واشنطن ـ صوت الامارات
أعلنت شركة إتش تي سي اليوم الاثنين عن تخفيض سعر نظارة الواقع الافتراضي التابعة لها “إتش تي سي فايف” HTC Vive، في محاولة منها لجذب المستهلكين الذين يُعتقد أن السعر المرتفع للتقنية لا يزال أحد أبرز السبب وراء زهدهم في تبنيها.
وقالت الشركة التايوانية في بيان على موقعها الإلكتروني: “أعلنت إتش تي سي فايف اليوم عن تخفيض قدره 200 دولار أمريكي على (سعر) فايف، مما يجعل أفضل نظام للواقع الافتراضي أكثر يسرًا في السوق في جميع أنحاء العالم”. وأضافت: “اعتبارًا من اليوم، سوف تتوفر فايف بسعر 599 دولارًا أمريكيًا”.
وذكرت إتش تي سي أن العرض يشمل أيضًا، إلى جانب النظارة وملحقاتها، اشتراكًا مجانيًا لمدة شهر بمنصة “فايف بورت” Viveport، حيث يمكن للمستهلكين اختيار ما يصل إلى 5 ألعاب في الشهر، ونسخ من العديد من محتوى الواقع الافتراضي الأكثر شعبيةً حاليًا، بما في ذلك Tilt Brush من جوجل، و Everest VR، و Plank Experience من Richie.
ومن جانبها، قالت شير وانج، رئيسة إتش تي سي: “كان هدفنا في فايف دائمًا تقديم أفضل وأكثر أنظمة الواقع الافتراضي تقدمًا، إضافة إلى دفع اعتماد السوق الشامل للواقع الافتراضي في جميع أنحاء العالم”. وأضافت: “نحن نواصل الوفاء بذلك الالتزام مع هذا السعر الجديد لفايف، مما يجعل الواقع الافتراضي أكثر يسرًا لجمهور أوسع، ويقود صناعة الواقع الافتراضي بأكملها إلى الأمام”.
يُشار إلى أن تخفيض سعر إتش تي سي فايف يأتي في إطار سعي شركات التقنية الكبرى إلى جذب المستهلكين العاديين إلى سوق الواقع الافتراضي، إذ أعلنت شركة أوكولوس، المملوكة لشركة فيس بوك، في وقت سابق من العام الحالي عن تخفيض سعر نظارة ريفت مرتين، آخرها كان في شهر تموز/يوليو الماضي، إذ أعلنت عن جعل السعر مؤقتًا 399 دولارًا أمريكيًا.
وحتى تاريخ الأمس كانت نظارة الواقع الافتراضي فايف من شركة إتش تي سي من بين الأعلى سعرًا بواقع 799 دولارًا أمريكيًا، وهي إلى جانب السعر المرتفع تحتاج إلى حاسب شخصي مخصص للألعاب مع مواصفات متقدمة لكي تعمل.
وكانت شركة فيس بوك قد أعلنت في عام 2014 عن شراء شركة أوكولوس مقابل ملياري دولار أمريكي. وقال رئيسها التنفيذي، مارك زوكربيرج، وقتئذ إن الواقع الافتراضي، الذي يوفر تجربة عرض ثلاثية الأبعاد بزاوية 360 درجة من خلال نظارات خاصة توضع على الرأس، “سوف يصبح جزءًا من الحياة اليومية لمليارات الناس”.
ولكن ذلك لم يحدث بعد، ويُعتقد أن السعر المرتفع للتقنية لا يزال السبب وراء زهد المستهلكين في التقنية أو أن هناك أسبابًا أخرى في التقنية ذاتها تجعل المستهلكين مترددين.
ومن العقبات الكثيرة التي تحول بين أن يحظى الواقع الافتراضي بالمزيد من الشعبية بين أوساط المستهلكين، بما في ذلك عدم وجود ألعاب رائعة تجذبهم، إلى مشكلات، مثل تشابك الأسلاك وضرورة وصل النظارة بحاسب شخصي يجب أن يكون قادرًا على معالجة الرسوميات العالية.
ويعد ارتفاع أسعار الحواسب الشخصية التي تدعم الواقع الافتراضي، إضافة إلى السعر المرتفع للنظارات الذي يتجاوز أسعار معظم الإلكترونيات الاستهلاكية الترفيهية الأخرى، من أبرز العوائق أمام انتشار التقنية، لذا تأتي خطوة إتش تي سي لمعالجة مثل هذه المسألة.
وبالرغم من قيام شركات التقنية بتخفيض أسعار نظارة الواقع الافتراضي، إلا أن الأمر لا يزال صعبًا على كثير من المستهلكين، إذ يجب أن يكون لديهم حاسب شخصي قادر على تشغيل ألعاب الواقع الافتراضي، والذي قد يكلف بين 500 و 1,000 دولار، مما يرفع ثمن الحزمة كاملة إلى أكثر من 1,000 دولار، حتى بعد التخفيض.
ومع أن إتش تي سي خفضت سعر نظارتها، إلا أن نظارة بلاي ستيشن في آر من سوني تتفوق عليها فيما يتعلق بالسعر، الأمر الذي ساعد الشركة اليابانية على تحقيق مبيعات فاقت حتى الآن المليون وحدة.
وتمتاز بلاي ستيشن في آر بثمنها المنخفض، فضلًا عن كونها لا تتطلب وجود حاسب شخصي غالي الثمن، إذ يمكنها العمل مع منصة بلاي ستيشن 4، التي يقل سعرها عن الحواسب، والتي باعت الشركة منها أكثر من 60.4 مليون وحدة.
يُذكر أن الخصم الجديد لا يشمل النسخة الموجهة لقطاع الأعمال من نظارة إتش تي سي فايف، والتي أعلنت عنها الشركة في شهر حزيران/يونيو الماضي كنسخة بسعر 1,200 دولار أمريكي؛ توفر ميزات لا تأتي مع النسخة الاستهلاكية من النظارة.
وتقدم نظارة قطاع الأعمال “فايف بزنس إديشن” Vive Business Edition نفس المواصفات العتادية للنسخة الاستهلاكية، ولكنها تأتي مع خط دعم مخصص وخيار لشراء عدة نظارات معًا.
ويستخدم عدد من الشركات نظارات إتش تي سي فايف لأشياء مثل الهندسة المعمارية والتصميم الثلاثي الأبعاد، لذا قد يتطلب منها شراء أكثر من نظارة معًا. أما بالنسبة لخط الدعم، فيُنظر إليه على أنه خطوة إيجابية نظرًا لصعوبة إصلاح النظارة.