العين ـ صوت الإمارات
يتكرر المشهد السنوي كل صيف، بحلول الموسم أو موعد "خرف الرطب" ترى الناس بعفوية بالغة، وهم يسيرون أو يترجلون من سياراتهم في شوارع العين، وقد اصطفت أشجار النخيل على أكتافها، يستبشرون بأولى حبات الرطب، فيقطفون منها ما يشاءون، فهي لا مقطوعة ولا ممنوعة، حيث لا قوانين تمنعهم من رغبتهم لتذوقها، ولا أسوار عالية تحول دون الوصول إلى ثمرها، فقط هو رجاء من الجهات المعنية للجمهور "أن يتم قطف الثمار حبة.. حبة.. حتى لا تؤذي النخلة لتبقى تجود، كما أراد لها الباني والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فقد زرعها لتكون صدقة جارية له، ولكل من ساهم في زراعتها، وسقايتها والعناية بها. وتتميز المدينة بأشجار نخيلها المنتشرة في كل زاوية منها، حيث تصل إلى أكثر من 10 ملايين نخلة في العين.
ويغدق النخيل في العين كل صيف على أهل المدينة، وزوارها بثمار حلوة المذاق بأنواع مختلفة، منها الخصاب، بومعان، البرحي، الجبري، الجش الرملي، الخنيزي، الخلاص، اللولو، النغال، المكتومي، أبو الزبد، الهلالي والفرض، وهناك أنواع عديدة تصل إلى نحو 100 نوع بحسب المختصين في هذا المجال.
ويؤكد رجب محمد مصطفى، موظف مقيم، أنه اعتاد في كل صيف عندما يحين موعد خرف الرطب، التوجه إلى شوارع المدينة، حيث تصطف أشجار النخيل، وقد حملت عذوقها ما لذ وطاب وأقطف ما أشاء من ثمرها، آكل جزءاً مما أقطفه وأحتفظ بالباقي لليوم التالي، وعندما ينتهي أذهب وأقطف حتى ينتهي الموسم وما يبقى أجففه تحت أشعة الشمس ليتحول إلى تمر نأكله عندما ينتهي الموسم.
ويرفع رجب كفيه إلى السماء بالدعاء للشيخ زايد، مشيراً إلى أنه صاحب الفضل على المدينة، وأهلها، وعلى كل من ينتفع بهذه الصدقة الجارية، مشيراً إلى الحديث الشريف: "في كل ذات كبد رطبة أجر".
وأضاف أن هذه الثمار ينتفع منها الإنسان كما ينتفع بها الطير، لافتاً إلى أن الوضع ما زال على ما هو عليه في ظل اهتمام القيادة الرشيدة والجهات المعنية بهذا الاختصاص، ولا نملك إلا أن نقول: "عمار يا إمارات".
وتابع محمد مسعد موظف الذي جاء تشاركه أسرته لقطف ثمار النخيل: "أطلب من الله العلي العظيم أن يغفر لزايد ويسكنه فسيح جناته، فلولا ما زرعه من نخيل لاضطررنا إلى شراء الرطب في فصل الصيف الذي ارتفعت أسعاره بشكل لافت". وتوجه بالدعاء أن يحفظ الله رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي سار على النهج ذاته ليكون خير خلف لخير سلف.
ويؤكد محمد بخش، عامل، أنه والعديد من القاطنين في العين يقطفون الثمار ويأكلون منها واستمتعوا بذلك هذا العام، لاسيما في شهر رمضان المبارك، حيث يحرصون على أن يكون على مائدة إفطارهم، وهو أول ما يتناولونه بعد أذان المغرب مباشرة، مشيرين إلى أنها بلد الخير.