دبي -صوت الإمارات
يعيش سكان مدينة نابولي الإيطالية بين البراكين، وأكثر من مليون منهم بنوا منازلهم وأعمالهم ومقاهيهم قرب وعلى سطح أحد أخطر براكين العالم في منطقة فليغري غرب المدينة.
يذكر أن أول فوران لذلك البركان حدث قبل 30 ألف عام.
لكن أدوم تلك البراكين غلياناً في الماضي والحاضر يشتهر باسم حقول فليغران. والأغرب أنه الآهل بالسكان أكثر من غيره، فيزورونه عبر بوابة محاطة بالمساكن، وحتى المقاهي السياحية والحدائق الملطفة.
وقال لورينزو بنديتو، وهو عالم جيولوجي، إن المنطقة مكتظة بالسكان، وبالتالي فإن أي فوران يخلق مشكلات عدة. والأدهى لا توجد تيرموميترات لقياس درجة الفوران. والمنطقة مسطحة، ما يجعل الفوران يظهر في أي موقع دونما توقع، ويجعل الخطر أكثر فداحة.
وأول فوران لذلك البركان حدث قبل 30 ألف عام، وبقي رابضا تحت هذه الأرض يفور ظاهراً وباطناً منذ ذلك الزمن السحيق. يغلي تحت سطح ساخن دائما، وتظهرُ علامات غليانه في أكثر من 15 موقعاً من الطين المكفهر، بدخان متصاعد ليل نهار، كالإنذار الدائم، أحيط بعضها بسياجات وعلامات جاذبة للسياح.
وأوضح فرانشيسكو بيتودو، وهو عالم جيولوجي كذلك، أن نحو مليون شخص يعيشون في تلك المنطقة الخطرة، ونسعى الآن لإنشاء نظام طوارئ، لإنذار السكان عند اقتراب أي مخاطر.
وقياسات الجيولوجيين لا تستبعدُ تحول حقول فليغران إلى بركان ثائر في أي وقت، يمكنه إبادة الملايين، لهذا فإن أمامهم مشروع حُفر، لربط صخرة في أعماقه، بأجهزة إنذار مبكر تجس نبضه باستمرار، رغم خطورة الغوص بداخله.