في ظل سعي بوروسيا دورتموند لتحقيق النجاح في دوري أبطال أوروبا والمنافسة على بطولة الدوري الألماني بعد احتكار بايرن ميونيخ لها في السنوات الأربع الأخيرة؛ تعاقد النادي مع عدد كبير من اللاعبين الجدد وعلى رأسهم الثنائي المونديالي ماريو جوتزه (25 عامًا)، صاحب هدف فوز ألمانيا بكأس العالم 2014، وأندريه شورله (26 عاما)، صاحب التمريرة التي جاء منها هذا الهدف.

ورغم الخبر المفاجئ بانفصال شورله عن خطيبته، التي كان ينوي الزواج منها هذا العام إلا أنه بدأ مع جوتزه اليوم الإثنين (الأول من أغسطس 2016)، إضافة إلى زميلهما البرتغالي الفرنسي رافاييل جويريرو رحلة الكفاح مع دورتموند، وخضع الثلاثي في جامعة بوخوم الألمانية، لاختبارات اللياقة البدنية المعتادة وبدت عليهم السعادة، وسيبدأ الجميع أولى حصصهم التدريبية يوم الأربعاء المقبل، في معسكر يقيمه دورتموند في سويسرا من 3 حتى 10 أغسطس، ويخوض خلاله مباراتين وديتين أمام ساندرلاند وأتلتيك بلباو، قبل أن يعود إلى ألمانيا ليلاقي بايرن ميونيخ في مباراة كأس السوبر الألمانية يوم 14 أغسطس، حسب ما ذكر موقع "كيكر".

وسيبدأ دورتموند معسكره بفريق تم تجديده بشكل كبير. ويضع المسؤولون في دورتموند آمالا كبيرة على شورله وجوتزه، اللذين كلفا خزينة النادي سويًا نحو 56 مليون يورو، وقال هانز يوآخيم فاتسكه المدير التنفيذي لنادي دورتموند، إنهما يمثلان لبنتين أساسيتين في بناء الفريق وينتظر منهما أن يقودا العدد الكبير الجديد من اللاعبين الشبان، الذين تعاقد معهما دورتموند مؤخرًا، وأضاف: "سنكون بحاجة إلى خبرتهما في المباريات المهمة والصعبة. لقد فاز الاثنان بالكثير في مسيرتيهما"، على المستوى الشخصي والرياضي يرتبط اللاعبان بعلاقة طيبة مع بعضهما البعض. فإضافة إلى أنهما في نفس السن تقريبا، فهما أيضا زميلان منذ فترة طويلة في المنتخب الألماني، وقضيا مؤخرًا أجازتهما في الولايات المتحدة معا بعد أمم أوروبا بفرنسا 2017، وشورله هو في الأصل تلميذ للمدرب توماس توخيل فقد دربه من قبل في نادي ماينز، وحسب موقع "فوكوس" فإن توخيل ينظر إلى شورله على أنه البديل لتلميذ آخر كان يعشقه هو الأرميني هينريك مخيتريان، الذي انتقل هذا الصيف إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي.

وقد امتدح المدرب شورله وقال إنه أحد اللاعبين القلائل، مثل مخيتريان، الذين يجيدون اللعب كأجنحة، وأضاف: "لديهما سمة رائعة وهي عدم الأنانية في اللعب، رغم ذلك فلديهما مردود رائع"، رغم ذلك فإن هناك مخاوف من المقارنة مع مخيتريان، فلغة الأرقام تصعب على شورله أن يكون بديلا حقيقيا للنجم الأرميني، الذي أحزر أو مرر 26 هدفًا الموسم الماضي في 41 مباراة خاضها مع دورتموند. بينما كان الموسم الماضي لشورله مع فولفسفورج صعبًا قبل أن يتحسن أداؤه في نهاية الموسم، وليس هناك شك أن توخيل سيعتمد على الثنائي كلاعبين أساسيين في تشكيلته في الدوري الألماني الذي سينطلق الجمعة 26 أغسطس الجاري، والاعتماد عليهما يعني أن القوة الهجومية لبوروسيا دورتموند قد تحسنت بشكل كبير؛ لكن بالضرورة سيتسبب وجود شورله وجوتزه في الإضرار باثنين من اللاعبين على الأخص هما الياباني شينجي كاجاوا (27 عامًا) والأميركي الشاب كريستيان بوليزيتش (17 عامًا).

وكان كاجاوا، الذي عاد لدورتموند بعد فترة لم تكن ناجحة كثيرًا في الدوري الإنجليزي قد تألق الموسم الماضي مع "أسود فيستفاليا" وكان أساسيًا وخاض 29 مباراة، بدأ أساسيا في 26 منها واستطاع أن يفرض نفسه بقوة في قلب خط الوسط خلف المهاجم الصريح، والآن يرى توخيل أن هذا المركز هو لجوتزه ومن الصعب أن يجلس الابن الضال العائد إلى بيته على مقاعد البدلاء في البداية، حسب موقع "فوكوس"، أما الأميركي الدولي كريستيان بوليزيتش فمن الواضح أنه سيجب عليه أيضا أن يقاتل بشدة للمشاركة في المباريات هذا الموسم بعدما تم اكتشافه الموسم الماضي، وخاض مع دورتموند في مرحلة إياب الدوري أربعة مباريات كأساسي سجل فيها هدفين، لكن عودة جوتزه لن تكون سهلة أيضا بالنسبة للاعب، الذي غادر قبل ثلاث سنوات إلى الغريم التقليدي بايرن ميونيخ، ومن غير المستبعد أن تطلق بعض الجماهير التي لم تنس فعلته هذه صافرات الاستهجان ضده. لكن هذه المسألة عادية من وجهة نظر فاتسكه، الذي صرح لإحدى المجلات قائلا: "إذا شعر بعض الأشخاص أنه ينبغي عليهم أن يطلقوا صافرات الاستهجان ضده، فعليهم أن يفعلوا ذلك؛ فنحن لدينا ديمقراطية".