لندن ـ كاتيا حداد
ررت جامعة "إكستر" البريطانية، توفير المعلومات الغذائية لكل وجبة مقدمة في قوائم الطعام، التي تعرضها المطاعم في جميع أنحاء الحرم الجامعي، وذلك منذ شهر كانون الثاني/ يناير 2015
ويمثل هذا القرار، خبرًا عظيمًا بالنسبة للطلاب الذين يتبعون نظامًا غذائيًا، له متطلبات محددة، بينما يعد خبرًا سيئًا لأولئك الذين يعانون بالفعل من اضطرابات غذائية، تلزمهم بتناول عدد محدد من السعرات الحرارية.
بطبيعة الحال، فإنه من المنطقي أن يتتبع الجميع السعرات الحرارية للوجبات التي يتناولوها، وفضلًا عن الدعم الذي يقدمه توفير المعلومات الغذائية لكل وجبة، لاسيما لأولئك الذين يعانون من أمراض الحساسية والسكر، إلا أنَّها تساعد على تسليط الضوء على خيارات معقولة لأولئك الذين يريدون خفض السعرات الحرارية.
ولكن يبقى السؤال، هل سيساعد تحديد السعرات الغذائية لكل وجبة، على تشجيع الأشخاص على إتباع عادات غذائية صحية؟، فبالنسبة لطالب يعاني من اضطراب في الأكل، من المعروف جيدًا مخاطر الحياة التي تمليها السعرات الحرارية، ومن المعروف أنه وبمجرد أن تتكون عادات غذائية صحيحة ودقيقة، تسمح باستهلاك عدد السعرات الحرارية المعينة والمسموحة في اليوم الواحد، فإنه لن يتم خرقها بسهولة.
وكشفت دراسة استقصائية أجرتها الجامعة في أيار/ مايو الماضي، أنَّ أكثر من ثلثي طلاب الجامعة يشعرون بالقلق إزاء عادات الأكل الغير الصحية للأصدقاء، ويبدو أنَّ قرار الجامعة يأتي، في الوقت الذي أصبح الطلاب فيه أكثر عرضة لاضطرابات تناول الطعام.
وتحمل هذه الخطوة الكثير من الفوائد، إلا أنَّه لا يمكن التغاضي عن خطر تشجيع الطلاب على الالتزام بالسعرات الغذائية، لاسيما عندما يتم تقديم الطعام للطلبة.
وأوضح رئيس خدمات الرفاهية في جامعة "أكستر"، مارك سوير، عند سؤاله بشأن فوائد عرض السعرات الحرارية والتي تفوق المخاطر المحتملة، أنَّه يُعد الفهم المتعمق لمحتوى الوجبات من السعرات الحرارية أمرًا طبيعيًا.
وتُعد المعلومات الواردة بشأن الوجبات، بالنسبة للطلاب الذين يعانون من اضطرابات في الأكل، هي معروفة بالفعل، لأنَّهم يبحثون ويحفظون المعلومات الغذائية، والسعرات الحرارية للوجبات التي تقدمها معظم المطاعم التي زاروها، ولكن بعد شفائهم، يمتنعون عن الالتزام بالسعرات الحرارية، ويأكلون الطعام دون أي قيود، ويسهل غياب عدد السعرات الغذائية، من تناول الطعام الدسم، بدلًا من التقيد بوجبات معينة