي (بعد منتصف ليل الجمعة السبت بتوقيت غرينتش)، وإن كان زميله إيفرتون جناح غريميو أظهر أشياء جيدة لدى مشاركته احتياطيا ضد هندوراس. وسجل ريتشارليسون نقاطا في الآونة الأخيرة لا سيما بأن المنتخب البرازيلي يفتقد إلى رأس حربة حقيقي علما بأن مهاجم نادي إيفرتون يستطيع اللعب على الجناحين أيضا.
ويؤكد ريتشارليسون أهمية هذه البطولة من الناحية الشخصية بقوله: “من المهم جدا المشاركة في أول نسخة لي من كوبا أميركا لكني أعتقد بأني أصبحت أكثر نضجا بعدما توجهت باكرا إلى أوروبا”، بعد أن ترك فلوميننسي بعمر العشرين لينضم إلى واتفورد الإنجليزي ثم إيفرتون.
وختم: “نحاول دائما التعلم إلى جانب لاعبين أكثر خبرة أمثال تياغو سيلفا الذي يساعدنا كثيرا لا سيما من ناحية التمركز على أرضية الملعب”.
من جهته لا يحظى المنتخب البوليفي لكرة القدم بتاريخ ملموس على الساحة العالمية رغم انتمائه لقارة أميركا الجنوبية المصدر الرئيسي للمواهب الكروية، واقتصرت مشاركاته في بطولات كأس العالم الـ21 السابقة على ثلاث مشاركات.
ولم يحقق المنتخب البوليفي أي فوز في المباريات التي خاضها بهذه المشاركات الثلاث في بطولة كأس العالم واقتصر رصيده منها على نقطة واحدة من تعادل وحيد في نسخة 1994 بالولايات المتحدة. ولكن هذا المنتخب الذي لا يحظى بترشيحات كبيرة في البطولات التي يخوضها نجح في ترك بصمة جيدة مبكرة في بطولات (كوبا أميركا) حيث توج بلقبه الوحيد في البطولة عام 1963 ليصبح واحدا من ثمانية منتخبات في السجل الذهبي للبطولة. كما حظي بلقب الوصيف في نسخة 1997 فيما أحرز المركز الرابع في نسختي 1927 و1949.
ويأمل المنتخب البوليفي تحقيق مفاجأة أمام أصحاب الأرض في الافتتاح اليوم، رغم أن المراقبين يرشحونه للخروج صفر اليدين من هذه المجموعة.
ووسط الترشيحات القوية للمنتخبين البرازيلي والبيروفي في هذه المجموعة، ينتظر أن تكون المنافسة على المركز الثالث مشتعلة بين المنتخبين البوليفي والفنزويلي. واعتمد المنتخب البوليفي كثيرا على نقطة قوته الأساسية وهي اللعب في لاباز لارتفاعها كثيرا عن مستوى سطح البحر وهو ما يزعج منافسيه لكن الإخفاق كان هو العامل المشترك في معظم المباريات التي يخوضها الفريق خارج ملعبه.
ورغم الفترة القصيرة التي قضاها مع المنتخب منذ توليه المسؤولية في يناير (كانون الثاني) الماضي، يمتلك المدرب الوطني إدواردو فييغاس من الخبرة ما يؤهله لترك بصمة جيدة في البطولة.
وحرص فييغاس على اصطحاب لاعبيه مبكرا إلى البرازيل حيث أقام معسكره التدريبي في ساو باولو استعدادا للبطولة وبمجموعة من اللاعبين المحليين وقليل من المحترفين في أندية أوروبية صغيرة أبرزهم المهاجم مارسيلو مارتينز الذي لعب في الماضي لفرق شاختار دونيتسك الأوكراني وويغان الإنجليزي وجريميو وكروزيرو البرازيليين وينشط
حاليا في الدوري الصيني.
من جهته يسعى ميسي إلى تتويج موسمه الشخصي الرائع مع برشلونة من خلال قيادة منتخب الأرجنتين للفوز بلقب كوبا أميركا بعدما أخفق في أكثر من مرة في المحطة الأخيرة حيث خسر النهائي أمام تشيلي مرتين بركلات الترجيح في نسختي 2015 و2016. كما خسر نهائي مونديال 2014 بالبرازيل أمام ألمانيا، فيما خرج من الدور الثاني (دور الستة عشر) في مونديال 2018.
وتفتتح الأرجنتين مشوارها بلقاء كولومبيا غدا حيث يأمل ميسي قيادة بلاده للقب القاري للمرة الأولى منذ 26 عاما ومعادلة الرقم القياسي لعدد مرات الفوز والمسجل باسم الأوروغواي (15 لقبا).
وقـــــــــــــــــد يهمك أيــــــــضًأ :