الفجيرة - صوت الامارات
قال طبيب المنتخبات الوطنية لكرة القدم السابق ومدير مركز الفجيرة لتأهيل العظام، الدكتور عبدالله بارون، إن "هناك زيادة كبيرة، خلال السنوات القليلة الماضية، في عدد اللاعبين الذين يتعرّضون لمختلف الإصابات، خصوصاً على مستوى الرباط الصليبي، والإصابات الأخرى ذات الصلة، مثل: الالتواء، والتمزّق العضلي"، مشيراً إلى أنها "في ارتفاع مستمر".
وأكّد بارون "ما يحزن أن الرياضيين دون 18 سنة، هم الأكثر تعرّضاً لهذا النوع من الإصابات، على عكس الشائع من أن الرياضيين في العالم لا يتعرّضون عادة لمثل هكذا إصابات بشكل مبكر، وربما قبل عمر 23 سنة".
وأشار إلى أن "هناك أربعة أسباب رئيسة تقف وراء كثرة إصابات اللاعبين، بينها: كثرة السهر، وغياب التغذية السليمة، وكذلك ضعف الثقافة الرياضية، نتيجة تراجع دور الأكاديميات، وأيضاً ضعف الأجهزة الطبية للأندية".
وأوضح: "لمسنا من خلال عدد المراجعين لمراكز الطب الرياضي في الدولة، سواء كانوا مصابين، أو لغرض الاستشارات الطبية الرياضية، زيادة الإصابات بالقطع الصليبي، وغيرها من الإصابات لدى اللاعبين الشباب ممن هم في مقتبل العمر، ولدى متابعتنا لهذه المشكلة بشكل دؤوب، وجدنا أنهم لم يلتزموا بكثير من الأمور المهمة، التي يجب الالتزام بها لبناء الجسم الرياضي السليم".
وأوضح الدكتور بارون، أن "السهر وتأخر الرياضيين في النوم، يعدّ من أبرز الأسباب وراء الإصابات الرياضية"، وتابع: "من المعروف أن النوم في الليل صحي، ولا يمكن تعويض الساعات المفقودة منه أثناء النوم بالنهار، وكلما ازدادت ساعات النوم الليلي، ارتاحت عضلات جسم الإنسان وعظامه من الجهد الرياضي الذي يسبق ذلك، والعكس سيقود لاجهاد عضلي كبير على اللاعبين يضاف إلى الإجهاد بسبب التدريبات، خصوصاً أثناء المعسكرات التدريبية التخصصية، أو قبل يوم المباراة".
وذكر: "لذلك يوصي المدربون والأطباء، بأن النوم الكافي ليلاً يُجنب اللاعبين من الإصابات". واعتبر الدكتور بارون أن "توقيت النوم السليم يبدأ بعد العاشرة والنصف مساءً، بحسب أجواء دولة الإمارات"، ووصف ذلك بأنها قاعدة طبية مستنبطة من القرآن الكريم، بأن "جعل الخالق عزّ وجل الليل سباتا والنهار معاشا".
وأوضح الدكتور بارون: "إن عدداً غير قليل من الأندية في الدولة يعتمد على معالجين أو ممرضين يمارسون مهنة الطب الرياضي، وليسوا أطباء، ما أسهم بشكل كبير في عدم توقع الإصابات المحتملة للاعبين، والمعالجة الفورية عند وقوع الإصابة".
ونصح إدارات الأندية بالسعي لانتداب أطباء رياضيين متخصصين، لتقليل نسب الإصابة، وتقليل المدة الزمنية للشفاء منها، خصوصاً أن كثرة الإصابات تضرّ كثيراً بمصالح هذا النادي أو ذاك، وتقلل من فرص المنافسة في مختلف البطولات.
وأشار طبيب المنتخبات السابق، إلى أن "غياب التغذية السليمة عن حياة الرياضيين، وتوجههم إلى الوجبات السريعة، أو تناول الطعام الذي يضرّ الرياضيين عموماً، ولاعبي كرة القدم بشكل خاص، أسهم في ارتفاع عدد الإصابات".
وأوضح أن "هناك أغذية تسهم في ترهل العضلات، ووهن العظام وهي السبب الرئيس للإصابات، وتناول اللاعبين الوجبات المشبعة بالدهون، التي ينصح أطباء الرياضة بالابتعاد عنها بشكل قطعي". ووصف إقامة فترات إعداد زمنية طويلة، خصوصاً التي تكون خارج الدولة، تسهم بشكل كبير في رفع نسبة الإصابة، بسبب تغيير الأجواء المناخية، وطالما تشهد التدريبات أحمال عالية".
وأكّد الدكتور بارون، أن "الدور التثقيفي للأكاديميات الرياضية، خصوصاً أكاديميات كرة القدم، غائب عن كثير من المواقف التي تحتاج تدخلا وتنويرا منها للاعبين"، موضحاً أن "ثقافة ممارسة كرة القدم بشكل سليم، يتطابق ومفهوم الرياضة كأسلوب حياة، وأن ذلك جعل عدداً من الرياضيين عُرضة للإصابات، منها تعليم النشئ كيفية تجنب التدخلات العنيفة التي تضرّ بالطرفين، (المتسبب في الخطأ والمرتكب ضده)"