القاهرة – محمد عبد الحميد
زار الملاكم العالمي البريطاني أمير خان، العاصمة القطرية الدوحة لمتابعة فعاليات بطولة العالم التي استضافتها الدوحة من 5 إلى 15 تشرين الأول / أكتوبر، وأكد الحرص والعمل على نشر هذه الرياضة من خلال إعلانه النية لتأسيس أكاديميات للملاكمة في قطر.
وكان خان الباكستاني الأصل أصغر بطل بريطاني أولمبي (17 عامًا) يحصل على ميدالية في الأولمبياد عام 2004 عندما أحرز في أولمبياد أثينا فضية الوزن الخفيف.
ووصف أمير الذي زار الدوحة للمرة الأولى، الأجواء التي أحاطت ببطولة العالم في قطر بـ "المثالية" من جميع النواحي، خصوصًا تلك المتعلقة بالشؤون التنظيمية التي رأى أنها تلامس أعلى معايير الاحترافية.
وكشف خان أنه التقى بالأمين العام للجنة الاولمبية القطرية الدكتور ثاني الكواري، مشيرًا إلى أن الحديث تناول مستقبل الملاكمة، وأن الكواري قدم العديد من الأفكار التي من شأنها أن ترفع من شأن هذه الرياضة مستقبلًا في قطر.
وأفاد أمير في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" حول البطولة: "لا شك أن هذه البطولة تشكل فرصة كبيرة لعشاق الملاكمة خصوصًا بالنسبة لي، زرت منطقة الشرق الأوسط أكثر من مرة لكنني لم أجد شغفًا بالرياضة كالذي وجدته هنا".
وتابع :"تنظيم بطولة بهذا الحجم هو انجاز كبير للاتحاد القطري برئاسة يوسف الكاظم، وما رأيته هنا من تعامل احترافي من الجميع يؤكد أن قطر باتت في طليعة الدول التي تستحق تنظيم الأحداث الكبيرة".
وشدد خان على أن وجوده في الدوحة لفترة ثلاثة أسابيع أتاح له فرصة الاحتكاك أكثر مع القائمين على الرياضة، وأضاف: "هنا تجد كل شيء متوفر ويقدمون كل ما من شأنه تأمين النجاح ومساعدة الرياضيين على تقديم الأفضل".
وانتقل خان للحديث عن نسخة الدوحة، مؤكدًا أن البطولة شهدت منافسات ساخنة نظرًا لكفاءة الأبطال المشاركين، فهم الأفضل على مستوى العالم، وأردف: "هذا ما يمهد لمنافسات حامية الوطيس في أولمبياد ريو دو جانيرو العام المقبل".
واستعاد البطل العالمي الحنين لذكريات مشاركاته في بطولة العالم، وقال: "كنت أتابع هذه البطولة بدقة، وراقبت البطل الكازخستاني في وزن الخفيف وتمنيت مواجهته لأنني متأكد من هزيمته".
وجدد أمير في هذا السياق تمنياته في أن تُتاح له فرصة مواجهة أحد أبطال العالم في الدوحة، لافتًا إلى أن الأمر يتطلب أن تتبنى إحدى الجهات تنظيم المباراة.
وأكد خان ضرورة العمل على نشر اللعبة من خلال توفير المنشآت الخاصة بها تحديدًا في الدول التي لا تحظى بالاهتمام المطلوب، مشيرًا إلى أنه عمل على فتح 5 أكاديميات في باكستان، كما سيهتم بإنشاء أكاديميات متخصصة في الدوحة، وهذا من شأنه تشجيع الشباب على الانخراط في اللعبة والتشجيع على ممارستها.
ووجه خان رسالة إلى الشباب بضرورة عدم الخوف من رياضة الملاكمة، وقال: "القوانين الجديدة باتت تحمي الملاكم أكثر من أي وقت مضى، فهناك الخوذة الواقية فضلًا عن وجود حكام يضبطون المباريات".
وأضاف: "اللعبة هي تقنية بالدرجة الأولى وتحتاج إلى الفكر والذكاء إلى جانب القوة البدنية، وهذا ما يجهله كثيرون من محبي اللعبة".
وأشاد أمير خان بالعمل الذي يقوم به الاتحاد الدولي للملاكمة برئاسة الكوري الجنوبي تشينغ كو وو، الذي يعمل كثيرًا على نشر اللعبة وتنظيم البطولات بقدر عال من الجودة والاحترافية.
وفي رد على سؤال حول مستقبله، وإذا ما كان ينوي مستقبلًا الترشح لرئاسة الاتحاد الدولي، قال أمير: "أنا ملاكم الآن وأركز في هذا الشأن، لكن من يعلم ماذا سيحمل لنا المستقبل، ولمَ لا ربما أترشح لرئاسة الاتحاد الدولي بعد فترة، وأنا على أتم الاستعداد لنشر اللعبة ومساعدة الاتحاد الدولي".
وتطرق الحوار مع أمير خان أيضًا إلى ضرورة مكافحة المنشطات معلقًا: "الحل يكمن بداية في الرقابة الذاتية وتقبُل إجراء الفحص في أي وقت".
واستطرد: "في بريطانيا تعرضت للعديد من المواقف، فيمكن على سبيل المثال أن يقرعوا باب البيت لاستدعائي لإجراء الفحص، ويجب عندها أن أكون جاهزًا ولا أعترض على ذلك".
ووصف أمير كل من يتناول المنشطات بأنه "يرتكب جريمة بحق الرياضة، لذا يجب أن نعمل سويًا على مكافحتها".
وينوي البطل العالمي البريطاني وضع حد لمسيرته مع حلبات الملاكمة بعد خمسة أعوام كحد أقصى، مؤكدًا أنه حينها سيفكر مليًا كيف سيكمل حياته مع الرياضة التي أحبها.