نادي الوصل

عادت عجلات دوري الخليج العربي من جديد إلى الدوران بعد توقف مؤقت، بسبب مشاركة المنتخب في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم، ولقاء المنتخب العراقي في رابع جولات التصفيات، فغابت المتعة في كثير من المباريات، وتراجعت مستويات كثير من الفرق، في الوقت الذي ما يزال الوصل يبدع وعينه على اللقب بعد غياب، ويلاحقه الجزيرة المتألق ملك اللعب الجماعي في الموسم الحالي


وتعثّر الأهلي حامل لقب دوري الخليج العربي للمرة الأولى، في الجولة الحاليو  أمام فورمولا الدوري الإماراتي وفخر أبوظبي الجزيرة، في مباراة كانت درساً قاسياً للروماني كوزمين أولاريو في فنون القراءة الصحيحة للمباريات، بواسطة تين كات الذي يسير بخطى ثابتة مع الجزيرة على مستوى الأداء الجماعي وقراءة ثغرات المنافسين باقتدار، ولعب تين كات بطريقة 4ـ2ـ3ـ1، المعتمدة على التأمين الدفاعي أمام انطلاقات لاعبي الأهلي التي باتت محفوظة إلى حد بعيد، ونجح ثنائي الارتكاز محمد جمال، والكوري بارك جونغ وو في إغلاق المنافذ الهجومية على لاعب الأهلي، وفي الوقت نفسه كانا نقطة انطلاق جيدة لمرتدات الجزيرة السريعة التي أتعبت دفاع الأهلي، وتسببت في ولوج هدفين في المرمى الأحمر.

ولم يمتلك كوزمين المرونة الكافية من الناحية الخططية لضرب التكتل الجزراوي، وإيجاد ثغرات في النسيج العنكبوتي لوسط الملعب القوي، فكانت جماعية الجزيرة نقطة قوة لصاحب الأرض، بينما افتقاد الحلول نقطة ضعف أساسية في الأهلي لم تسعفه لإنقاذ المباراة التي ذهبت لمن يستحقها، أداءً، وظهرت نقطة أخرى في لقاء الأهلي، وهي الانطلاق السريع من الوضع الدفاعي للهجومي، بتمريرات قصيرة، وجمل تكتيكية تتضح فيها جلياً لمسات المدرب الهولندي تين كات الذي يجيد توظيف لاعبيه بشكل سليم، ويعرف كيف يدير المباريات الحساسة باقتدار.

ومازال نادي الوصل متصدراً لمسابقة الدوري بنتائج جيدة، وأداء جماعي متميز، حيث يجيد الفريق استغلال كل ثغرات المنافسين عن طريق الطابع المهاري، وتجانس خطوطه الهجومية، بالتفاهم الواضح بين كايو كانيدو وفابيو دي ليما اللذين يملكان حلولاً فردية للانفكاك بمهارة من دفاعات المنافسين، ومازال بني ياس منهار، ومفكك بشكل غريب، ولا تظهر على لاعبيه رغبة في تحسين الأداء، وروح انهزامية غير مبررة، ونجح أروابينا في قراءة نقاط ضعف السماوي بشكل جيد، ولعب على الكرة البسيطة والمهارة في الوصول لمرمى المنافس، ويحسب لأروابينا علاج أزمة بداية الدوري التي ظهرت في الوصل بوجود خلل في خط الدفاع، وعمل المدير الفني على إعادة نسج الخط الخلفي، فصار منيعاً أمام المنافسين، وتراجعت الأخطاء الساذجة إلى حد بعيد، فظهرت شخصية واضحة للإمبراطور دفاعياً، وهجومياً أيضاً، ولا زالت أسباب حالة التراخي والترهل التي يعاني منها واحد من أفضل فرق الدوري في المواسم السابقة، مجهولة، نادس بني ياس به خلل واضح، ربما ليس فنياً في المقام الأول، ولكن هناك روح انهزامية يعاني منها الفريق، تجعله كسيراً ينزل الملعب خاسراً المباريات قبل أن تبدأ، رغم الأسماء الكبيرة التي تلعب في صفوف السماوي، ولابد من حل سريع لإنقاذ بني ياس من نفسه!

ويعد فريق الوحدة  من أكثر الفرق صعوبة في عملية التحليل الفني، فيلعب جيّدًا وتظهر حنكة مدربه في التغييرات والتشكيل، وطريقة اللعب، وفي اليوم التالي يتراجع مستواه، ويظهر مفككاً، أو غير قادر على مجاراة الخصم، يوماً يسحق النصر بخماسية ثم يدمر قلاع الملك الشرقاوي بسباعية مذلة وقدرة تهديفية عالية، وفي اليوم التالي يتعادل مع اتحاد كلباء ويفقد قدرته على التهديف، ويظهر المدرب غير قادر على إيجاد حلول تكتيكية لاختراق دفاعات المنافس، وفك شفرته، ويظل الوحدة أحد أهم وأبرز ألغاز دوري الخليج العربي في الموسم الحالي، رغم ما يملكه من عناصر رائعة ومتميزة، ومدرب ذكي وخبير، ولكنه أكثر الفرق غير المتوقعة سواء من ناحية الأداء أو النتائج.

وشهد نادي الشباب  تراجعًا غريبًا في الجولات الثلاث الأخيرة من دوري الخليج العربي، وفقد الجوارح الصدارة منذ ثلاث جولات، جامعاً نقطتين في 3 مباريات متتالية، بخسارة وتعادلين، فبعد الفوز على الإمارات في الجولة الرابعة، بهدف وحيد، تعادل مع الأهلي في الجولة الخامسة، ثم خسر من العين في السادسة، وها هو يخسر نقطتين أخريين أمام دبا الفجيرة في الجولة السابعة، بتعادل الفريقين سلبياً، وإذا كان عذر الشباب في الخسارة أمام العين والتعادل أمام الأهلي قوة المنافسين وإمكاناتهما الفنية والبدنية، فالعذر غائب أمام دبا الفجيرة، الذي يقبع في منطقة الخطر بجدول الدوري، وتبدو نقطة الضعف الأساسية الواضحة في الجوارح خط الهجوم، الذي لم يسجل من بداية الدوري سوى 8 أهداف فقط، وهو إذ يحتل المركز الثالث في ترتيب فرق الدوري، إلا أنه أقل بأكثر من 50% من أقرب منافسيه الجزيرة صاحب المركز الثاني، من حيث معدل التهديف، والأخير له 18 هدفاً، بل إن الشارقة والظفرة صاحبي المركز العاشر والتاسع أكثر تهديفاً من الجوارح وللأول 9 أهداف، بينما لفارس الغربية 10 أهداف، وبالرغم من امتلاك الجوارح لـ 14 نقطة من 4 انتصارات وتعادلين وخسارة وحيدة، فهو يعاني في تسجيل الأهداف، ولم يسجل في أي مباراة أكثر من هدفين، بينما انتهت مباراتان له بالتعادل السلبي دون تسجيل أهداف. الشباب يعاني هجومياً، والحل سيكون في يدي فريد روتن المدير الفني لإيجاد صيغة، يزيد بها فاعليته الهجومية سواء بالموجودين، أو من خلال تعاقدات جديدة في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة.

وحلّت أزمة العميد النصراوي التي عانى منها في نهاية عصر إيفانوفيتش المدير الفني السابق للفريق برحيله، وحقق النصر الفوز للمرة الثانية على التوالي، وبنتيجة كبيرة، فبعد خسارته القاسية في الجولة الخامسة أمام الوحدة، والتي أدت لرحيل إيفانوفيتش، حقق العميد فوزا عريضا على دبا الفجيرة برباعية في الجولة السادسة، ثم عاد وفاز بثلاثية في الجولة السابعة على الشارقة، ليحصد 6 نقاط في جولتين بعد أن خسر 12 نقطة في 4 جولات، وظهر النصر أكثر اتزانا وتنظيما في الملعب في الجولة السابعة، ويبدو أن مدربه الروماني باتريسكو أعاد ضخ روح معنوية جديدة في الفريق، ونجح في إعادة التجانس لخطوط الفريق الدفاعية والهجومية، فاستعاد الأزرق عافيته على جميع الصعد، وبات يحصد النقاط المتتالية باقتدار وبتفوق.

ولعب العميد بطريقة 4ـ2ـ3ـ1، مع تكليفات هجومية لثنائي الارتكاز طارق الحمادي وأحمد جلال، اللذين يدعمان القوة الهجومية المتمثلة في الثلاثي برادة وبتروبيا وإيكوكو، وأمامهم كرار، مما يخلق قوة هجومية رباعية وأحيانا خماسية مزعجة لدفاعات المنافسين، والفريق نجح في تسجيل 7 أهداف في مباراتين متتاليتين رغم عجزه التهديفي الذي ظهر قبل الجولة السادسة، ومازال المدرب السوري محمد قويض المدير الفني للظفرة، يفي بوعده في أن فارس الغربية بخير، وهو الوعد الذي قدمه لإدارة الفريق بعد تراجع نتائج الفريق في بداية الدوري، ولكن في الجولة السابعة لدوري الخليج العربي حصد نقطته التاسعة على التوالي، وبدأ الفريق بالفعل يستعيد عافيته بعد بداية متعثرة، وخسائر متتالية.. قويض نجح في استعادة زمام الأمور، ورتب أوراقه بشكل جيد ليحصد النقاط المتتالية التي أخرجته من دوامة الهبوط بوصوله للنقطة التاسعة واحتلاله المركز التاسع في جدول ترتيب فرق الدوري.

واستعاد الظفرة التوازن من عدة جوانب، سواء من التنظيم الداخلي في الملعب، أو من ناحية العناصر التي بدأت في استعادة مستواها، مثل ماكيتي ديوب وعمر خريبين، وحتى على المستوى الدفاعي بدأ الفريق يتزن، ويتجانس الرباعي الخلفي بشكل ديناميكي قلل من نسبة الأخطاء الساذجة التي كلفت الفريق الكثير من الأهداف في بداية الدوري.

ويعتبر الرقم 18 هو أعلى رقم وصلت له فرق دوري الخليج العربي في التسجيل حتى الجولة السابعة، وهو أكبر رقم مُنيت به شباك فريق واحد في البطولة، فالجزيرة يشاركه الوحدة هما أصحاب أقوى هجوم وسجل كل منهما 18 هدفاً بمعدل تهديفي عالٍ بلغ 4.8 أهداف لكل مباراة، في الوقت الذي يمتلك «فخر أبوظبي» أفضلية كونه أقوى خط دفاع في البطولة ولم يصب مرماه سوى بثلاثة أهداف فقط، ويشاركه في الرقم الأهلي الذي لم يلعب سوى 6 مباريات فقط وله مباراة مؤجلة مع العين، ورغم إحراز الوحدة لـ18 هدفاً ومشاركته للجزيرة على قمة الهجوم، إلا أن مرمى العنابي تعرض للكثير من الإصابات، ودخل مرماه 6 أهداف، بعكس الجزيرة صلب الدفاع.

وجاء بني ياس في أضعف خط هجوم في البطولة ولم يسجل سوى 3 أهداف فقط في المباريات السبع التي لعبها في المسابقة، في حين جاء السماوي نفسه كأضعف خط دفاع في البطولة ودخل شباكه 18 هدفاً، ويشاركه في ضعف الدفاع الشارقة ومني مرماه بنفس الرقم، ولكن الملك يتفوق على بني ياس كونه سجل 9 أهداف في المسابقة، ويأتي خلف بني ياس والشارقة في ضعف خط الدفاع الإمارات ودخل مرماه 15 هدفاً في 7 جولات، بمعدل 2.1 هدف يدخل مرماه في كل مباراة.

فريقان فقط في مسابقة الدوري لم يتعرضا لأية خسارة في مباريات دوري الخليج العربي منذ بداية الموسم، وهما الجزيرة والعين، ولكن تبقى الأفضلية للجزيرة، كونه لعب مباراتين زيادة على العين الذي له مباراتان مؤجلتان، ولم يلعب سوى خمس مباريات حتى الآن، بينما أقل الفرق خسارة بعد الجزيرة والعين يأتي الشباب والأهلي والوحدة، وكل منهما لم يخسر سوى مباراة وحيدة من المباريات التي لعبوها، مع أفضلية للشباب والوحدة كون كل منهما لعب 7 مباريات، بينما الأهلي له مباراة مؤجلة مع العين، وفي التعادلات يأتي فريق دبا الفجيرة في صدارة الفرق الأكثر تعادلاً منذ بداية الدوري، فالنواخذة جمع 4 نقاط من 4 تعادلات حققها في مبارياته السبع، وهو لم يفز في أي مباراة من بداية الدوري، ولا يملك في رصيده سوى النقاط الأربع الناتجة عن تعادلاته، وإذا كان دبا قد تعادل في 4، فبني ياس لا يملك في رصيده في 7 مباريات سوى نقطة وحيدة بتعادل لم يحقق غيره، وهو الفريق الأكثر خسارة منذ بداية المسابقة، ولم يحقق أي فوز في مبارياته السبع.