أبو ظبي - سعيد المهيري
يدشن الحارس راشد علي مشواره مع "أصحاب السعادة" فريقه الجديد، اعتبارًا من الأحد، ليستهل بذلك مرحلة جديدة في مشواره الكروي، بعد أكثر من 12 عامًا قضاها في رحاب "قلعة الفهود"، منذ أول ظهور رسمي له كحارس بديل وشارك في الدقيقة 37 لمباراة فريقه أمام الوحدة في دوري الشباب تحت 18 عامًا موسم 2005- 2006، ويحزم راشد علي حقائبه متوجهًا إلى العاصمة أبوظبي، بعد توقيعه عقدًا لثلاثة مواسم تبدأ من الغد، ليكون أول المنضمين إلى صفوف الوحدة.
ووضعت مباراة الوصل أمام بني ياس في دور الستة عشر لكأس رئيس الدولة والتي انتهت بتفوق "الإمبراطور" بثنائية نظيفة، وتأهله إلى الدور ربع النهائي، السطر الأخير في قصة عشق استمرت لأعوام طويلة مع "الأصفر" للحارس راشد علي "27 عامًا"، قبل الاستعداد لتجربة احترافية جديدة ثانية في مشواره الكروي مع الوحدة، ويأتي انتقال الحارس المتألق مع فريقه خلال الموسم الحالي، بعد أن أسهم بشكل فعال في المستوى المتميز لـ"الإمبراطور" على صعيد المنافسات المحلية، باحتلاله المركز الثاني في ترتيب دوري الخليج العربي، وتأهله إلى الدور نصف النهائي لكأس الخليج العربي، وربع نهائي كأس رئيس الدولة، وشارك راشد علي في 16 مباراة رسمية للفريق الأول خلال الموسم الحالي.
وفتح راشد علي قلبه لـ"الاتحاد" في حوار وداعه لـ"قلعة الفهود" في نهاية عقده في 31 ديسمبر/كانون أول الحالي، وقبل بداية مشواره الجديد مع "العنابي"، وذكر بدايةً أن مفاوضات تمديد عقده مع الوصل بدأت منذ وقت مبكر، واستغرقت نحو عام كامل، من دون التوصل إلى اتفاق مُرضٍ للطرفين، وقال: "مفاوضات تجديد تعاقدي مع الوصل لم تأت بنتيجة إيجابية، رغم المدة الطويلة التي استغرقتها، والتي قاربت نحو عام كامل، وفي المقابل استغرقت المفاوضات مع الوحدة أقل من أسبوع للحصول على عرض مرضٍ بالنسبة إليّ، وربما حمل أكثر مما أستحقه وقدمته خلال مشواري السابق".
وأكد الحارس المتألق أن انتقاله إلى "أصحاب السعادة" لا يعني تنكره لأيامه المميزة مع الوصل، وقال: "نعيش في عصر الاحتراف، ومن حقي كلاعب البحث عن مستقبل أفضل، وهو ما وجدته من خلال عرض الوحدة"، لافتاً إلى إدارة الوصل، حينما علمت بأنباء التفاوض مع "العنابي" سعت لتجديد التواصل، مشيراً إلى أن الخطوة الأخيرة كانت متأخرة، بعد أن حسم مسبقاً مسألة التوقيع على العقد الجديد.
وحول توقيت الانتقال الذي يتزامن مع النتائج الإيجابية للوصل في كل المنافسات، قال: "بعيدًا عن لغة العواطف وكما أسلفت فإن مفاوضات التجديد لم تستقر على النحو المطلوب، وفي المقابل كان العرض الآخر هو الأفضل، وبغض النظر عن نتائج الوصل في النصف الأول للموسم الحالي وخروجي في هذا التوقيت من قائمة الفريق، فإنني أتمنى التوفيق لزملائي السابقين، وأعتقد أن الوصل يملك مجموعة جيدة من اللاعبين في مركز حراسة المرمى وقادر على التعويض".
ورأى راشد علي أن حصوله على فرصة المشاركة الكاملة حارسًا أساسيًا منذ الموسم الماضي مع الوصل، وعلى عكس المواسم السابقة منحه الفرصة لتقديم الأفضل، وأوضح: "لم تسنح لي فرصة المشاركة بشكل مستمر في بطولة الدوري في فترات سابقة، في ظل وجود مجموعة من الأسماء أمثال ماجد ناصر وديدا، وفي المقابل منحتني الفرصة الكاملة للتعريف بقدراتي وتطوير المهارات من مباراة إلى أخرى".
وذكر أن الحصر على التدريبات الجادة والانتظام في المشاركة مع الفريق في التحضيرات، علاوة على الالتزام داخل الملعب وخارجه عوامل مهمة ساعدته لتقديم الأفضل والوصول إلى المستوى الحالي، وأضاف: "بالتأكيد أرغب في الاستمرار بالمستوى نفسه، وأسعى جاهدًا لتحقيق الأفضل"، وشددّ راشد علي رغبته الجادة في الظهور بأفضل مستوى خلال تجربته الجديدة مع العنابي بداية من النصف الثاني للموسم الحالي، وقال: "تربطني علاقات جيدة مع معظم لاعبي فريقي الجديد، ولا أشغل عقلي كثيرًا بمخاوف الانسجام مع المجموعة الجديدة، وأثق بأن التدريبات المستمرة والمساندة التي سأجدها في صفوف فريقي الجديد ستساعدني لتجاوز فترة البدايات".
وأكد راشد على أن المشاركة الأساسية مع "العنابي" تتوقف على مردوده خلال التدريبات، وأضاف: "أمثل فردًا جديدًا ضمن مجموعة متكاملة وهدفي مساعدة زملائي لتحقيق الأفضل، والمهم بغض النظر عن المشاركة هو تحقيق الفريق لنتائج إيجابية تساعده في تحقيق طموحات المنافسة على الألقاب"، منوهاً بأن الوحدة فريق عريق ومعروف بتاريخه وبطولاته وجماهيريته الكبيرة.
ووجه راشد علي شكره وتقديره إلى "الأب الروحي" ورئيس نادي الوصل الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس إدارة الوصل وراشد بالهول، على الفترة المهمة من مشواره الكروي والتي قضاها بين أسوار "قلعة الفهود" خلال الأعوام الماضية، لافتاً إلى أن الاهتمام الإداري ميزة للوصل طوال تاريخه، في ظل الرعاية الكريمة لرئيس النادي، ورأى حارس الوصل السابق أن جمهور "الإمبراطور" يستحق بدوره الشكر والثناء على وقفته الصلبة خلف اللاعبين ودعمه بصورة شخصية، وقال: "جمهور الذهب"، لم يبخل علي شخصيًا بالدعم والمساندة، حتى بعد قرار الرحيل من النادي، وظل دائماً مسانداً لكل اللاعبين، وأعتقد أن هذا الوضع هو صفة أصيلة لدى الجمهور الوفي.