أبوظبي – صوت الإمارات
صوَّب سعيد عبدالله نجم الوصل والمنتخب الوطني السابق، وعضو مجلس إدارة اتحاد الكرة ورئيس لجنة الحكام الأسبق، تسديداته في كل الاتجاهات، خلال حوار مفتوح مع "الاتحاد"، تطرق خلاله إلى موضوع الساعة بشأن إنشاء لجنة الحوكمة والرقابة المالية، وقطع بفشل جهود الاتحاد في معالجة الملف المزمن، ما لم يصدر قرار سيادي من الجهات المسؤولة، قبل أن يتناول بكلماته الصريحة والقوية ملفات الانتخابات، والحكام، وقرارات لجنة الانضباط، ليشّرح في جزء آخر من الحوار أوضاع "فرقة الفهود"، بعد البداية المبشرة في انطلاقة الموسم الحالي، والتي أعقبها الخروج من كأس رئيس الدولة وكأس الخليج العربي، محملاً الإدارة المسؤولية في ملف تعاقدات الأجانب، وغيرها من المواضيع التي تشغل الساحة الرياضية.
واستهل سعيد عبدالله حديثه بموضوع الساعة المتمثل في إنشاء لجنة للحوكمة والرقابة المالية على الأندية، وقال: نعاني في دورينا تبعات الانتقال غير المقنن إلى عالم الاحتراف، والذي أُهملت خلاله الدراسة الكاملة للنواحي المالية، الأمر الذي ترتبت عليه الأوضاع المخيفة التي تعيشها أنديتنا حالياً، للدرجة التي أصبح فيها الحديث عن المشاكل المالية للأندية بمثابة "نغمة موحدة".
وأضاف: أعتقد أن رؤساء شركات كرة القدم في الأندية أهم الأسباب الرئيسة للوضع الحالي، من وصول مبالغ انتقالات اللاعبين إلى أرقام فلكية، في ظل غياب منظومة العمل الجيدة والرقابة المالية، وغياب المردود المادي لشركات الأندية التي تعتمد بشكل أساسي ومتواصل على الدعم الحكومي، واصفاً أغلب الشركات في الأندية بالوهمية، والتي تعمل بشكل غير مقنن، وبعيداً عن الاحترافية.
وأبدى عبدالله تشاؤمه من أن تسفر الجهود المبذولة حالياً عن تغيير الواقع المالي للأندية، وقال: "ما لم يصدر قرار سيادي من مجلس الوزراء يضع آلية عمل واضحة للمصروفات المالية والعقود بالأندية، فلن يتغير الواقع، ولا أعتقد أن مجلس إدارة الاتحاد مؤهل، وقادر على فرض الرقابة المطلوبة على الأندية، في ظل التلاعب الموجود في عقود اللاعبين من قبل الكثير من الأندية، من دون الالتفات إلى السقف المفروض على الرواتب".
ورأى أن الأرقام القياسية والمبالغ الفلكية التي يتقاضاها لاعبو الكرة في الإمارات تحدّ أيضاً من إمكانية تطور اللعبة، في ظل إحجام النجوم عن الاحتراف خارج أسوار الدوري الإماراتي، والذي تقدم أنديته مبالغ تفوق ما تصرفه الكثير من أندية القارة الأوروبية.
وذكر سعيد عبدالله أن أداء مجلس إدارة اتحاد الكرة في العام الأول من الدورة الانتخابية الجديدة، والذي شارف على نهايته في أبريل المقبل، جاء صادماً للوسط الرياضي، وأوضح: "عضوية المجلس لم ولن تكون متناسقة، بعد أن منحت الانتخابات الفرصة لأسماء غير متوقعة بالصعود إلى قمة العمل الإداري في الاتحاد، وأعتقد أن (التربيطات) الانتخابية أحد أسباب دمار العمل الإداري في رياضتنا، لأنها لا تفرز الأفضل، وبالتالي يغيب الانسجام عن عمل المجلس".
وأضاف: "معظم رؤساء اللجان في الاتحاد، مثل المنتخبات والمالية والحكام وغيرها، ليست لديهم خلفيات عن اللجان التي يديرونها، وهذه إحدى فواتير نظام الانتخابات بشكلها الحالي، ومن المهم إعادة النظر في هذه الجزئية، من خلال اعتماد نظام انتخاب رئاسي يقتصر على انتخاب رئيس، لتأتي ترشيحات الأعضاء للمجلس من أصحاب الخبرة في المجال، بحيث يكون الرجل المناسب في المكان المناسب، على عكس ما يحدث حالياً، والذي يمكن وصفه بالتركيبة الخاطئة".