كلمات المرور

أصبحت أيام كلمات المرور البسيطة، مثل "123456" معدودة. وهذا أمر جيد، فالمصادقة أحادية العامل سهلة الاختراق بالبرامج الخبيثة، وتشكل كلمات المرور خطرًا كبيرًا. ونتيجة ذلك تبرز أهمية منظمة فاست آيدنتتي أونلاين "فيدو؛" إذ طورت المنظمة معيارًا جديدًا اسمه مصادقة الويب، وفقًا لموقع مذربورد. ويمكن لأي موقع ويب اليوم استخدام واجهة تطبيق يعتمد على تلك المصادقة، وأن يطلب من المستخدمين تسجيل الدخول بخطوتين أو أكثر من خطوات المصادقة على الأقل، واستخدام البيانات البيومترية في إحدى هذه الخطوات أو أكثر.

وقد تشكل المصادقة متعددة العوامل المتوفرة بصورتها اليوم عبئًا حقيقيًا على المستخدمين، فربط مفاتيح خاصة بأرقام الهواتف الشخصية أمر مضجر، وقد يؤدي أيضًا إلى حظر المستخدمين عن حساباتهم حين لا يتمكنون من الوصول إلى أرقام الهواتف تلك. استخدام معيار "مصادقة الويب" الجديد سهل جدًا، وقد لا تضطر إلى تغيير ما تفعله عادةً في بعض الحالات. وكانت أجزاء أساسية من معيار مصادقة الويب الجديد جاهزة تمامًا في العام 2014، لكن منظمة فيدو لم تجد طريقة لتطبيقها على الهواتف النقالة. وبعد أن أصبحت الهواتف الذكية الحديثة مزودة بحساس بيومتري واحد على الأقل، كقارئات بصمات الأصابع، وبرامج التعرف على الوجوه في الكاميرات، حان الوقت لتطبيقها.

استخدام معيار مصادقة الويب على الهاتف الذكي سهل جدًا، لكن ما حال الأجهزة التي لا تحتوي على قارئ بصمات أو جهاز للتعرف على الوجوه؟ ستحتاج عندها إلى قطعة خارجية من الأجهزة للامتثال لمعيار مصادقة الويب، وربما لا يكون هذا أمرًا سلسًا، لكن شركات الأمن الإلكتروني مثل يوبيكو طورت مفاتيح تشبه وحدات الذاكرة الفلاشية وتعمل كمصادق.

وقد لا يبدو حمل سلسلة حول رقبتك لاستخدام المفتاح على جهازك للوصول إلى صفحتك الخاصة حلًا جذابًا، لكنه أكثر أمانًا من استخدام كلمة مرور بسيطة. السلامة أولًا!

وقد يبدو الأمر مزعجًا، لكننا سنأخذه كأمر مسلم به عندما تبدأ جميع المتصفحات في استخدامه. وألمحت متصفحات جوجل كروم ومايكروسوفت إيدج إلى أنها ستتبنى التقنية قريبًا. وطبقها متصفح موزيلا فايرفوكس. ولم تقدم شركة آبل أي إشارات على نيتها في استخدام التقنية ضمن متصفح سفاري حتى اليوم، على الرغم من أن آبل بدأت العمل مع مجموعة عمل مرتبطة بالموضوع، وقد تواكب الركب قريبًا في تبني التقنية.

"بياناتنا البيومترية في جميع أنحاء الإنترنت؟" نعم، يبدو الأمر مخيفًا، ورأينا الأشياء السيئة التي تحدث عندما تقع البيانات في الأيدي الخاطئة. واليوم يريدون بصمتك ومسح الوجه أيضًا؟ قد يكون الرفض ردة فعلك الأولى.

لكن وجود حماية إضافية على معلومات تسجيل الدخول والبيانات الخاصة على الويب أمر مهم. وأثبتت كلمات المرور مرارًا وتكرارًا أنها تشكل خطرًا على الأمان، وكلما أسرعنا في التخلص منها، كان ذلك أفضل. وهي مزعجة أحيانًا، فكيف سنتذكر كلمات المرور التي يفترض أنها فريدة وتضم حروف كبيرة وأرقام؟.

ويبدو التخلص من كلمات المرور حلًا لا مفر منه. فمسح بسيط لبصمات الأصابع أسهل بكثير للمستخدمين، ويضيف على الفور طبقة أخرى من الأمان في عصر خروقات البيانات والقرصنة الإلكترونية وهجمات البرمجيات الخبيثة. لكن على المستخدمين تبني التقنية لجعلها واسعة الانتشار ومفيدة حقًا.