الدوري الإماراتي

جاءت الجولة السادسة من دوري الخليج العربي، على غير المتوقع، غزيرة بالأهداف، ولكن عامرة أيضاً بالأخطاء الفنية والدفاعية، وظهرت مجموعة من الهفوات البدائية، التي جعلت الجولة الأفضل هجومياً، هي الأسوأ على المستوى الدفاعي للكثير من الفرق، حتى أن الانهيارات الدفاعية كانت سمة مميزة لأكثر من لقاء، وأكثر من فريق ظهر مهلهلاً في الشق الدفاعي، فكثرت ضربات الجزاء، وكثرت الأهداف بنيران صديقة وضعها المدافعون في مرمى فرقهم أو تسببوا فيها بشكل أو بآخر.

نجح الإمبراطور الوصلاوي في إسعاد جماهيره، ولو مؤقتاً بالصعود الى قمة الدوري، والتواجد منفرداً هناك، بفوز على اتحاد كلباء، وتعادل للجزيرة وخسارة للشباب المنافسين على القمة في ظل تأجيل لقاء العين والأهلي المنافسين على القمة، ورغم كون الوصل يحتاج الى بعض التدعيم الدفاعي، إلا أن الفريق يقدم وجبة هجومية متميزة، تسعد الوصلاوية الذين عادوا للمدرجات فرحين بمستوى فر يقهم.

لقاء الكبار

قبل الخوض في المباريات ذات الكثافة التهديفية، لابد من الإشادة باللقاء التكتيكي الأبرز في الجولة السابعة، مباراة العين والشباب، التي كانت بحق لقاء الكبار، على المستوى التكتيكي برغم أنها لم تكن غزيرة الأهداف، أو ربما كونها مباراة تكتيكية من الطراز الأول هذا ما جعلها تخرج غير عامرة بالأهداف.
فالمتابع للقاء الزعيم والجوارح سيلحظ بوضوح أن المباراة بين فريقين يجيد كل من المدربين على مقاعد البدلاء تحريك عناصره باقتدار، واللاعبون في الملعب يعرفون مهامهم بشكل واضح، ويجيدون عملية الانضباط الخططي وفقاً لما يرسمه الجهازان الفنيان.
فريقان مستقران فنياً وخططياً، كانت الغلبة فيه للفريق الأكثر امتلاكاً للعناصر البديلة، وبالفعل فمقاعد بدلاء البنفسجي مليئة، وهناك أكثر من لاعب يستطيع قلب المباراة باقتدار، ووفقاً لرؤية مدير فني خبير هو زلاتكو داليتش، الذي صار يدرك ماذا يريد، ويفعل ما يريد بعناصره الذكية الخبيرة، في المقابل ففريد روتن الهولندي المدير الفني لفريق الشباب مدرب واقعي يجيد توظيف عناصره بشكل مميز، ربما ينقصه بعض العناصر في مقاعد البدلاء، والتي تستطيع أن تقلب النتيجة، تلك الأوراق الرابحة التي يعتبر العين غنياً بها.
زلاتكو لعب بلي ميونغ في قلب الدفاع، ودفع بلاعب الشاب أحمد برمان في وسط الملعب، كارتكاز دفاعي، ورابط بين الدفاع والوسط الهجومي، في المقابل أدرك روتن قوة العين، ولم ينسق للدفاع الذي ربما قد يكلفه الكثير من الأخطاء، فلعب في ملعب الزعيم مدافعاً، ومعتمداً على الهجمات المرتدة في محاولة لخطف المباراة، وكان له ما أراد في أغلب فترات المباراة، ولكن الإعصار العيناوي الهجومي، نجح بصعوبة، في اقتناص نقاط المباراة الثلاث في الدقائق الأخيرة، في حين لم تسعف الأوراق الهجومية روتن في اقتناص تعادل أو فوز كان قد خطط إليه.
لقاء نموذجي في كيفية إدارة المباريات من على مقاعد البدلاء، انتصر فيه صاحب الأوراق الرابحة الأكثر، وهو الزعيم العيناوي، صاحب أفضل مقاعد بدلاء في الدوري هذا الموسم.

ولا عجب في أن يكون أحد أفضل أهداف الموسم في اللقاء الأفضل بالدوري، فهدف كايو الأول في مرمى الشباب، كان رائعاً من جملة متميزة، من محمد عبد الرحمن لدوغلاس الذي وضعها لكايو، والأخير أجاد التصرف ولعبها بمهارة فائقة في الزاوية العليا، لا تصد ولا ترد، مسجلاً أجمل أهداف المباراة والجولة في مجملها.

السباعية

ليس منطقياً على الإطلاق ما يحدث للشارقة، فالفريق ليس سيئاً في المجمل، ولكنه غير واثق في نفسه، يرتكب أخطاء دفاعية كارثية، تسببت في سباعية قاسية ومذلة وسط جماهيره، وبالطبع كون الشارقة انهار في المباراة، فهذا لا يثنينا عن الإشادة بالوحدة، الذي أحرز 11 هدفاً في مباراتين متتاليتين، بالفوز على النصر بخماسية، ثم سحق الملك بسباعية.
دونيس مدرب الشارقة أمام مشكلة حقيقية، وقد يصبح ضحية لو لم يضبط وسريعاً أزمته الدفاعية، وحالة الارتعاش التي يعانيها فريقه بمجرد دخول هدف لمرماهم، وربما دونيس نفسه يجب أن يراجع قراراته واختياراته، فلا هو قادر على تثبيت تشكيله، ولا قادر على إدارة المباريات بشكل منطقي يعيده للأجواء، ويفقد فريقه أعصابه تماماً، بشكل غير مبرر، ويقف مثلنا يتابع المباريات دون تدخل يسعف فريقه.
أيضاً أجانب الشارقة لم تظهر بصمتهم نهائياً، ويبدون عالة على الفريق في كثير من المشاهد باستسلامهم للرقابة واستكانتهم، مما يساعد المنافسين على احتوائهم ووأد أي خطورة شرقاوية.

خطورة الأهلي

الفارس الأحمر قوة هجومية جبارة، أثبتت وتثبت في كل مباراة قدرتها وسطوتها، والأهداف الستة التي أحرزها الأحمر في مرمى حتا خير دليل، ففي وجود أحمد خليل وليما، من الصعب على أي دفاعي إيقاف خطورة الفرسان، خاصة في ظل الإمدادات التي تأتي حريرية من لاعب الوسط المميز إيفرتون ريبيرو.

عصا بيتريسكو السحرية في النصر

هل امتلك المدرب الجديد للنصر، الذي استلم مهمته منذ بضعة أيام عصا سحرية، يحول بها الخسارة نصراً، والمرارة فرحة؟! أيام فصلت بين رحيل المدرب يوفانوفيتش، وتولي المدرب المدرب الروماني بيتريسكو تدريب الفريق، وتحول النصر من خاسر بخماسية أمام الوحدة لفائز برباعية نظيفة أمام دبا الفجيرة، فماذا فعل المدرب لهذا التحول؟
الحقيقة هو لم يفعل شيئاً، وحقاً ما قاله بيتريسكو، الذي وفق في تصريحه عقب المباراة، إذ قال، إن الفوز نتاج عمل يوفانوفيتش، فالعميد يملك فريقاً جيداً، وعناصر متميزة، ولكن تبدو الحالة النفسية للاعبين أن لها دخلاً في الخسائر التي مني بها الفريق، والتي ربما كان يوفانوفيتش سبباً فيها، وبمجرد رحيله تبدل الأمر من حال إلى حال، وبالطبع الوحدة ليس مثل دبا الفجيرة، ولكن صحوة العميد لم تكن تكتيكية بقدر ما كانت نفسية!

الظفرة.. عندما تغيب أخطاء التحكيم

عندما غابت الأخطاء التحكيمية للجولة الثانية على التوالي، حصد الظفرة الفوز الثاني، والنقط السادسة على التوالي، وهذا واقع عاشه فارس الغربية في الجولات الأربع الأولى لدوري الخليج العربي، بعد أن عانى واشتكى كثيراً، من الأخطاء التحكيمية التي أثرت سلباً على نتائجه، وجعلته يخسر الكثير من النقاط بسبب بعض القرارات غير الموفقة تحكيمياً.

وكان محمد قويض المدرب السوري على حق عندما أكد أن الظفرة بخير وعائد للنتائج الطيبة، شرط اختفاء الأخطاء التحكيمية، الظفرة جمع 6 نقاط غاية في الأهمية ستضعه على الطريق السليم، في ظل تألق مهاجميه عمر خربين وماخيتي ديوب، وكلاهما مهاجمان من الطراز المتميز، وقويض نجح في سد ثغراته الدفاعية، فنجح الفريق في تحقيق فوز غالٍ على بني ياس.
بني ياس هو أمر آخر، فالفريق لايزال مترنحاً، تغيرت الإدارة الفنية، والأخطاء كما هي، لا يزال الفريق في حاجة للبحث عن الأزمة التي يعانيها، عن المشكلة والعيب لأنه لا يليق بالسماوي الوجود أخيراً في جدول الدوري.

05

يثبت فرسان الصدارة أن المنافسة ستكون هذه السنة خماسية على لقب دوري الخليج العربي، مما يجعله الموسم الأفضل على الإطلاق في السنوات الأخيرة، حتى الشباب الذي خسر والجزيرة الذي تعثر بالتعادل يؤديان مبارايات رائعة، ويقدمان مستوى متميزاً يجعلهما مع الوصل والعين والأهلي فرسان الصدارة.

02

جمع الإمارات النقطة الثانية له في 6 جولات، ولكن نقطة الجولة السادسة كانت غير، وهي الأهم للفريق في الدوري، لأنها جاءت من فم الأسد الجزراوي المتألق، الذي غاب عنه التوفيق أمام الصقور، فتعثر الجزيرة بالتعادل.

ذلك التعادل أهدى بوكير المدير الفني الألماني للإمارات فرصة لالتقاط أنفاسه، وفسحة من الوقت لإنقاذ منصبه، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الذهاب لغيره بتراجع مستوى الفريق، وخسائره المتتالية، التي جعلت المدرب الألماني الأقرب الى الرحيل عن الدوري.

والآن بوكير أمام فرصة ذهبية لاستغلال التوقف لإصلاح ما يمكن إصلاحه، والبدء في جمع النقاط.

39

دفاعات بني ياس والإمارات ودبا الفجيرة مأساة في دورينا، والثلاثي المتذيل لجدول دوري الخليج العربي مني مرماهم بـ39 هدفاً في 6 جولات، والأسوأ فيهم هو السماوي الذي تلقى مرماه 14 هدفاً، يليه الإمارات، 13 هدفاً، ثم دبا الفجيرة مع 12 هدفاً. ولكن بني ياس لم يسجل من بداية الدوري سوى 3 أهداف فقط في مباريات خسر منها 5، ولم يحقق سوى نقطة تعادل وحيدة حتى الآن.

09

نجمان كانا فوق العادة، هما الأرجنتيني سبيستيان تيغالي لاعب الوحدة والبرازيلي ليما لاعب الأهلي، والثنائي سجلا وحدهما 9 أهداف من إجمالي الأهداف المسجلة في الجولة السادسة للدوري.

فنجم الوحدة سجل "ألترا هاتريك" بخماسية في شباك الشارقة، منهم هدف من ضربة جزاء، بينما أحرز رودريغو سانتوس دي سيلفا الشهير بليما رباعية "سوبر هاتريك" هدفاً وحيداً من ضربة جزاء، وكلا النجمان استحقا كل الإشادة على مجهوداتهما في لقائي فريقيهما الوحدة والأهلي أمام الشارقة ودبا الفجيرة، ولو استمرا على هذا المنوال فقد يضربان الكثير من الأرقام القياسية في دوري الخليج العربي هذه السنة.