دبي -صوت الإمارات
طالما كان منصور البلوي رئيس اتحاد جدة السابق وعضو شرفه المؤثر لاعباً رئيسياً في كافة انتخابات ناديه التي أعقبت رحيله عن سدة الرئاسة قبل نحو عقد كامل، أما اليوم فتسير فترة باب الترشح نحو يومها الحادي عشر وسط غياب للرجل المؤثر سواءً بالدخول كمرشح أو داعم.
وخلال تلك الفترة كان البلوي يوظف كاريزماه الخاصة وسط الجماهير الصفراء لصالحه في كل مرة يظهر فيها، ومؤثراً على الرأي العام الاتحادي الذي يكن أغلبه الولاء الشديد للرجل الذي خرج من النادي الثمانيني بطلاً آسيوياً ومشاركاً ببطولة العالم قبل 11 عاماً، وعلى الرغم من الوعود الكثيرة التي أطلقها خلال تلك الفترة ولم ينفذ منها إلا النزر اليسير، فإن الجماهير "تدمح" زلته وتمني نفسها بأن يعود منصور إلى مقعد الرئاسة الملتهب
ومنذ خروجه إعلامياً للحديث عن أوضاع الاتحاد، وتأكيده بالعودة إلى جدة خلال 10 أيام لدعم مسيرة الأصفر في المنافسات قبل 48 يوماً وجماهير الاتحاد تنتظر أن يفي منصور بوعده الجديد، بعد أن أطلق وعوداً خلال فترة رئاسة أخيه لم يعرف مصير أغلبها حتى اللحظة، وهو ما يعتبره مراقبون للشأن الاتحادي أن شعبية الرجل المؤثر في المدرج بدأت بالتلاشي بشكل يمكن ملاحظته، وتحديداً بعد صفقة مبارك بوصوفة والحديث عن "السيستم" قبل أن يخرج التصريح الرسمي من لجنة الاحتراف بأن الشرفي الذي تولى ملف أجانب الاتحاد لم يقدم الأوراق بالأساس.
المتابع لانتخابات اتحاد جدة في الفترة التي أعقبت ابتعاد منصور البلوي عن رئاسة النادي أواخر 2007، يجد اختلافاً كبيراً بين كل مرحلة يبحث الاتحاديون فيها عن رئيس، والمرحلة الحالية التي يبدو فيها أخوه إبراهيم المرشح الأبرز للاحتفاظ بالكرسي وسط أمواج متلاطمة من الشكاوى وقلة ذات اليد، ففي الانتخابات الأخيرة خطف منصور الأضواء من الأخ الأصغر، وأعلن تقديمه ميزانية مفتوحة عندما كان الأخير يتنافس على الرئاسة مع أحمد كعكي، وانتهت الميزانية بقرض بنكي غير مسبوق في تاريخ الأندية السعودية، وفاتورة أكبر من الديون، وبالطبع كان الرجل الذكي قادراً على كسب الأصوات المؤيدة كعادته في كل مرة يظهر فيها.
وبعيداً عن دور الداعم، لوح البلوي صيف 2011 بملفه الرئاسي عندما فتح الباب أمام محمد بن داخل ومنافسيه بحثاً عن كرسي الرئاسة، وحينها أكد منصور في حديث هاتفي مع "العربية" عزمه على الترشح، وإنهاءه تفاصيل الانتقال مع حسين النجعي لاعب الاتفاق.. أما النهاية فتمت الانتخابات بلا ملف البلوي، وحسين النجعي ارتدى قميص التعاون بدلاً من الرحيل صوب الغرب.
وفي فترة انتخاب خالد المرزوقي صيف 2009 كان منصور البلوي يصرح تارة ويملح أخرى بأنه ممنوع من رئاسة الاتحاد بناء على أحداث قضية محمد كالون الشهيرة، لكن ذلك لم ولن يكون عائقاً أمامه لخطف الأضواء حتى من الرئيس المنصب على رأس الهرم الاتحادي، ووعده بتسديد كافة ديون الاتحاد دعماً منه للرئيس الجديد، لكن في نهاية المطاف استقال المرزوقي بهدوء ولم يعرف مصير الديون التي وعد البلوي بتسديدها.
ويفسر مراقبون ابتعاد منصور البلوي بأنه نتيجة خلاف عميق بينه وبين إبراهيم، الرئيس الحالي بسبب بيتوركا وغيره، ويذهب طرف آخر إلى أسباب غير رياضية دفعت الرجل إلى الابتعاد عن شارع الصحافة والنادي، أما طرف ثالث فيرى أن منصور أحرق جميع أوراقه بالوعود المتكررة التي لم يجد لتنفيذها أي وسيلة ممكنة، خصوصا أن جناحيه اللذين كانا يطيران به قد ابتعدا عن المشهد الاتحادي برمته، وتركا الرجل الكاريزماتي وحيداً، وبين تلك التفسيرات، يستعد الاتحاديون لانتخابات جديدة لا يظهر فيها منصور ويقلب موازين القوى في مشهد لا تعرفه جماهير أصفر جدة على الأقل في السنوات التي شهدت لعبه الدور الأبرز في مسيرة الاتحاد وتأثيره الكبير على الأنصار.