ابوظبي ـ صوت الامارات
تحفل المواجهات التي تجمع بني ياس والظفرة، عادةً بالندية الكبيرة والنزعات الخططية، التي يصعب من خلالها توقع هوية الفائز، فكيف الحال إذا كانت مواجهة الليلة في نصف نهائي كأس رئيس الدولة الاستحقاق الأغلى، الذي يشكل دافعًا كبيرًا أمامهما لتقديم كل ما في جعبتهما من إمكانيات، سعيًا للظهور في المشهد الختامي.وتكمن أهمية هذه المواجهة، في أنها الأولى التي تجمع الفريقين بكأس رئيس الدولة في عهد الاحتراف، وهي البطولة التي سبق لـ"السماوي" الفوز بلقبها مرة واحدة قبل 28 عامًا، وتحديدًا في موسم 1991-1992، قبل أن يصل نهائي موسم 2011-2012، الذي خسره أمام الجزيرة بنتيجة 1-3، إذ يطمح اليوم إلى تخطي الظفرة، وتسجيل ظهوره الثالث في المشهد الختامي، أما الظفرة فلم تخمد حماسته في المنافسة على هذا اللقب، الذي خسر مباراته النهائية الموسم الماضي أمام شباب الأهلي دبي وبنتيجة 1-2، إذ سيدفعه ذلك إلى بذل كل ما في جعبته من إمكانيات لتكرار التجربة.ويخوض الفريقان هذه المواجهة، بعدما خرجا من الجولة الثامنة عشرة لدوري الخليج العربي مثقلين بالخسارة، إذ خسر بني ياس أمام خورفكان بنتيجة 1-2، وهي ذات النتيجة التي خسر بها الظفرة مواجهة الوصل، في حين أن نظرة على جدول ترتيب الدوري تكفي لمعرفة التفوق الواضح للظفرة على صعيد النتائج، إذ يملك الأخير 29 نقطة في رصيده، متفوقًا على بني ياس بفارق 9 نقاط، ولكن يسجل لـ"السماوي" تفوقه على "الفارس" في مواجهتي الدوري، إذ تعادل في الأولى بنتيجة 1-1، وتفوق في الثانية بنتيجة 1-0، وهو ما يجعل مباراة الكأس فرصة للتعويض أو تأكيد الجدارة.
يسلم: مواجهة "التفاصيل الدقيقة" !
وصف حسين يسلم، نجم بني ياس في عقد التسعينيات، المباراة بأنها مباراة التفاصيل الدقيقة، التي لا تحتمل الأخطاء، إذ سيتحين كل فريق أية هفوة من منافسه لتسجيل هدف ربما يكون كافيًا ليصعد أحدهما إلى المشهد الختامي للمسابقة.وتوقع يسلم، الذي سبق له الفوز مع "السماوي" بلقب كأس رئيس الدولة موسم 1991-1992، أن يكون حسم التأهل من خلال فارق هدف واحد فقط، أو عبر الركلات الترجيحية، ذلك لأن الفريقين يتشابهان في أسلوب اللعب، حيث التمركز الدفاعي الضاغط، بعيدًا عن المغالاة الهجومية التي من شأنها كشف الخط الخلفي.
ويشدد يسلم، على أن تفوق بني ياس على الظفرة في بطولة الدوري، بتعادله في القسم الأول بهدف لمثله، وفوزه في القسم الثاني بهدف نظيف، لا يعني أنه يملك السطوة على "الفارس" المدجج بمزيج فريد من اللاعبين المواطنين والأجانب، الذين يمتلكون خبرة كبيرة على الصعيد التنافسي، وبعدما سبق لعدد كبير من هؤلاء اللاعبين التواجد في المباراة الختامية لكأس رئيس الدولة الموسم الماضي، ولكن "السماوي" في الوقت نفسه يتمتع بوجود قامة تدريبية لا يستهان بها، ممثلة بالألماني وينفريد شايفر، الذي تخطى العقد السابع من العمر، والذي نجح في تحقيق نتائج إيجابية على حساب فرق لها باع طويل من المنافسة الموسم الحالي، كما يملك خبرة كبيرة على صعيد المباريات الحاسمة، وعبر تجارب تدريبية شملت شتى قارات العالم.
"السماوي" جماعي وهادئ.. و"الفارس" يسجل من "الثابتة"
يبني بني ياس هجماته بأسلوب منظم وإيقاع هادئ، أهداه ما يقارب 70% من أهدافه هذا الموسم، ولكنه يُعد نقطة ضعف أيضًا، لأن المنافس الذي يجيد التأمين الدفاعي، ينجح في ضبط صفوفه الخلفية، مستغلًا بعض البطء لدى بني ياس، ومن ثم تنفيذ الهجمات السريعة، التي ضربت دفاعات "السماوي" بنسبة تتجاوز 75%، من عدد الأهداف التي سكنت مرماه، وبرغم قلة إجمالي أهداف الفريق، إلا أن الجماعية تسيطر على تكتيك التسجيل، بنسبة 68.4%، تفوقت فيها الأطراف بصورة واضحة، حيث أنتجت 72% من الأهداف، ولكن الأداء الفني للسماوي هذا الموسم، يظهر بعض الضعف فيما يتعلق بتسجيل الأهداف الرأسية من ألعاب الهواء، وكذلك استغلال الركلات الثابتة، التي لم تصنع سوى 13.6% من الإجمالي، عبر ركلات الجزاء.
ويُعد عمق الظفرة الهجومي أحد أسلحته المؤثرة، بعدما شارك في تسجيل 38.5% من إجمالي أهداف الموسم الجاري، ولكن الطرف الأيسر يسهم بقوة في الحصاد الهجومي للفريق، بعدما أنتج أيضًا 34.6% من الأهداف، في حين أهدى الرواق الأيمن الفريق 26.9% منها، ويُعتبر "الفارس" أحد أبرز الفرق في تسجيل الأهداف من الألعاب الهوائية، التي تُشكّل نسبة 23% من الإجمالي، كما قدمت الركلات الثابتة 31% من الحصاد التهديفي للفريق، ولكن منطقة قلب الدفاع لديه، تكشف أكبر نقاط ضعفه، بعدما تسببت في استقبال 52% من الأهداف في مرماه، وهو ما يظهر بوضوح من خلال اهتزاز شباكه بأكثر من ثُلث عدد الأهداف، عبر التمريرات القصيرة والبينية.
قد يهمك ايضا:
شباب الأهلي يواجه بني ياس والشارقة يلاقي اتحاد كلباء في كأس رئيس الدولة الإماراتي
"صدمة" تعانق رمز جير قرموشة فرخ في كأس رئيس الدولة للصيد في الصقور