كريستيانو رونالدو

كان البرتغالي خورخي مينديز، الغائب الحاضر، الإثنين، في محكمة ضاحية بوزيولو دي ألكارون الراقية، قرب مدريد خلال جلسة الاستماع لكريستيانو رونالدو في قضية التهرب الضريبي، فالعلاقة بين صاحب شركة "جستيفوت" لوكالة أعمال اللاعبين والمدربين، ومواطنه رونالدو، غير عادية.

ويدير مينديز أعمال رونالدو، منذ كان صبيًا في عمر 16 عامًا، ونقله وهو ابن 18 عامًا لمانشستر يونايتد، ثم بعدها لريال مدريد مقابل 94 مليون يورو، وساوم وحاور من أجل حصوله على أفضل عقود الدعاية والإعلان، التي تعاقد عليها لاعب كرة في التاريخ. لكنه أيضًا تسبب في وقوفه داخل قاعة المحكمة، حيث وُجهت لرونالدو تهمةُ التهرب الضريبي عن طريق تحويل إيرادات دعاية وإعلان إلى شركات في أيرلندا والكاريبي، وبذلك أضاع أموال ضرائب على إسبانيا بقيمة 14.7 مليون يورو.

وبعد خروجه من المحكمة لم يرد رونالدو على الصحافيين، وإنما أصدر بيانًا يتمسك فيه ببراءته، نشرته وكالة "جستيفيوت" التي تمثله، ويملكها مينديز. مارادونا تمنى لو كان وكيلًا لأعمال نجاح مينديز جعله أسطورة وشبهته مجلة "شبورت بيلد" الألمانية بالعنكبوت، الذي ينسج خيوطه على سوق الانتقالات الكروية في أوروبا، ففي بداية مسيرته العملية، كان يعمل في مهنة "دي جي"، ولديه محل لأشرطة الفيديو، ثم بعد ذلك ملهى ليلي في البرتغال.
وكان من ضيوفه الدائمين الحارس البرتغالي آنذاك نونو إسبريتو سانتو، الذي أصبح من بعد أول لاعب ينقله مينديز من فريق لآخر، حيث أخذه من فيتوريا جيماريش لديبورتيفو لا كورونيا.

والآن أصبح خورخى مينديز، 51 عامًا، "ملك وكلاء اللاعبين"، أو "السوبر ستار"، و"الوكيل السوبر"، حسب ما وصفته صحف أوروبية، ويُحكى أن مارادونا التقاه مرة في مطار مدريد فنادى عليه، وقال له "لو كنتَ توليتَ إدارة أعمالي لأصبحت غنيًا مثل ملك إسبانيا".

أما كريستيانو رونالدو نفسه، فوصف صديقه مينديز بـ"أنه كريستيانو رونالدو، وكلاء اللاعبين"، وذكر موقع "شبورت بيلد" أن شركة مينديز طورت "حزمة شاملة"، يقوم خلالها أصدقاؤه بشراء أندية بالكامل ثم تقوم الشركة بمد هذه الأندية باللاعبين، مثل فالنسيا الإسباني وغيره.

والكل يتعامل مع مينديز، فقد أمدَّ هذا الصيف بايرن ميونيخ بخاميس رودريجيز، ومانشستر سيتي ببرناردو سيلفا، وميلان بأندريه سيلفا، وبرشلونه بنيلسون سيميدو، وورد اسمه في فضائح "فوتبول ليكس"، التي كشفت اللثام عن أن معظم زبائنه من كبار النجوم لديهم ما يسمى بـ"شركات صندوق البريد" في منطقة الكاريبي، وتسبب ذلك في ضياع ملايين اليورو على الدولة الإسبانية. ومن أشهر زبائنه أيضًا بيبي، فالكاو، دي ماريا، وكذلك المدرب جوزيه مورينيو.