دبي - محمود عيسي
عادت بعثة المنتخب الإماراتي إلى البلاد عبر مطار دبي الدولي، بعد انتهاء مشاركة الأبيض في البطولة الدولية الودية على كأس الملك، وحصوله على المركز الأخير بعد الخسارة من الأردن 3-1 ومن سوريا بهدف، وأظهرت المشاركة حاجة هذا المنتخب الوليد إلى عمل دؤوب خلال الفترة المقبلة، حيث ينقص اللاعبين الانسجام والخبرة والاحتكاك، مما يتطلب تنظيم برنامج مستدام يتيح للاعبين المران، ولعب العديد من المباريات والمشاركة في دورات مشابهة، بهدف التعود على اللعب الدولي، خاصة وأن معظم اللاعبين غير أساسيين بفرقهم المحلية.
ومن المقرر أن تبدأ الإجازة الصيفية للاعبين بانتهاء المشاركة في كأس الملك، على أن يكون التجمع المقبل بداية من 10 يوليو المقبل، من خلال معسكر خارجي في إسبانيا، تحضيراً لخوض التصفيات الآسيوية الحاسمة للتأهل إلى كأس العالم في روسيا 2018، حيث سيخوض الأبيض أولى مبارياته في التصفيات خارج أرضه، حيث يحل ضيفاً على المنتخب الياباني في الأول من سبتمبر، قبل أن يستضيف نظيره المنتخب الأسترالي في الإمارات يوم السادس من سبتمبر.
بداية لا بد من الإشادة بفكرة تكوين منتخب رديف من العناصر الشابة الموهوبة، من أجل إعداد عناصرها مبكراً للمشاركة في نهائيات آسيا 2019، ولكن جاء التنفيذ على أرض الواقع في حاجة إلى مراجعة وتنظيم، لكي تحقق الهدف المنشود من مثل تلك الأفكار، حيث تم ضم بعض العناصر غير المفيدة للمنتخب، بعد تجربتها طوال السنوات الماضية ومنحها فرصا متعددة دون أن تثبت أحقيتها بالانضمام إلى القائمة الرئيسة للفريق، إضافة إلى عدم ضم بعض العناصر التي تعتبر الأمل والمستقبل، مثل لاعبي الشارقة، وعدد من لاعبي المنتخب الأولمبي الذين شاركوا في كأس آسيا الأخيرة التي أقيمت في الدوحة.
وفكرة تكوين منتخب رديف للأول، جيدة وبحاجة إلى الاستمرارية، مع مزيد من التنظيم، وحسن انتقاء للعناصر الشابة الموهوبة التي تفيد المنتخب خلال نهائيات آسيا 2019، مع ضرورة تخصيص مدرب يتولى تدريب الفريق، من ضمن الجهاز الفني للمنتخب الأول، مثل الكابتن حسن العبدولي من أجل ضمان وجود حافز للعطاء، وفرصة لأحد أفراد الجهاز الفني لكي يتولى كامل المسؤولية، على أن يكون الإشراف للمدرب مهدي علي مدرب المنتخب الأول، على أن يقوم اتحاد الكرة بتوفير برنامج إعداد قوي واحتكاك متواصلين، لأن اللاعبين المختارين في حاجة لاكتساب الخبرات، ومنتحهم فرصة الاحتكاك المتواصل.
وبالعودة إلى المباريات التي شارك فيها المنتخب خلال «كأس الملك» أمام الأردن وسوريا، سنلاحظ العديد من الأمور الفنية، حيث ظهر الفريق مفككاً وبلا انسجام وبلا خطورة هجومية، على الرغم من بعض الفرص التي سنحت للاعبين خلال المباراتين، ففي المباراة الأولى وجدنا الفريق بلا هوية، ولا روح، يمكن أن نجد عذرا في قلة مران الفريق وهو مكتمل الصفوف بعد انضمام لاعبي العين والجزيرة، حيث جاء مران الفريق وهو مكتمل الصفوف في بانكوك.
ولم يظهر ثنائي الخبرة حمدان الكمالي ومحمد العكبري بالمستوي المطلوب، الأول واصل هفواته الدفاعية التي تتسبب في أهداف على الفريق، والثاني في عدم بذل الجهد المطلوب منه على مدى شوطي المباراة، ولا بالمكانة التي يستحقها كأفضل لاعب شاب خلال الموسم المنتهي، كما كان الأداء الدفاعي دون المستوى لتعدد الأخطاء، خاصة في الشوط الثاني، مما منح المنتخب الأردني أفضلية واضحة داخل المستطيل الأخضر، بعد أن ظهر رديف منتخبنا مفككاً وأداؤه بطيئاً ويعتمد على الأداء الفردي. في المقابل لاحت في الأفق بوادر مواهب شابة مثل سلطان الشامسي الذي سجل هدفاً جميلاً، وسعيد المصبح وسلطان الغافلي وخالد باوزير.تحسن الأداء.
تحسن الأداء نوعاً ما أمام المنتخب السوري، مع استمرار الأخطاء الدفاعية، وبطء لاعبي خط الوسط وعدم حيوية لاعبي خط الهجوم، حيث لاحت للفريق العديد من الفرص ولكنها لم تستغل بشكل جيد يحقق الأفضلية للمنتخب، خلال اللقاء الذي انتهى بخسارة الأبيض وتذيله الترتيب بالبطاقة الرابعة، وقلة الخطورة الهجومية يعود إلى قلة حساسية اللاعبين على المرمى نتيجة عدم المشاركة في المباريات المحلية بدوري الخليج العربي، لوجود مهاجمين أجانب في جميع الفرق مما يحول دون مشاركة اللاعبين المواطنين، وتلك قضية دفع ثمنها المنتخبات الوطنية غالياً بدون شك، وظهر خلال مباريات الدورة مدى حالة الإرهاق التي يعاني منها اللاعبون نظرًا إلى أننا في ختام الموسم، وتركيز اللاعبين الآن منصب على الإجازة والخروج من أجواء المباريات والضغوط التي تصادفهم.