أبو ظبي - وام
علن معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا - الجامعة البحثية المستقلة للدراسات العليا التي تركز على تقنيات الطاقة المتقدمة والتنمية المستدامة - عن فوز عدد من طلبته وأساتذته الجامعيين بجوائز هامة ضمن مسابقة تطبيقات الاستشعار عند بعد 2014 /RSAC 2014/ التي أقيمت في "مركز محمد بن راشد للفضاء".
وشاركت فرق معهد مصدر بتطبيقات مبتكرة تم تطويرها اعتمادا على البيانات عالية الجودة التي توفرها الأقمار الصناعي وهو ما يعزز التزام المعهد بتنمية رأس المال البشري والفكري الذي تحتاجه دولة الإمارات لتحقيق طموحاتها في مجال الفضاء.
وشملت المسابقة خمس جوائز فازت فرق معهد مصدر بثلاث جوائز منها متفوقة في ذلك على 23 فريقا مشاركا .
وتهدف مسابقة /RSAC 2014/ التي انطلقت في سبتمبر الماضي إلى تكثيف جهود البحث والتطوير الرامية إلى ابتكار تطبيقات متقدمة تستفيد من البيانات عالية الدقة التي يوفرها القمر الصناعي دبي سات-2 ثاني قمر صناعي لمراقبة الأرض في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقالت الدكتورة بهجت اليوسف المدير المكلف في معهد مصدر " يسعى المعهد بشكل رئيسي إلى بناء كوادر بحثية قادرة على إنتاج وتشغيل تقنيات الفضاء المبتكرة وذلك في إطار التزامه بمساعدة دولة الإمارات على تحقيق الأهداف الوطنية التي وضعتها في مجال الفضاء .. ونحن فخورن بطلبتنا وإنجازاتهم التي تعكس اهتمام ودعم معهد مصدر للأبحاث المبتكرة التي تستفيد من تقنيات الأقمار الصناعية المتقدمة في تطوير حلول تراعي متطلبات المنطقة".
وأضافت " يأتي إطلاق معهد مصدر لتخصص علوم الفضاء لطلبة الدراسات العليا في سياق جهوده الهادفة إلى دعم نمو الدولة في المجالات ذات الصلة بمهمة وكالة الإمارات للفضاء".
وقالت إيمان الطنيجي مهندس تطوير التطبيقات والتحليل في مركز محمد بن راشد للفضاء "تهدف المسابقة للترويج لاستخدام بيانات القمر الصناعي دبي سات-2. وتعتمد التطبيقات المبتكرة المشاركة في هذه المسابقة على بيانات دبي سات-2 الموجهة لطيف واسع من المجالات يشمل الاستخدام والتغطية الأرضية والتضاريس والجيولوجيا والنظام البيئي الأرضي /الغطاء النباتي/ والزراعة والغابات والهيدرولوجيا والمناخ وعلم المحيطات والمناطق الساحلية والكوارث والمخاطر الطبيعية واستكشاف الموارد وتطوير أبحاث البيانات المكانية للبنية التحتية".
وكشفت الطنيجي عن عزم "مركز محمد بن راشد للفضاء" العمل على استكشاف فوائد وميزات التطبيقات الفائزة والدفع باتجاه تنفيذها وذلك في سياق سعيه إلى النهوض بالابتكار العلمي والتقدم التكنولوجي ودفع عملية التنمية المستدامة في دبي والإمارات عموما .
جدير بالذكر أن معهد مصدر هو أحد الجامعات السبع المشاركة في فريق البحث العلمي الذي شكله "مركز محمد بن راشد للفضاء" بهدف المساهمة في تحقيق الهدف الطموح لدولة الإمارات والمتمثل بإرسال مسبار غير مأهول إلى المريخ في عام 2021 .. وتتركز مهمة الفريق في العمل على تحديد الطرق العلمية والأهداف واستلام البيانات العلمية من المسبار وتحليلها.
وقد تم تطوير القمر الصناعي دبي سات-2 في إطار مشروع مشترك بين مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة /اياست/ و"ساتريك إنيشيتيف" الشركة الكورية الجنوبية المتخصصة في تصنيع الأقمار الصناعية حيث تم إطلاقه في نوفمبر عام 2013 ومن المتوقع أن تمتد فترة تواجده في الفضاء الخارجي لثلاثة أعوام أخرى .. ويكمل دبي سات-2 المزود بألواح شمسية لتوفير الطاقة الكهربائية دورة كاملة حول الأرض في 96 دقيقة يوفر خلالها صورا فضائية عالية الدقة لدولة الإمارات والمناطق الأخرى.
وحلت فرق معهد مصدر المشاركة بالمسابقة في المراكز الثالث والرابع والخامس. وتولى قيادة الفريق الحائز على المركز الثالث طالب الدكتوراه تسينغ تشين مينغ وضم فريقه كل من تشيه هسين تشو وباجو تشانغ وياتشن تشانغ وجميعهم من برنامج علوم الحوسبة والمعلومات في حين أشرف عليهم الدكتور تشي كين تشاو الأستاذ المساعد في برنامج علوم في الحوسبة والمعلومات. واعتمادا على بيانات صادرة عن القمر الصناعي دبي سات-2 عمل الفريق على تطوير برمجية تتيح المجال لتحديد المسار الأمثل أي الأقصر والخالي من احتمالات التصادم للمركبات المأهولة وغير المأهولة أثناء قيامها بمهمة أو رحلة معينة .. على سبيل المثال يمكن الاستفادة من هذه البرمجية في الشؤون العسكرية وذلك باستخدامها في المركبات غير المأهولة التي ت رسل لمراقبة الطرقات الساحلية .. وفي مثال آخر بإمكان الباحثين استخدام هذه البرمجية لإرسال قوارب ذات تشغيل آلي لأخذ عينات مائية من مناطق معرضة للطحالب السامة أو للتسرب نفطي.
وفي معرض حديثه عن القمر الصناعي دبي سات-2 قال تشين مينغ: "إن الصور التي يوفرها القمر الصناعي دبي سات-2 تفوق في جودتها صور غوغل إيرث. وأعتقد أننا سنشهد في حال توفرها بسهولة للاستخدام العام المزيد من الأفكار الخلاقة التي تستفيد من هذه الصور عالية الجودة".
في حين تولى قيادة الفريق الفائز بالمركز الرابع بقيادة طالبة الدكتوراه هيفا بن رمضان وأشرف عليه كل من الدكتور حسني غديرة مدير مركز أبحاث تصميم وتقييم خرائط الطاقة المتجددة /ReCREMA/ والدكتور طه ورده أستاذ ممارس في هندسة المياه والبيئة والدكتور براشانت ماربو أستاذ مساعد في هندسة المياه والبيئة .. ويركز هذا مشروع على تقييم فرص الاستفادة من القمر الصناعي دبي سات-2 في رسم الخرائط وتصنيف الشعاب المرجانية ومواطن الحياة الساحلية ضمن البيئة البحرية في إمارة أبوظبي.
وقالت هيفا بن رمضان "لقد كانت المسابقة مفيدة للغاية من ناحية ربط العلم والأبحاث المرجعية الأساسية بتطوير تطبيقات عملية كالتي قدمها فريقنا والمشاركين الآخرين. وسوف يفسح التطبيق الذي طورناه المجال أمام العلماء والتنفيذيين ومختلف المستخدمين للعمل سوية على تقييم النظام البيئي وفق عملية أكثر شمولا ".
بينما شمل الفريق الفائز بالمركز الخامس اثنين من مطوري نظم المعلومات الجغرافية /GIS/ في معهد مصدر هما جاسينتو ايستيما الذي تولى قيادة الفريق ولويس كالسيتو .. وقد قام الفريق تحت إشراف الدكتور غديرة بتطوير تطبيق للهاتف النقال قادر على مراقبة النباتات استنادا إلى مجموعة من المؤشرات النباتية من ضمنها عملية التركيب الضوئي ومجمل الغطاء النباتي والكتلة الحيوية ورطوبة النباتات والتربة وإجهاد النبات .. كما سيكون بمقدور التطبيق التركيز على أي موقع يوفر القمر الصناعي دبي سات -2 بيانات عنه ومقارنة النتائج الخاصة به في أوقات مختلفة.
وقال ايستيما "فخور بالفوز بجائزة المركز الخامس ولا شك أنها ستكون بمثابة حافز لي للمثابرة ومواصلة العمل للتوصل إلى ابتكارات تسهم في تحقيق التقدم العلمي في الإمارات والعالم بأسره .. وسوف يساعد هذا التطبيق على تحسين سبل إدارة المناطق الخضراء في دولة الإمارات التي تنطوي على أهمية كبيرة فيما يخص جودة حياتنا فضلا عن إمكانية مساهمته في توفير الكثير من الوقت والتكلفة".