عمان - بترا
أعلن باحثون في بريطانيا عن ابتكار أشعة جاذبة تستعين بموجات صوتية قادرة على التحكم في الأجسام الصغيرة عن بعد دون وجود أي رابط مادي مرئي بينها.
وتصور الباحثون استخدام هذا الجهاز في التطبيقات الطبية وغيرها، ونشر هذا البحث أمس الثلاثاء في دورية نيتشر كوميونيكيشنز العلمية المتخصصة، وأوردته قناة فرانس 24 اليوم.
وقال آيزر مارتسو المشرف على هذه الدراسة من جامعة "بريستول" البريطانية وجامعة ناباري الإسبانية "بوصفها موجات صوتية ذات خواص ميكانيكية، فإنه يمكنها إحداث أثر ملموس على الأجسام، كل ما عليك هو أن تتذكر آخر مرة حضرت فيها حفلا موسيقيا وكان صدرك يرتج بفعل الموسيقى".
وقال مارتسو إن هذه الموجات الصوتية المحركة تحكمت في أجسام يصل قطرها إلى أربعة ملليمترات، كما أن بمقدورها التحكم في وضعية وتوجيه هذه الأشياء التي يجري رفعها.
وتستعين هذه الأشعة بموجات فوق صوتية ذات تردد يصل إلى 40 كيلوهيرتز، فيما يسمع الإنسان الأصوات التي يقل ترددها عن 20 كيلوهيرتز.
واستخدم الباحثون موجات صوتية من 64 مكبرا دقيقا للصوت لإحداث ما يصفونه "بالصور الصوتية المجسمة (الهولوجرام)" للتحكم في الأجسام دون لمسها، فيما تتخذ هذه الموجات هيئة الملقاط لرفع الأجسام، واستخدموا دوامة لتثبيت الجسم المرفوع في موضعه، وقفصا ليحيط بالجسم ويجعله مستقرا في مكانه.
وقال مارتسو "الموجة البسيطة الواحدة ستزيح الجسم فقط في اتجاه انتشار الموجة، لكن وجود موجات عديدة سيحدث تداخلا فيما بينها لإيجاد أشكال صوتية مركبة ثلاثية الأبعاد، تبذل جهدا وقوة من جميع الاتجاهات لإبقاء الجسيم في مكان ما".
وأضاف ان أكبر جسم تم تحريكه بهذه الطريقة كان حبة مسبحة قطرها أربعة ملليمترات مصنوعة من بلاستيك خفيف يسمى "البوليستيرين". مضيفا: "من خلال الاستعانة بموجات خاصة ذات قوى شديدة سيتسنى رفع كريات من الصلب فيما بعد".
ووصف آيزر مارتسو المشرف على هذه الدراسة تطبيقات طبية محتملة قائلا "الصوت لا يمكنه الانتقال في الفراغ لكنه ينتقل من خلال الماء أو أنسجة جسم الإنسان، ويمكنه تحريك الجلطات وحصوات الكلى وكبسولات العقاقير والمعدات الجراحية البالغة الدقة، أو الخلايا داخل أجسامنا دونما ضرورة لإجراء أي جراحة".
وقال إن الأشعة الصوتية الجاذبة الأكثر قوة يمكنها رفع أجسام أكبر من مسافات أبعد، وبمقدورها التحكم في أجسام طافية في أجواء منعدمة الجاذبية مثل المنطقة الداخلية بالمحطة الفضائية الدولية.
ونشر هذا البحث الذي شارك فيه أيضا باحثون من جامعة "ساسيكس" وشركة "أولتراهابتكس" البريطانية في دورية نيتشر كوميونيكيشنز.