النبزرتي ونيبوشا

صراع من نوع آخر، ينتظر أن تشهده القمة المرتقبة التي ستجمع الترجي التونسي مع الفيصلي الأردني الأحد، في نهائي بطولة الأندية العربية لكرة القدم في مصر. والصراع المقصود يتجلّى بين مدربي الفريقين، فالترجي يقوده مدربه الوطني صاحب الخبرة التدريبية الطويلة فوزي البنرزتي، فيما يتولى الإدارة الفنية للفيصلي المونتنيجري نيبوشا يوفوفيتش، الذي يتحلى بالطموح في تحقيق لقب هو الأهم في مسيرته التدريبية.

وبين الخبرة والطموح سيكون الصراع مشتدًا بين المدربين، فكل منهما يتطلع لتحقيق الإنجاز وإثبات أفضليته على الآخر، وفي أول مواجهة تاريخية تجمع الفريقين الشقيقين معًا. وبدأ فوزي البنزرتي "67 عامًا"، مسيرته التدريبية عام 1977، وبعد أن أنهى مسيرته الكروية كلاعب والتي امتدت لتسع سنوات فقط. وفي المقابل فإن نيبوشا "43 عامًا"، بدأ مشواره التدريبي عام 2008، أي أن الفارق الزمني للخبرة التدريبية يصب في صالح البنزرتي ويبلغ "31" عامًا.

لكن فارق الخبرة التدريبية، ليس شرطًا في المنطق الكروي أن يجعل صاحبه له أفضلية مطلقة ، فالخبرة مهمة لكنها ليست كل شيء ، فهنالك أدوات أخرى من شأنها تعزيز قدرات المدرب وتساعده على حسم الفوز، كمقدار الجاهزية الفنية والبدنية للفريق ونوعية اللاعبين والمحترفين والذكاء في قراءة أوراق الخصم. ونيبوشا الذي لم يمض سوى 9 سنوات على دخوله مجال التدريب، أثبت بأنه مدرب مجتهد ومثابر وطموح، فهو يقود الفيصلي منذ منتصف الموسم الماضي ولم يتعرض لأي هزيمة حتى الآن وقد تفوق على كثير من المدربين ممن يفوقونه بعامل الخبرة التدريبية.

ويعتبر التونسي فوزي البنزرتي أكثر مدرب في بلده حقق ألقابًا محلية وأفريقية للكثير من الفرق التي أشرف على قيادتها، في حين يبحث نيبوشا عن إنجازه التدريبي الأول على مستوى الوطن العربي، بعدما قاد الفيصلي في الموسم الماضي لإحراز لقبي الدوري وكأس الأردن. ويعتبر البنزرتي بحكم خبرته مطلعًا على قدرات الكرة العربية ومدركًا لكافة تفاصيلها، في حين أن نيبوشا قد بدأ عمله بالمنطقة العربية من خلال دول الخليج، حيث درب في العام 2013 فريق كاظمة الكويتي ثم انتقل بعدها ليشرف على تدريبات هجر السعودي، قبل أن يتولى حديثاً مهمة الإدارة الفنية للفيصلي الأردني.
 
ويتشارك المدربان في بعض الصفات، منها الحزم والجدية في التدريبات، واستخدام أسلوب الضغط على اللاعب المستحوذ على الكرة، وكلاهما يلقى الاحترام والتقدير من اللاعبين، فيما يبدو هناك اختلاف آخر فيما بينهما، فالبنزرتي بطبعه مدرب عصبي، ونيبوشا هادىء للغاية. ويطمح البنزرتي في مباراة الغد للتأكيد بأن الخبرة التدريبية الطويلة تؤهله للتغلب على طموح أي مدرب. وبدوره يتطلع نيبوشا ليثبت أنه المدرب الأفضل بالبطولة العربية، والتأكيد بأن الطموح من الممكن أن يتغلب على فارق الخبرة، وأن لكل مباراة ظروفها ورؤيتها الخاصة، ولكل مدرب اجتهاده ومثابرته.