مدرّب نادي الشارقة جمعة ربيع

أكد شيخ المدربين المواطنين جمعة ربيع المدير الفني بقطاع المراحل السنية في نادي الشارقة، أن مهنة التدريب ليست شهادة أكاديمية، بل تفان في العمل وتضحية ورغبة في إثبات الذات لتحقيق النجاح، مشيرًا إلى أن "الجميع يعرف أنني قليل الكلام وافضل أن يكون كلامي في الملعب وليس في صفحات الصحف".

وأضاف ربيع: "من يسعى إلى أن يكون مدرباً له مكانة مرموقة عليه التضحية، وأولى التضحيات أن يكون متفرغاً لتلك المهنة، لأن من غير المعقول أن يبدأ يومه من الصباح الباكر في عمله، مما يستنزف جهده وتركيزه، وتزداد المشكلة لو كان له تعامل مع الجمهور أو عمل ميداني، فيستهلك كامل قواه البدنية والذهنية، وحينما يأتي إلى النادي عصراً يكون في قمة الإرهاق والتعب، وبالتالي من الصعب أن يعطي بالمستوى المطلوب مما يؤثر ذلك في عطائه وإنتاجه، لذلك فالتفرغ للمهنة مطلب حيوي للغاية.

تطوير المهارات
وفي ما يتعلق بدور الأندية في دعم المدرب الوطني قال: الأندية تملك قيادات منهم لاعبون سابقون وصلوا للمرتبة الدولية ويملكون خبرات كبيرة وفكراً كروياً ناضجاً، ويستطيعون تقييم الأشخاص، وهنا لا بد من أن يقوم المدرب بالتعب على نفسه من اجل أن يقنع الآخرين بقدراته وإمكاناته، من خلال حرصه على تنمية قدراته ومهاراته المهنية، وأن يحب عمله ويخلص له،

لأن الإنسان كلما احب عمله واخلص له، تميز واقنع الآخرين بقدراته، حينها ستفتح له أبواب العمل ونيل فرصة إثبات الذات ولدينا امثلة متعددة لمدربين اجتهدوا ونجحوا، ولكن أن يأتي شخص لتمضية بعض وقت من دون الاجتهاد والتميز سيكون من الصعب على الآخرين الاقتناع بقدراته.

وطرح شيخ المدربين جمعة ربيع سؤالاً مهماً، حينما قال أعرف أن هناك حوالي 42 مدرباً يحملون الرخصة التدريبية للمحترفين، ومعظم هؤلاء لا يعملون، وقال: "أتساءل لماذا لا يعملون؟ وهل يعرض عليهم العمل، أم هناك شروط معينة وضعوها لقبولهم؟ حقيقة أستغرب عدم وجود مدرب مواطن في دوري الخليج العربي هذا الموسم، بعد ابتعاد وليد عبيد عن حتا، مع أن

هناك مدربين أجانب يعملون من دون رخص تدريبية، واحياناً يحصلون على الرخص من بلادنا، وأعترف أن هناك من المدربين من يرفض العمل في غير منطقته، والبعض الآخر يرفض العمل مساعداً"، وحول قبوله العمل مساعداً أضاف: "نعم اقبل طالما سوف استفيد من المدرب في علم تدريبي جديد، فأنا قلت لك من البداية التدريب ليس شهادة أكاديمية فقط، وهنا لا بد من

قيام المدربين بالتعايش مع الأندية الأوروبية لفترات طويلة من أجل التعلم والاستفادة، وقال مدرب منتخب اليابان تحت 17 عامًا يقضي معظم وقته خلال فترات عدم وجود استحقاقات يتابع نفس المرحلة العمرية في برشلونة من اجل اكتساب مزيد من الخبرات، والتعرف على المستجدات، مهم جداً أن يتعايش وليس مجرد فرجة من المدرجات".

ليس طوارئ
وأوضح المدير الفني بقطاع المراحل السنية في نادي الشارقة أنه "لا يوجد شيء اسمه مدرب طوارئ، هناك لفظ آخر اسمه مدرب للمباريات المتبقية، وهناك اعتبارات عديدة في هذا المجال، ولكن على المدرب أن يزن الأمور، هل ستتوافر له فرص النجاح خلال تلك الفترة أم لا تتوافر، ومن حقه الاعتذار اذا وجد الظروف لن تخدمه فقلت له أنت توليت تلك المهمة من

قبل فلماذا لم تعتذر فقال أنا توليتها مرة أو اثنين واعتذرت في فترات عديدة حينما كنت أجد الظروف لن تخدم عملي،  اذا كان المدرب مجتهداً ومتميزاً ونجح في إقناع مسؤولي الأندية بمستواه فلن تبخل الأندية عليه براتب جيد لذلك أكرر لا بد من أن يتعب المدرب على نفسه وان يتفرغ لمهمته حتى يجد التقدير والمقابل المجزي، وخاصة ان الأندية تبحث عن المدربين

المتميزين من أبناء الوطن، هل تعلم أنني في الشارقة أخصص يومين في الأسبوع من أجل الاجتماع مع المدربين والحرص على تناول مستجدات المهنة سواء نظرياً أو عملياً؟ هل تعلم أنني للآن انزل إلى الملعب وادرب ولم ابتعد عن التدريب لسبب بسيط انه في دمي واحب تلك المهنة، واحرص عليها معظم وقتي، وخلال الفترة الصباحية احضر للنادي وأقوم بالتحضير

النظري للعمل الفني الذي سيتم في المساء كما أقوم بوضع الخطط والبرامج التي تساعد المدربين على أداء عملهم على اكمل وجه؟ يا عزيزي التدريب موهبة وعلى صاحبها السعي للتميز".

لست نادماً
وتحدّث ربيع حول ما أثير حول ندمه على العمل في مجال التدريب، موضحًا : "لست نادماً ولم اندم في يوم من الأيام طوال مسيرتي الكروية على العمل في تلك المهنة لسبب بسيط وهو أنني احبها وأعطي لها، ومن منطق مهمتي الآن أحاول أن أمد يد الدعم للكوادر الشابة، متمنيا أن يكون كل مدربي قطاع المراحل السنية في الشارقة من الكوادر المواطنة المتميزة، القادرة على إضافة جديد للمهنة وبالطبع للفرق التي يتولون تدريبها".