فريق بني ياس

شهد دور الـ16 من بطولة كأس رئيس الدولة إقامة ثماني مباريات جمعت بين القوة والإثارة وغزارة الأهداف، التي لم تحدث منذ 13 عامًا، وبالتحديد في موسم 2003 - 2004، وسجلت الفرق الـ16 المشاركة في هذه المرحلة من كأس رئيس الدولة 41 هدفًا، كما عاندت فرق البطولة مبدأ اللعب النظيف، إذ شهدت الجولة إشهار 37 بطاقة ملونة.

وغابت المفاجآت عن هذا الدور، وكان فريق عجمان الأقرب لتحقيق المفاجأة، بعد انتهاء الوقت الأصلي، في المباراة التي جمعته مع الأهلي بالتعادل السلبي، قبل أن يحسم الأهلي المباراة لصالحه، ويتأهل للدور ربع النهائي.

وتخطى عدد الأهداف، الذي أحرز في دور الـ16 لكأس رئيس الدولة هذا الموسم، الأهداف التي أحرزت موسم 2008-2009، والبالغة 34 هدفًا في المرحلة نفسها، ثم بطولة 2007-2008، التي شهدت تسجيل 33 هدفًا، وكانت أكثر مباراة شهدت أهدافًا في النسخة الحالية، هي مباراة الشارقة والنصر، التي انتهت بفوز الشارقة بنتيجة 5-4.

وشهد الدور الـ16، من موسم 2003-2004، أقل نسبة تسجيل للأهداف، بمعدل 18 هدفًا فقط في ثماني مباريات.

ودائمًا كان يغلب على مباريات الكأس اللعب الدفاعي، خوفًا من الخسارة ووداع البطولة، إلا أن هذه المرحلة شهدت العكس بعد المغامرة الهجومية للفرق، والدليل على ذلك مباراة النصر والشارقة، والتي كان فيها الملك متقدمًا بنتيجة 3-1، لكنه ظل يهاجم ما أعطى الفرصة له لإحراز هدفين، إضافة إلى استقبال ثلاثة أهداف، في مباراة أمتعت الحضور، واتسمت بالغزارة التهديفية.

وحفل دور الـ16 بالعديد من البطاقات الملونة، بعدما وصل العدد إلى 37 بطاقة ملونة، منها 32 بطاقة صفراء، وخمس بطاقات حمراء، وكانت أعنف مباراة هي التي جمعت دبا الفجيرة مع الشعب، والتي شهدت إشهار 11 بطاقة منها 10 بطاقات صفراء، وطرد لاعب الشعب الأوزبكي مولاجانوف، كما شهدت مباراة بني ياس والشباب طرد ثلاثة لاعبين، هم لاعبان من الشباب ولاعب من بني ياس.

وكان فريق اتحاد كلباء هو الوحيد الذي طبق مبدأ اللعب النظيف، إذ إنه الفريق الوحيد الذي لم يحصل على أي بطاقة في مباراته مع العين، على الرغم من خسارته برباعية نظيفة، إلا أنه رفض أن ينال أي بطاقة، وترك ذلك للعين الذي حصل على بطاقتين.

ولأول مرة منذ ما يقارب ثماني سنوات، لم يشهد دور الـ 16 أي مفاجأة، إذ فشلت كل فرق دوري الدرجة الأولى (الهواة) في التأهل لربع نهائي البطولة، رغم أن عجمان نجح في الصمود أمام الأهلي خلال 90 دقيقة، إلا أنه خسر برباعية في الوقت الإضافي، وكان الموسم الماضي قد شهد صعود دبي على حساب الوحدة، كما صعد الذيد في الموسم قبل الماضي على حساب الشعب، وقبله اتحاد كلباء على حساب الشارقة، ودبا الفجيرة على حساب الوصل.

وشهد دور الـ16 من مسابقة الكأس احتساب ست ركلات جزاء، تم تسجيل خمس منها بينما أهدر لاعب دبا الفجيرة، الإيفواري بكاري كونيه، ركلة جزاء لفريقه أمام الشعب، في المباراة التي شهدت أيضًا إحراز ركلة جزاء للشعب سددها البرازيلي زي إدواردو، كما شهدت مباراة الوصل والوحدة، التي انتهت بفوز الوصل 4-3، احتساب ركلتي جزاء لفريق الوصل أحرزهما بنجاح، وكانت ركلة الجزاء الحاسمة في هذه المرحلة، التي احتسبت لصالح الجزيرة في المباراة التي جمعته مع الظفرة، وتصدى لها المهاجم الدولي علي مبخوت، وسددها بنجاح ليصعد فريقه إلى الدور ربع النهائي، بعد أن انتهت المباراة بفوز الجزيرة بهدف دون رد.

وكانت مرحلة دور الـ16 مهمة للعديد من الفرق، التي كانت تبحث عن استعادة الثقة، مثل العين الذي خسر مباراتين متتاليتين، الأولى أفقدته صدارة الدوري بالخسارة أمام الشباب في الجولة 19 من دوري الخليج العربي، ثم خسر في أولى مبارياته بدوري أبطال آسيا أمام الجيش القطري، وبالتالي كانت مباراة الزعيم واتحاد كلباء فرصة للمدرب زلاتكو وللاعبين، من أجل استعادة مستواهم والعودة إلى الانتصارات.

الأمر متشابه مع فريق الجزيرة، الذي خسر برباعية مؤلمة في دوري أبطال آسيا، لكنه فاز على الظفرة في الكأس واستعاد الثقة المطلوبة، والأمر نفسه ينطبق على فريق الشعب، متذيل ترتيب دوري الخليج العربي، الذي نجح في تحقيق فوز كبير على دبا الفجيرة، أي أن هذه الجولة كانت مهمة للعديد من الفرق الباحثة عن الفوز، من أجل الاستمرار في المنافسة على مختلف البطولات.

ويعتبر فريقا النصر والشباب أكثر الخاسرين من هذه المرحلة، بعدما ودع حامل اللقب، فريق النصر، البطولة مبكرًا بالخسارة أمام الشارقة، كما زاد من آلامه خروجه هذا الموسم من دون أي لقب، بعد أن ابتعد عن المنافسة على لقب الدوري بفارق 14 نقطة عن المتصدر، الأهلي، كما خرج من بطولة كأس الخليج العربي وودع كأس رئيس الدولة، والأمر متشابه مع فريق الشباب، الذي ودع أيضًا آخر ألقاب الموسم، بعدما تراجعت نتائجه في بطولة الدوري، وودع دوري أبطال آسيا من الدور التمهيدي، وخرج من الدور قبل النهائي لكأس الخليج العربي، ليواصل الفريق تعثره هذا الموسم.