الحكم الدولي سلطان المرزوقي

وصف الحكم الدولي سلطان المرزوقي سلك التحكيم بأنه "كرسي غير مريح"، موضحاً أن قضاة الملاعب يجب أن تفوق لياقتهم مستوى لياقة اللاعبين، إذ إن لديهم اختبارات بدنية قبل وخلال الموسم، كما أن الحكام دائماً ما يواجهون العديد من الانتقادات من قبل الجماهير، بالإضافة إلى التصريحات التي يطلقها بعض المدربين والإداريين قبل أكثر من أسبوعين من موعد المباراة، من أجل التأثير في الحكم، وكشف المرزوقي أنه لن يسمح لابنه بالانضمام إلى سلك التحكيم بعد المعاناة التي وجدها، مشيراً إلى أنه ندم على الانضمام إلى سلك التحكيم.
وشدد على أن ما يطرحه البعض من استجلاب حكام أجانب لإدارة بعض المباريات سيؤثر سلباً في مستوى التحكيم الإماراتي، مشيراً إلى أن هناك ثلاثة أندية فقط تستطيع تحمل نفاقات استجلاب حكام أجانب.
وطالب بتخفيف الضغط عن قضاة الملاعب، خصوصاً أن الموسم الحالي سيكون صعباً للغاية، إذ سيتأهل بطل الدوري للمشاركة في كأس العالم للأندية، التي ستستضيفها الإمارات العام المقبل، ما الذي سيزيد من الضغط على الأندية والحكام، ويتطلب من الجميع التعامل بهدوء وعدم انفعال.
- هناك انتقادات متواصلة، خصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي، لقضاة الملاعب، ما رأيك؟
هناك فئات عمرية صغيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، ومن السهل لأحدهم أن يرمي بالانتقادات على الحكام في مختف الوسائط، ونطالب إدارات الأندية بأن تتعاون، وذلك سينعكس على نجاح الدوري، لكن إذا كان الأمر يتعلق بالإداريين فإن ذلك ينعكس على الجماهير، وهنالك تعديلات جديدة في القانون، وهناك من ينتقد الحكام في قرارات وهو لا يدري بالتعديلات الجديدة، والقوانين تغيرت بشكل كبير وبعدد كبير يصل إلى أكثر من 90 تعديلاً، وهناك شيء مهم إذ يوجد جمهور واعٍ أيضاً، وهناك لاعبون يسألون عن التعديلات الجديدة بالفعل في اللعبة.
-هل توجد ضغوط فعلاً على التحكيم؟
بالتأكيد، ومنذ موسمين أو ثلاثة كل الضغوط تنصبّ على أصحاب الصافرة، ولا حديث إلا عن الحكم، سواء كان جيداً أو يقع في أخطاء، ونحن في موسم جديد، والفائز بالدوري سيمثل الدولة في كأس العالم للأندية، وبالتالي فإن هدف أي فريق هو اللقب، ما سيرتفع بمستوى الدوري، لكن بالمقابل لن يمثل هذا الأمر عبئاً على أي حكم لأن المطلوب هو الاجتهاد، وفي النهاية نجاح الدوري على عاتق كل فئات اللعبة.
- هل سيرفع شعار "تقليل الأخطاء المؤثرة" تحكيمياً في الموسم الحالي على اعتبار أنه لا يوجد تحكيم خالٍ من الأخطاء؟
يجب علينا التركيز في الموسم الحالي لأن الدوري صعب، وهناك تنافس كبير لأن الفائز، كما ذكرت، سيشارك في مونديال الأندية، وفي الموسمين السابقين الكل ينتقد التحكيم، وبات "موضة"، لكن هناك لجنة جديدة وبها مدير جديد.
- هل ستسمح في المستقبل لابنك باختيار التحكيم كمجال عمل؟
بالتأكيد لا، والقرار الذي ندمت عليه هو دخول التحكيم، ودخلته بالمصادفة بعد تلقي كورسات، وحضرت تدريباً للحكام ذات مرة قبل ثماني سنوات تقريباً، وشاهدني الكابتن علي بوجسيم، وقلت له على مستوى التحكيم أتمنى تمثيل الدولة، وقدم لي الدعوة وسلكت مجال التحكيم، ولكن يجب القول إن مجال التحكيم ليس به تقدير.
- ماذا تقصد بعدم التقدير؟
الحكم يبذل مجهوداً كبيراً يفوق اللاعبين والإداريين، والحكم لا يحصل على التفرغ من جهة العمل مثلاً، مع أن مجال التحكيم يستحق الاهتمام به من كل النواحي، لدرجة الاهتمام طبياً، وبالتأكيد الاتحاد ليس مقصراً في الفترة الأخيرة، خصوصاً لجنة التحكيم، ومعسكر ألمانيا كان به أفضل المحاضرين على المستوى العالمي، مثل المدرب الأرجنتيني أليخو والماليزي شمسون، وأعود للقول إن الحكم مضغوط من جانب الإجازات والتفرغ، وإدارة مباريات ودية مثلاً في توقيت متأخر، وعدم الموافقة على إجازات المعسكر، واقتطاع الفترة العملية من العطلات السنوية، وحتى على المستوى المادي لا نطالب بالتقدير على مستوى اللاعبين مثلاً، لكنّ هناك ظروفاً مثلاً مثل الإصابات، وغيرها، والحكم ليس له دخل ثابت، عكس اللاعب الذي يتلقى الاهتمام من ناديه، وإذا وجد الحكم التقدير الكامل وامتيازات طيبة، فإن الوضع سيكون أفضل بكل تأكيد، مع العلم أيضاً أنه تم رفع مكافآت الحكام، لكن الحكام يستحقون الأفضل، وعدد الدوليين لا يتعدى سبعة حكام في دوري المحترفين، إضافة إلى سبعة حكام من دون شارة دولية، وعموماً التحكيم كرسي بلا راحة.
- برأيك هل سيؤثر قرار التخلي عن الحكمين الإضافيين في القرارات التحكيمية في الموسم الحالي؟
في المباريات الآسيوية مثلاً أو على مستوى الخليج تكون المباريات من دون الحكم الإضافي، ولا أعتقد أن ذلك يؤثر، وتجربة الحكم الإضافي كانت على مدار موسم ونصف الموسم، وهى تجربة لها إيجابيات وسلبيات، واللجنة الجديدة ألغت التجربة.
- ربما لأن عدد الحكام قليل وهذا ما دفع اللجنة إلى إلغاء التجربة؟
أعود للقول إن هناك إيجابيات وسلبيات، ونأمل عودة الفكرة من جديد، رغم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم أيضاً غير مقتنع بها.
- قلت إن التحكيم "كرسي غير مريح".. بماذا تفسر ذلك؟
التحكيم عموماً ليس به راحة، وبشكل عام اللياقة بالنسبة للحكم يجب أن تفوق لياقة اللاعبين، واللاعب ليس لديه اختبارات بدنية بينما الحكم ملزم باختبار، سواء في بداية الموسم أو في منتصف الموسم، وسيحرم من التحكيم إن لم يجتَز الاختبارات، وهناك ضغوط إضافية يتعرض لها الحكم، من بينها أن الحكم يسمع قبل المباريات دائماً عبارات على شاكلة "نتمنى أن يكون التحكيم جيداً" وهناك مدربون مثل زلاتكو مثلاً لم يصرحوا ضد التحكيم، وفي المقابل هناك مدربون يتعرضون للتحكيم قبل أسبوعين من المباراة.
-هل راودتك فكرة اعتزال التحكيم؟
بالفعل كنت قريباً من هجر الملاعب حتى قبل الحصول على الشارة الدولية، لكن شخصيات قريبة مني طالبتني بصرف النظر عن الفكرة، وكنت قد تعرضت لإصابة أيضاً في الموسم الماضي في مباراة الشارقة والجزيرة، وذهبت إلى ماليزيا، بعدها وتعرضت للإصابة في اختبارات بداية الموسم، وقضيت ثلاثة أشهر تقريباً، وعدت لتحكيم مباراة الأهلي والعين في نهائي الدوري، وبعدها تعرضت لإصابة وتوقفت.
-ما مطالب قضاة الملاعب؟
يجب التخفيف من الضغط، والكل مطالب بإنجاح الموسم لأن الحكام جزء من أهم عناصر النجاح، والهدوء هو المطلوب في الموسم الحالي لأن الضغوط على الأندية، التي تنافس على الدوري، كبيرة أيضاً.
-هل مازلت عند رأيك بأنك مع الحكم الأجنبي؟
قلت من قبل إنني في صف المؤيدين للاستعانة بحكام أجانب، ولكن ليس هناك أي فريق قادر على تحمل كلفة استجلاب حكام الأجانب، وتوجد ثلاثة فرق على أقصى تقدير تستطيع ذلك.
- ما هذه الفرق؟
لن أسميها بشكل مباشر، لكن أستطيع القول إن قيمة استجلاب الحكام كبيرة، ومثلاً في خارج الإمارات هناك حكام فئة أولى يظهرون في دوريات خليجية، مثل هاوارد ويب الذي ظهر في الدوري السعودي، ولكن الخطأ موجود أيضاً لدى الحكام الأجانب في النهاية، واستقدام حكام أجانب لن يكون في مصلحة الحكم الإماراتي، ولدينا حكام درجة أولى مميزون بكل المقاييس، ولا أقول إن الحكم المحلي مظلوم، وإذا كانت هناك فرصة لتحكيم مباراة في الخارج فمرحباً بها لأنني على الأقل سأمثل بلادي على المستوى الخارجي.