أصر الاتحاد الأردني لكرة القدم على الابتعاد عن الشفافية والمكاشفة في توضيح كافة الأمور المتعلقة بمنتخب النشامي، فقبل أيام صدر قرار رسمي عن الاتحاد الأردني يشير إلى تكليف جمال أبوعابد بالإدارة الفنية لمنتخب النشامي بعد "استقالة أو إقالة الإماراتي عبدالله المسفر. ولم يحمل القرار الصادر عن الاتحاد الأردني أي إشارة تدل على أن الاتحاد قرر تعيين أبوعابد كمدير فني لمنتخب النشامي، حيث لم يتم التطرق بالأصل لمسمى المدير الفني، كما أن هناك فرقًا كبيرًا بين التكليف وهو دائمًا ما يكون مؤقتًا، وبين التعيين الذي يكون للقيام بمهمة معينة وضمن فترة معلومة وواضحة الهدف.

ولأن التلاعب بالمصطلحات والتسميات قد يؤدي إلى تغيب الحقائق ويحدث بلبلة ويشتت فكر المدرب نفسه، فإن المؤتمر الصحافي الذي عقده الاتحاد لتقديم أبوعابد تم فيه الحديث عن أنه يعتبر المدير الفني لمنتخب النشامي، وذلك يتناقض مع قرار الاتحاد الأردني الذي حمل في ثناياه كلمة تكليف وليس تعيين وخلا من مصطلح المدير الفني، ما جعل الغموض يكتنف ملف الجهاز الفني للمنتخب.

وكان الاتحاد الأردني عندما تعاقد مع الإماراتي عبدالله المسفر، قد قرر تعيينه كمدير فني ولم يتم تكليفه بمهمة الإدارة الفنية، وبالتالي فإن هناك اختلاف واضح بالتسميات، كما أن الاحترافية والمؤسسية في العمل تتطلب الوضوح، حيث لم يتم الإفصاح حتى الآن عن مدة عقد جمال أبوعابد أو قيمته، وهي مسألة تبدو بديهية والإعلان عن ذلك لا يضر بالمصلحة العامة للعبة.

ولا يعلم أبوعابد نفسه، إلى متى سيبقى في منصبه، وهل سيتمتد مشواره إلى نهائيات أمم آسيا، أم أنه سيقود المنتخب في المباراتين المتبقيتين فقط للأردن بتصفيات كأس آسيا أمام كمبوديا وفيتنام، وبطولة غرب آسيا التي تقام نهاية العام الجاري. وسبق أن تم تكليف المدرب الوطني عبدالله أبو زمع بذات الطريقة والمسمى الذي تم فيه تكليف جمال أبو ابد بمهمة الإدارة الفنية، حيث لم ينل أبو زمع حينها لقب "المدير الفني" رغم أن قرار الاتحاد في الحالتين كان بذات الصيغة.

وحال أبوعابد قد يكون مشابهًا تمامًا لحال أبو زمع، فعندما بدأت تصفيات آسيا تم تعيين المدير الفني عبدالله المسفر، وعندما تنطلق نهائيات آسيا التي أوشك منتخب الأردن على بلوغها، فإن أبو عابد قد يلاقي ذات مصير أبو زمع. التلاعب بالتسميات وغياب الوضوح والدقة، يؤثر بكل تأكيد على المدرب نفسه ويشتت فكره ويفقد الاتحاد لمصداقيته أمام جماهير الكرة الأردنية، فمن حق أبوعابد والجماهير معرفة مسماه الوظيفي الحقيقي، ويعرف إلى متى يمتد عقده وكم يتقاضى أيضًا.