دبي - صوت الامارات
تصل بعثة المنتخب الوطني الإماراتي إلى مدينة جدة صباح اليوم الأحد على متن الطائرة الخاصة التي أمر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي بتخصيصها لنقل بعثة "الأبيض" في رحلته لخوض مباراة الجولة الرابعة من التصفيات المؤهلة لمونديال 2018.
ويؤدي المنتخب الوطني تدريبه الأول مساء اليوم، على الملعب الفرعي لمدينة الملك فهد الرياضية، لتبدأ معها رحلة الإعداد ودخول الأجواء تحضيراً لمواجهة الأخضر السعودي بعد غد، في الجولة الرابعة، وهي المباراة التي يدخلها المنتخب بدوافع الفوز والعودة بنتيجة إيجابية ليرفع رصيده إلى 9 نقاط، في صدارة الترتيب دون الحاجة لدخول مرحلة الحسابات المعقدة ضمن منافسات المجموعة الثانية، التي ينافس فيها منتخبنا أمام كل من أستراليا، اليابان، السعودية، العراق، تايلاند.
ومن المعروف أن المرحلة الثالثة والأخيرة من التصفيات التي يتسابق فيها 12 منتخباً تم تقسيمها على مجموعتين، يتأهل منها أول وثاني كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم، بينما يلعب صاحب الترتيب الثالث مباراة من دورين أمام نظيره في المجموعة الأخرى، ويتأهل الفائز لمواجهة ممثل الكونكاكاف، على نصف مقعد ويتأهل الفائز منهما إلى المونديال أيضاً.
كان منتخبنا قد حقق فوزاً أمام ضيفه التايلاندي بثلاثة أهداف مقابل هدف الخميس الماضي، في الجولة الثالثة من التصفيات، في نفس الوقت الذي شهد تعادل المنتخب السعودي أمام نظيره الأسترالي في جدة.
وقد أسهمت تلك النتائج في حالة من الارتياح لدى بعثة المنتخب، في ظل عدم ابتعاد الفوارق بين المنتخبات المتنافسة على الصدارة، والتي ظهرت واضحة عقب 3 جولات من التصفيات، حيث تشارك كل من المنتخب الأسترالي والأخضر السعودي صدارة ترتيب المجموعة الثانية، برصيد 7 نقاط، وحل "الكنغارو" أولاً، و"الأخضر" ثانياً بفارق هدف واحد، بينما حل منتخبنا في ثالث الترتيب برصيد 6 نقاط فقط، وبفارق نقطة واحدة عن متصدر المجموعة، وبفارق الأهداف أيضاً عن المنتخب الياباني صاحب الترتيب الرابع بـ6 نقاط أيضاً، فيما يحل العراق خامساً دون نقاط، وتايلاند سادساً دون نقاط.
ووفق شكل ترتيب المجموعة الثانية، سيكون الصراع محصوراً بين الرباعي القوي، وهو الإمارات إلى جانب أستراليا واليابان والمملكة العربية السعودية، ما يجعل المواجهة المرتقبة بعد غد أمام الأخضر بمثابة مفترق طرق في مسيرة التصفيات لكلا المنتخبين إلى حد بعيد، حيث سيحتاج المنتخب إلى ضرورة الفوز والعودة من جدة بنتيجة إيجابية ترفع رصيده إلى النقطة 9.
وفي اليوم نفسه، سيلتقي كل من أستراليا واليابان معاً وجهاً لوجه في مدينة ملبورن، وهي المباراة التي يمكن وصفها بـ"المعركة" الحقيقية بين كلا الفريقين، حيث ستصب أي نتيجة في صالح منتخبنا، ما يعني أن الجهاز الفني بقيادة مهدي علي، ينتظر هدايا تلك المواجهة المرتقبة، سواء بخسارة أصحاب الأرض أو بتعادل الفريقين.
هذا الأمر دفع الجهاز الفني في اجتماعه باللاعبين، الذي استمر قرابة 30 دقيقة، عقب عودتهم من الراحة السلبية التي حصلوا عليها عقب مباراة تايلاند، وقبل بدء تدريبات "الاستشفاء" أمس، إلى تأكيد ضرورة التركيز طوال الـ90 دقيقة أمام الأخضر السعودي، المتوقع أن يواجهنا بشراسة هجومية وبرغبة كبيرة في استغلال عاملي الأرض والجمهور بعد ارتفاع لاعبيه إثر التعادل الإيجابي مع المنتخب الأسترالي بهدفين لكل منهما في الجولة الماضية، حيث بات الأخضر بلا هزيمة حتى الآن تحت القيادة الفنية للمدرب فان مارفيك، كما بات أيضاً بلا هزيمة على ملعب الجوهرة الذي لم يشهد نتائج إيجابية دائماً للمنتخب السعودي.
وشهد الاجتماع الذي حضره اللاعبون وأفراد الجهازين الفني والإداري، التركيز على بعض الجوانب التي ظهرت خلال مباراة تايلاند، ولم يرضَ عنها المدير الفني المهندس مهدي علي، حيث طالب اللاعبين بعدم تكرار أي أخطاء فردية في المواجهة المقبلة، لا سيما أن المنتخب سيلتقي أمام أحد الفرق المرشحة بقوة للمنافسة على بطاقة التأهل، كما حذر الجهاز الفني من القدرات الفنية لخط الأخضر الأمامي، وبخاصة ياسر الشمراني الملقب بـ"الزلزال"، ومحمد السهلاوي هداف التصفيات بـ14 هدفاً، وإن كان أحمد خليل قد تشارك الصدارة مع السهلاوي، وبات لكل منهما 14 هدفاً، وستشهد المواجهة المقبلة ترجيح كفة أي منهما على الآخر.
وقد شهدت التدريبات الخفيفة التي أداها اللاعبون مساء أمس، حالة من ارتفاع المعنويات، بين جميع عناصر المنتخب، لا سيما أن الفريق قد نجح في استعادة ذاكرة الانتصارات أمام المنتخب التايلاندي الذي أثبت أنه منافس عنيد ومزعج.
ويمتلك منتخب الإمارات عدة أوراق رابحة يُتوقع أن تؤدي دورها في المواجهة المرتقبة مساء بعد غد أمام الأخضر السعودي، وبخاصة في ظل تعافي أحمد خليل من الإصابة التي كانت قد لحقت به، حيث فضل الجهاز الفني إراحته أمام المنتخب التايلاندي، وإشراكه في جزء من المباراة، وهو الذي شهد تسجيل خليل للهدف الثالث، ليرفع رصيده في مشوار التصفيات إلى 14 هدفاً متساوياً مع السهلاوي.
وتعتبر عودة خليل أفضل إضافة فنية للخط الأمامي للمنتخب، إلى جانب علي مبخوت، الذي نجح في التسجيل أيضاً في شباك المنتخب التايلاندي ليفك حالة عدم التوفيق التي كانت قد لازمته أخيرًا ويستعيد الثقة في النفس في توقيت حاسم للغاية. وعن جاهزية المنتخب قال مبخوت: "الفريق كله في حالة فنية ونفسية ومعنوية جيدة للغاية، لقد تحقق الهدف وبات رصيد المنتخب 6 نقاط، وعلينا النظر إلى باقي المشوار الآن، لأن هدفنا العودة بنتيجة إيجابية أمام المنتخب السعودي القوي، الذي يمتلك عناصر مميزة في كل الخطوط، وسندخل المواجهة المقبلة بدوافع الفوز بالتأكيد".
وتابع: "المنتخب السعودي بات أحد الفرق المرشحة للتأهل، ونحن نحترم قدرات الأخضر تماماً كما يحترمون هم قدرات منتخبنا، ولكن لا يعني ذلك أن نخشى مواجهته، فكلنا ثقة في أنفسنا، وفي قدرتنا على الفوز في أي مباراة مهما كانت صعبة، وأتمنى أن يلازمنا التوفيق في تلك المباراة، بعدما كان قد غاب عنا بشكل مفاجئ أمام أستراليا في الجولة الثانية، ولكننا أغلقنا تماماً هذا الملف، وسيكون هدفنا القتال على كل فرصة، وأيضاً القتال على كل نقطة".