النصر

أثّر استدعاء لاعبي دوري الخليج العربي إلى منتخبات بلادهم، للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية، المقررة إقامتها في الغابون بداية من 14 يناير/كانون الثاني الجاري، تأثيرًا قويًا في أنديتهم رغم قلّة عدد اللاعبين الكشاركين مع المنتخبات، خصوصاً أن الفترة الماضية شهدت خوض مجموعة من المباريات المهمة، سواء في كأس رئيس الدولة، والتي تقام في كأس الخليج العربي، وكذلك بداية الدور الثاني للدوري.
 
ولم يتجاوز ممثلو  "دورينا" في البطولة  "السمراء" الثلاثة لاعبين، وهم المغربي مبارك بوصوفة صانع ألعاب الجزيرة، والغاني أسامواه جيان مهاجم الأهلي، والبوركيني بترويبا لاعب النصر، بعد استبعاد الوافد الجديد للشباب نانا بوكو، من قائمة منتخب غانا في البطولة، وعودته إلى صفوف  "الجوارح".
 
ويعد توقيت البطولة الأفريقية، من أهم أسباب ابتعاد بعض الأندية عن التعاقد مع لاعبين أفارقة، نظراً إلى تركهم الفرق في ظروف غاية في الأهمية، ويعد دورينا خير مثال على ذلك، حيث أثرت بعض الغيابات بشكل مباشر في أداء ونتائج بعض الأندية.
ويأتي  "فخر أبوظبي" في مقدمة الفرق التي تأثرت بغياب مبارك بوصوفة عن الفريق في مباراة الوحدة الأخيرة، ضمن ربع نهائي الكأس، والتي انتهت بفوز  "العنابي" بستة أهداف نظيفة، وغاب بوصوفة الذي يعد صانع الألعاب الوحيد في صفوف  "فخر أبوظبي"، وهو ما أسهم في ظهور الفريق، من دون أنياب حقيقية، في ظل عدم القدرة على صناعة الأهداف، وإيصال الكرة إلى مناطق الخطر  "العنابية".
 
وحاول الجزيرة خلال الأيام الماضية السعي للاستفادة من خدمات بوصوفة لهذه المواجهة المهمة، إلا أن إصرار الفرنسي رينارد مدرب منتخب  "أسود الأطلس"، حال دون ذلك، رغم أن المعسكر المغربي يقام في مدينة العين استعداداً للبطولة، أي على بعد ما يزيد على ساعة فقط بالسيارة، عن ملعب الوصل الذي استضاف اللقاء في دبي، الشيء الذي كان يسهل معه ترك اللاعب للجزيرة.
 
ولم تتوقف خسائر  "فخر أبوظبي" عند حد مباراة الوحدة، والخروج من البطولة التي يحمل لقبها، ولكن أيضاً في الخسائر المادية بالتعاقد مع لاعب بديل يحل بدلاً من بوصوفة لفترة وجيزة، وجاء التعاقد مع البرازيلي ليوناردو صانع ألعاب تشونبوك الكوري الجنوبي بطل آسيا.
 
وظهر مبارك بوصوفة مع الجزيرة بمستويات متميزة للغاية، وأسهم بقدراته الفنية وخبرته في الملاعب على وجود  "فخر أبوظبي" في صدارة جدول ترتيب دوري الخليج العربي، بعد نهاية الدور الأول للبطولة، كما أسهم في صعود الفريق إلى نصف نهائي كأس الخليج العربي، حيث سيخوض الفريق مباراة مهمة أمام الأهلي.
 
لم يكن الأهلي أكثر سعادة من الجزيرة، بغياب الغاني أسامواه جيان عن صفوفه، حتى وإن لم يكن المهاجم الأساسي في الفترة الماضية، ولكن  "الفرسان" سيفقد جهوده في مباراة الجزيرة أيضاً، واضطرت الإدارة الحمراء إلى البحث عن بديل، خصوصاً مع إصابة المهاجم البرازيلي ليما، وخروجه من القائمة، وذلك بالتعاقد مع السنغالي ماكيتي ديوب مهاجم الظفرة في فترة الانتقالات الشتوية. وفي النصر، لعب استدعاء منتخب بوركينا فاسو للاعب بترويبا دوراً كبيراً في التعجيل بخروجه من قائمة  "العميد" وفقدانه مكانه، خاصة أن عودة فاندرلي أنقذت  "الأزرق" من ورطة البحث عن بديل، ورأى مدرب النصر استبعاد لاعب بروركينا فاسو، بعد أن كانت المفاضلة بينه وبين الفرنسي كيمبو إيكوكو، وذلك بسبب ابتعاد بترويبا عن صفوف  "العميد" في مباريات غاية في القوة والأهمية، أبرزها مباراة ربع نهائي الكأس أمام العين، والتي حقق فيها النصر الفوز، وصعد إلى دور نصف نهائي البطولة، وكذلك مباريات الدور الثاني لدوري الخليج العربي، وأيضاً لقاء نصف نهائي كأس الخليج العربي.
ولم يقتصر تأثر دوريات العالم بسبب بطولة كأس الأمم الأفريقية في منتصف الموسم على دورينا أو دوريات آسيا فقط، ولكن كان التأثير الأكبر على الدوريات الأوروبية المختلفة، حيث وصل عدد اللاعبين الذين يغيبون عن صفوف أنديتهم إلى 200 لاعب في مختلف الدوريات، على رأسها الدوري الإنجليزي الذي يغيب عنه كوكبة من النجوم، على رأسهم المغربي رياض محرز لاعب ليستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي، وكذلك المصري محمد النني لاعب أرسنال، والسنغالي ماني هداف ليفربول، والمصري محمد صلاح لاعب روما الإيطالي، والغابوني أوباميانج لاعب بروسيا دورتموند الألماني.
 
وشهدت السنوات الماضية فقدان الكثير من لاعبي المنتخبات الأفريقية أماكنهم، في العديد من الأندية الأوروبية، بسبب وجودهم مع منتخبات بلادهم في هذا التوقيت الصعب، الشيء الذي جعل بعض النجوم يفضلون البقاء مع أنديتهم على حساب الانضمام إلى منتخبات بلادهم، بسبب الأضرار التي تقع عليهم، من جراء هذه المشاركة، ونادت الكثير من الأندية بضرورة تغيير موعد البطولة، إلا أن الاتحاد الأفريقي لا يزال يصر على إقامتها في منتصف الموسم، وتحديداً في فصل الشتاء، بدعوى ظروف الطقس الصعبة في فصل الصيف، وسخونة حرارة معظم دول القارة السمراء، رغم أن الطقس يتشابه كثيراً مع قارة أميركا الجنوبية التي تقيم بطولاتها القارية في فصل الصيف.