دمشق - صوت الإمارات
حاول أمراء تنظيم "داعش" دمج عناصره المهاجرين مع المجتمع السوري، واتخذوا في سبيل ذلك الزواج من الفتيات السوريات بحجج كثيرة وإغراءات، بعد سيطرة التنظيم على مناطق واسعة في سورية.
ويقدم التنظيم الكثير من التسهيلات لعناصره كدفع المهر، وتأمين المسكن، وتخصيص راتب شهري مع ميزات تضاف له في حال أنجب أطفالًا.
وبدأت ظاهرة الزواج من المهاجرين قبل اندلاع المعارك بين التنظيم وفصائل المعارضة، حيث رأى السوريين في المهاجرين أنصار لهم ولم يمانعوا من تزويجهم من بناتهم كونهم أتوا لنصرة الشعب السوري في محنته، لكن بعد المعارك العنيفة التي خاضها التنظيم مع فصائل المعارضة اقتصر عدد السوريين الذين يزوجون بناتهم لعناصر التنظيم على من يحملون نفس فكره ومعتقداته.
ولم تستطع الفتاة الجامعية آمنة إتمام تعليمها بعد اندلاع الحرب، إذ أجبرتها الظروف على النزوح مع عائلتها إلى مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، وبسبب طبيعة عائلتها المحافظة قررت "آمنة" الزواج من عنصر مهاجر بتشجيع من والدها ووالدتها.
وتواجه الفتاة العديد من المشاكل كان أبرزها أنها لم تستطع تحديد هوية زوجها أو حتى معرفة اسمه الحقيقي، حيث يختبئ كل عناصر التنظيم خلف أسماء وهمية ما يسبب لها ولغيرها من الفتيات القلق من ماضي الزوج والمستقبل المجهول لا سيما في حال إنجاب الأطفال، فلا جنسية سورية تمنح لهم ولا هي تعرف جنسية أباهم.
وتتحدث ألاء عن أنها اضطرت للنزوح مع عائلتها إلى مخيم في مدينة جرابلس وعندما تقدم مهاجر لخطبتها رأى والدها في تزويجها خلاصًا لها ولعائلتها من مرارة العيش في المخيمات.
وقرر زوجها بعد شهرين من زواجها تبني عملية انتحارية لينهي بذلك أحلام الطفلة ويعيدها إلى واقع أقسى كونها أصبحت مطلقة ترقد في إحدى خيم المدينة.
ويعمد "داعش" في كثير من الحالات لاستعمال الترهيب من أجل الزواج من النساء، بخاصة الأرامل اللاتي ارتفعت أعدادهن بشكل ملحوظ، بحجة أنهن لا يملكن معيل ولايجوز للمرأة أن تبقى من دون محرم كونها تشكل مصدر للفتنة.
وفقدت أم أحمد، أم لأربعة أطفال تقيم في مدينة جرابلس، زوجها عند ذهابه إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة وتقدم لخطبتها عنصر من عناصر "داعش" لكنها رفضت الزواج منه، فأجبرها وأطفالها على مغادرة منزلها ومصادرته.
وأكدت مصادر محلية أن المقاتلين الخليجيين في صفوف "تنظيم الدولة" يشكلون أكبر نسبة من عناصر "داعش" الذين تزوجوا من سوريات، بسبب تقارب اللهجة ووجود الكثير من العادات المشتركة بين البلدين، فيما يحتل التونسيون المرتبة الثانية بسبب كثرتهم، ويأتي في النهاية المهاجرين الأجانب الذين يشكلون أعدادًا قليلة جدًا.