اللعبة الإلكترونية "مريم"

حذر اختصاصيون اجتماعيون من لعبة إلكترونية تفاعلية تسمى «مريم»، انتشرت مؤخراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب اعتمادها على جمع المعلومات الشخصية، وما قد ينتج عن ذلك من استغلال في انتهاك الخصوصية، وذلك عبر طرح أسئلة دقيقة وتفصيلية؛ مثل: أين يقع منزلك؟، وأسئلة عن حياتك، وبعض الأسئلة السياسية التي أثارت غرابة واستهجاناً كبيرين.

مطالبين بحظر اللعبة، كونها تحمل أهدافاً مريبة وأسئلة تتناول جوانب سياسية، وأخرى تدفع الطفل أو المراهق إلى إيذاء نفسه، فيما أكد مختصون أن بعض مطوري تطبيقات الألعاب على متجري «أبل ستور و جوجل بلاي» يلجأون إلى إشاعة بعض المعلومات الخاطئة كنوع من التسويق، طالبين عدم الإدلاء بأي معلومات شخصية تطلبها مثل تلك الألعاب.

استدراج

وقالت هبة الله محمد المختصة الاجتماعية والنفسية: إن اللعبة بشكلها تحمل مضامين غير تربوية، كونها تعتمد على استدراج الضحية من قبل بطلة اللعبة مريم، وطلب مساعدتها واصطحابها إلى بيتها الذي ضلت الطريق إليه، وفي الطريق تبدأ لعبة مريم في الدردشة.

حيث تطلب من اللاعب أن يقترب أكثر كي تعرض عليه شيئًا، وتدعوه إلى ألا يخاف، كونها مجرد فتاة لطيفة تحب اللعب، ومن بين الأسئلة التي تسألها لعبة مريم للمتسابقين، أسئلة تتعلق بدولة قطر والوضع السياسي الراهن. ودعت الاختصاصية الى إحكام الرقابة على الأبناء.

وشهد وسم لعبة مريم تفاعلاً كبيراً، وحملت مئات التغريدات نصائح وتحذيرات من خطورتها، كونها وسيلة لاختراق الجهاز والاطلاع على أسرار البعض نتيجة للأسئلة الدقيقة التي يتطلب الانتقال لمرحلة جديدة في اللعبة الإجابة عنها، كعنوان المنزل التفصيلي، ورقم الحساب على الفيس بوك، وغيرها، ونصحوا بعدم الدخول وممارسة هذه اللعبة، فيما وصفها البعض بأنها فخ لسرقة المعلومات، وأنها تشبه لعبة «الحوت الأزرق».

مغردون

وطالب مغردون على شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» بحظر اللعبة في الإمارات بسبب أهدافها المشبوهة.

بدوره، نبه يعقوب الحمادي، وهو تربوي يعمل اختصاصياً اجتماعياً، من هذا النوع من الألعاب الذي يؤدي إلى عزل الطفل عن عالمه الحقيقي، وتوجيهه وتعبئته بمفاهيم وقيم مغايرة لقيمنا، ودفعه إلى فعل أمور تتسم بالعنف في كثير من الأحيان، مشيراً إلى أن بعض حالات الانتحار لمراهقين أثبتت سيطرة الألعاب الإلكترونية عليهم، ما يعكس خطورتها البالغة.

من جانبه، ذكر صاحب حساب «مطور لعبة مريم» ويدعى سلمان الحربي، أنه ومجموعة من السعوديين قاموا بتطوير هذه اللعبة، نافياً ما دار حول اللعبة، وقال: إنها مجرد لعبة للتسلية، لا تحفظ الإجابات، وبالتالي فهي لا تخترق خصوصية أحد.