"النصر"لا يسجل و"العنابي" يبحث عن نفسه و "العين" أُرهق بالآسيوية

مازلنا في انتظار الإبداع الكروي، مازلنا ننتظر ظهور المباراة التي تحبس أنفاسنا من إثارتها. 
فقد وصلنا للجولة الرابعة من دوري الخليج العربي، ومازلنا لم نشاهد المباراة التي نتمنى أن نشاهدها، ربما نعتبر أننا لم نخرج بعد من البدايات، و لم نتخطى الحذر والخوف اللذان يشوبان أغلب المسابقات في جولاتها الأولى.

علينا بالصبر قليلا، لأن المؤشرات تقول أننا في الطريق نحو رؤية المتعة الكروية عن قريب، نتيجة التنافس الخماسي على الصدارة، بين فرق" الشباب" و"العين" و"الأهلي" و"الوصل" و"الجزيرة"، و في حالة سعي هذه الفرق إلى الصدارة بثبات، فسنشاهد تنافسًا شديدًا، يفرز المتعة الكروية التي نبغيها.

 لغز "النصر"
و الحقيقة قبل الحديث عن المباريات وأهل الصدارة وتنافسهم، لابد أن نتحدث عن النصر، الذي يعاني من دوامة متواصلة منذ بداية الدوري، و لم يحقق النتائج المرجوّة منه، بالطبع فإن جدول المباريات وضع له المباريات القوية والصعبة في البداية، و لكن في النهاية هو لم يحقق أي انتصار في مباريات القمة، و خسر أمام "الوصل" في ديربي بر دبي، وخسر أيضاً أمام

"الأهلي" ، ثم أمام "العين" في أحد أغرب الصراعات  التاريخية في الدوري، و المباراة الوحيدة التي كسبها، كانت أمام "الظفرة" ولكن الذي خسر أمام الجميع على أي حال.

و المتابع لأداء "النصر"، ليس في هذا الموسم فقط،  وإنما منذ الموسم الماضي، هو فريق يفعل الكثير ولكن لا يسجل، و إن سجل لا يحافظ على مرماه، و بالتالي قد يخسر في النهاية، وهو أمر غريب على العميد ولابد له من حل، ربما أن العميد قد ظلم  الفريق الأزرق بعد إيقاف فاندرلي الذي كان بمثابة رئة هجومية، ولكن ليس من المنطقي أن يندحر الفريق نتيجة غياب لاعب واحد.

خلاصة القول أن النصر يحتاج دعمًا، يحتاج أن تكون فيه مقاعد البدلاء على نفس قوة الأساسيين، لابد له أن يكون جاهزًا بشكل دائم ومعدّ لأية ظروف، كي ينافس على لقب لم يحصل عليه في تاريخه منذ بدء الاحتراف في الكرة الإماراتية.

في المقابل فإن فوز "العين" الصعب على "النصر" و الذي جاء بمساعدة "النصر" نفسه، ليس مستغربًا، ولا يقلل من قوة "العين"، فالزعيم له كل العذر بسبب انشغاله بالآسيوية، المهمة الوطنية المرهقة، و التي حصل عليها في موقعته أمام "الجيش" القطري، و التي حقق فيها الفوز ليصعد إلى نهائي الحلم، وهو جدير بحصد اللقب، لأنه فريق متميز صاحب شخصية في الملعب، يملك كل الأسلحة الفتاكة القادرة على إعادة اللقب للبنفسجي بعد أن حصده للمرة الأولى في 2003.

"الوصل"  فاكهة الكرة
الوصل سيظل دائمًا فاكهة الكرة الإماراتية، بجماهيره الوفية، و أسلوب لعبه المتواصل الذي يتمتع كثيرا بالجماليات ، نعم أحيانا اهتمام الإمبراطور بالجماليات يفقده بعض النقاط، و لكن يظل الوصل ممتعًا، و في حالة تألقه يصبح من أجمل العلامات في الدوري.

 في الجولة الرابعة واصل الفهود مسيرتهم بتقديم المستوى الطيب والنتائج الجيدة، بفضل طريقة اللعب الهجومية المبنية على 4ـ3ـ3، التي تتحول إلى 4ـ1ـ2ـ،1 في الحالات الهجومية، ما يجعل الهجوم الوصلاوي إعصاريا في حال ظهر كايو و رونالدو مينديز وليما بمستواهم.

 و أمام الوحدة لعب "الوصل" بشكل متميز، و كان مينديز علامة هجومية رائعة، فسجل هدفا في مرمى "العنابي"، و صنع  الهدف الثاني في مباراة كادت أن تكون جميلة، لولا العصبية التي جعلت البطاقات الصفراء تخرج 9 مرات في المباراة، الأمر الذي أفسد متعتها، وجعل الصافرة تنطلق كثيرا خلال اللقاء، و ربما هي أفضل مباريات الجولة على الإطلاق، على الرغم  كمّ البطاقات الصفراء المبالغ فيها .

في المقابل فإن "العنابي" ، مازال متأرجحًا، لم يقدم المنتظر والمأمول منه في الموسم الحالي، على الرغم من الطموحات العريضة التي بدأ بها الموسم، مع مدرّب قدير و تشكيلة  متميزة من اللاعبين ، لكن "الوحدة" لم يزل يبحث عن نفسه، وحتى الآن رصيده فوزٌ وحيد و خسارةٌ وحيدة وتعادلين، جامعًا بالكاد 5  نقاط من 4 جولات، وهو أمر لا يليق بأصحاب السعادة وعناصره المتميزة.. فمتى يستفيق العنابي.
ثروة
إذا تحدثنا عن فرق المُقدمة، فلا يجب أن نغفل "الجزيرة"، الذي يقدم أداء متصاعدًا بشكل متميز، و ربما أفضل إيجابيات هذه الجولة، هي استعادة نجم منتخبنا علي مبخوت لحاسته التهديفية،  و رده في الملعب على كل المشككين في تسجيله هاتريك متميزً للعنكبوت، و حقاً قال تين كات المدرّب الهولندي للفريق، "إن علي مبخوت ثروة وطنية لا بد من الحفاظ عليها، و يجب عدم القسوة في نقد النجم الذي يبذل أقصى جهده في الملعب".