المنتخب القطري الأول لكرة القدم


يخوض المنتخب القطري الأول لكرة القدم، في الثامنة مساءً بتوقيت هونغ كونغ، الرابعة بتوقيت الإمارات، اختباراً مهماً وصعباً للغاية، عندما يلتقي نظيره هونغ كونغ على ملعبه ووسط جماهيره على استاد «مونج كوك»، في إطار مباريات الجولة الرابعة للمجموعة الثالثة من التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، وكأس آسيا 2019 في الإمارات.

يدخل العنابي اللقاء وهو يحتل المركز الثاني في ترتيب المجموعة برصيد 6 نقاط، جمعها من الفوز في مباراتين على جزر المالديف 1 - 0 في الجولة الأولى، ثم على بوتان 15 - 0 في الجولة الثانية، فيما يتصدر فريق هونغ كونغ الترتيب برصيد 7 نقاط من الفوز في مباراتين على بوتان 7 - 0 وعلى جزر المالديف 2 - 0 ، فيما تعادل في الجولة الماضية مع الصين سلباً بدون أهداف، وهو يتقدم على العنابي في عدد المباريات التي خاضها، وبالتالي، ستكون مواجهة اليوم فرصة جيدة للعنابي لفك الشراكة على صدارة المجموعة، وقطع خطوة مهمة نحو الاقتراب من حجز بطاقة التأهل المباشرة للنهائيات الآسيوية والتأهل للمرحلة الثانية من التصفيات النهائية لمونديال روسيا.

وتشير كل الدلائل لقوة هذه المواجهة بالنسبة لمنتخب قطر، ويمكن أن نصنفها على أنها أول اختبار حقيقي بالنسبة للأوروغواني كارينيو، الذي تولى مهمة تدريب العنابي خلفاً لجمال بلماضي، ولم يتعرض لأي اختبار صعب، بالنظر للقيمة الفنية المحدودة لفريقي جزر المالديف وأيضاً بوتان.

وعلى الرغم من الفوزين في كلا المباراتين، وتحقيق العنابي العلامة الكاملة، بل وتمكنه من تسجيل اسمه في سجلات التاريخ بالانتصار العريض على بوتان الأسبوع الماضي، إلا أن الحسابات في مباراة هونغ كونغ تختلف تماماً عن سابقيه، ليس لأن المباراة ستكون على ملعب المنافس استاد مونج كونج وحسب وبين جماهيره، وإنما لأن المباراة الأخيرة التي خاضها هونغ كونغ ضد التنين الصيني على ملعبه في بكين، تشير إلى القيمة الفنية المميزة لهذا الفريق على الصعيدين الدفاعي والهجومي، في ظل امتلاكه للعديد من اللاعبين المجنسين القادرين على التصدي لقوة هجوم منتخب قطر من الناحية الدفاعية، بالإضافة أيضاً إلى إزعاج دفاعه على الجانب الآخر هجومياً، وهو الأمر الذي يتطلب الحذر الشديد والتركيز، وضرورة التعامل مع المباراة بمنتهى الجدية.

والمؤكد أن كارينيو طوال الأيام الماضية، كان حريصاً على تحفيز اللاعبين معنوياً لهذا اللقاء المرتقب، من خلال جرعات مكثفة من الحديث والمحاضرات قبل بداية كل مران، والتأكيد على أن مباراة بوتان والفوز العريض الذي تحقق، يجب ألا يخدع أحداً، ويصيب اللاعبين بالثقة الزائدة، فالمسألة لم تعدُ كونها أكثر من حصة تدريبية وفرصة جيدة لمواصلة الإعداد والوصول إلى قمة الجاهزية الفنية والبدنية، بعد معسكري سويسرا والنمسا.

وبالنظر للناحية الفنية، فإن المؤكد هو تغيير التشكيلة التي خاض بها الفريق مباراة بوتان، حيث سيعمل كارينيو على إيجاد توليفة مميزة بين الدفاع والهجوم لإحداث التوازن، لأن فتح الخطوط والاندفاع الهجومي مبكراً أمام الخصم على ملعبه ووسط جمهوره، قد يكلف الفريق هدفاً مبكراً يربك الحسابات، وسيكون التركيز على استغلال عامل السرعة لدى مهاجمي العنابي، خاصة في الهجمات المرتدة، لخطف هدف من السيطرة على منطقة المناورات في وسط الملعب للتحكم في المباراة.

رغم صعوبة اللقاء من كافة النواحي بالنسبة لمنتخب قطر، إلا أن التفاؤل الموجود والثقة الكبيرة لدى اللاعبين في أنفسهم، بالإضافة إلى اكتمال الصفوف وعدم وجود أي غيابات، سواء على صعيد الإيقافات أو الإصابات، يعزز من القوة العنابية، ويجعل منتخبه في حالة جيدة لهذه المواجهة، وقد سادت تدريبات العنابي الروح العالية والجدية والحماس والرغبة الأكيدة من اللاعبين على العودة بنقاط المباراة الثلاث.