واشنطن ـ رولا عيسى
فتحت أبحاث رئيس قسم علم المناعة في جامعة تكساس, جيمس أليسون, "مركز أندرسون للسرطان" في هيوستن, مجال جديد في علاج السرطان: العلاج المناعي, بدلًا من تسمم الورم أو تدميره بالإشعاع، وأطلق الدكتور أليسون لمسيرته في النظام المناعي العنان من أجل تدمير السرطان.
اختارته مجلة العلوم المناعي باسم "الاختراق من السنة", منذ عامين، وحصل الدكتور أليسون (66 عامًا) على جائزة لويزا غروس هورويتز، والتي غالبًا ما تؤهله لنوبل.
وأوضح أنَّ معظم علاجات السرطان "الإشعاع، والجراحة، والعلاج الكيميائي" تهاجم الأورام مباشرة، بهدف قتله، إلا أنَّ مختبره الخاص عمل على كيفية وضع الخلايا "T"- خلايا الجهاز المناعي، والتي تهاجم الخلايا- على الخلايا المصابة بالفيروسات والبكتيريا وقتلهم، وفي نهاية المطاف, قاده ذلك البحث إلى الاعتقاد بأنَّ الجهاز المناعي يمكن إطلاق العنان له لقتل السرطان.
وأشار إلى أنَّه في الأساس يجب التوقف عن القلق من قتل الخلايا السرطانية مباشرة وتطوير أدوية للإفراج عن تلك الخلايا " T".
وبيَّن أنَّ النظر لجهاز المناعة كعلاج للسرطان لم يكن فكرة جديدة، إذ كان هناك طبيب جراح يدعى وليام كولي في القرن الـ19 الذي لاحظ أن مرضى السرطان الذين تمت عدوتهم بعد العمليات الجراحية تكون نسبة تكرار الإصابة أقل, وكان يعتقد أنَّ هناك شيئًا في البكتيريا التي أثارت الجسم أن يفعل شيئًا من أجل العلاج، وحاول تطوير علاجات جديدة بناء على ذلك.
وأشار إلى أنَّه كان لكولي بعض النجاحات, ولكن اختفت أفكاره مع ظهور العلاج الإشعاعي، والذي أصبح معالجة مقبولة، موضحًا أنَّه في منتصف القرن الـ20، لاسيما مع الحرب على السرطان، كان هناك عدة محاولات لتطوير لقاحات علاجية مضادة للسرطان, وهناك المئات من المحاولات, لم ينفع شيئًا منها بشكل عملي, بدا الورم لإحباط قدرة الجهاز المناعي للمهاجمة, في نهاية المطاف، وفقدت فكرة استخدام الحصانة لوقف السرطان مصداقيتها, ولا أحد يفهم لماذا لم تنجح الحصانة.
وكشف عن أنَّه مختبره أجرى الكثير من البحوث الأساسية بشأن كيفية العثور على الخلايا " T", وفي 1990، أظهر فريقه ومجموعة أخرى أن هناك جزيء على الخلايا "T" الذي يعمل فعلًا مثل دواسة الفرامل عندما تواجه خلايا "T" أي خلية مصابة.
وبدلًا من مهاجمة الخلايا، يضع هذا الجزيء نوع من الفرامل على الاستجابة المناعية. نحن نسميها "نقطة تفتيش"، وذلك قد يفسر سبب فشل كثير من تلك اللقاحات المضادة للسرطان العلاجية من العمل, نعتقد أنه قد يمتلك الجهاز المناعي نقاط تفتيش متعددة.