أبو ظبي ـ سعيد المهيري
أكد استشاري الأمراض القلبية الدكتور وائل عبد الرحمن المحاميد ورئيس قسم الأمراض القلبية في معهد العلوم القلبية في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي، إن التخثرات الدموية يمكن أن تصيب أي شخص خلال فترة من حياته، وهي السبب الأكثر شيوعا بين الأسباب الثلاثة الرئيسية المسببة للوفاة الناتج عن الأمراض القلبية، موضحا أن الإحصاءات تشير إلى وفاة شخص كل 37 ثانية في العالم بسبب الجلطات الوريدية حيث إن ما يقارب 834 ألف شخص في العالم يفقدون حياتهم نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية .
جاء ذلك خلال المؤتمر الثاني لتوسيع الممارسة وتحسين الأبحاث المتعلقة بالتخثرات الدموية الذي انعقد في أبوظبي مؤخرا بمشاركة نحو 600 شخص من اختصاصي أمراض القلب والجهاز التنفسي وأمراض الدم وأطباء الأعصاب والطب الباطني والصيادلة من مختلف بلدان الشرق الأوسط، بهدف التوعية بمخاطر التخثر الدموي .
ولفت الدكتور المحاميد إن التخثرات الدموية مصطلح جامع لمرض الخثار الوريدي العميق والانسداد الرئوي، حيث يحدث الخثار الوريدي العميق مع تشكل خثرة دموية في الأوردة العميقة في الرجل، بينما يعتبر الانسداد الرئوي حالة خطيرة تحدث عند تحرك أحد التخثرات الدموية أو جزء منها باتجاه الرئتين عن طريق القلب حيث تقوم بإحداث انسداد في شريان ما، وإذا تحركت عدة تخثرات دموية أو كانت الخثرة كبيرة الحجم أو في حالة وجود مرض قلبي أو مشكلة في الجهاز التنفسي سابقة لدى المريض فإن الحالة سوف تقوده لفقدان حياته .
وأوضح أن الممارسة السريرية أظهرت ردود فعل إيجابية لدى المرضى الذين يستخدمون مضادات التخثر عبر ألفم، ممن يعانون الرجفان الأذيني والتخثرات الدموية حيث سمح لهم هذا الدواء بالتحول من الحقن المؤلمة إلى العلاج ألفموي والذي لا يتطلب مراقبة دورية لتخثر الدم أو تعديل منتظم للجرعة، وذلك بتناول حبة واحدة يومياً لتحقيق الحماية الأمثل .
من جهته تحدث استشاري أمراض القلب في مستشفى خليفة في أبوظبي الدكتور علوي الشيخورئيس جمعية القلب الإماراتية عن علاقة الرجفان الأذيني بالسكتات الدماغية والوقاية منها .
وبين أن الرجفان الأذيني عبارة عن اضطراب في نبضات القلب، يصيب كبار السن ويزيد بوجود أمراض أخرى كالسكري، الضغط، السمنة التي تزيد من احتمالية وجوده، وقد يصيب الشخص بجلطه في حال وصوله إلى الدماغ مما تتسبب له بالوفاة أو قصور .
وأوضح أن الاحصاءات العالمية تشير إلى أن نسبة المصابين بالرجفان الأذيني ممن تقل أعمارهم عن 40 سنة1 و15% لمن أعمارهم في80 سنة، كما يعتبر الرجفان الأذيني أحد مسببات التخثر الدموي، حيث إن ثلث الجلطات الدماغية سببها الرجفان .
وذكر أن من أسباب الرجفان التقدم في العمر، أمراض تصلبات الشرايين، قصور القلب والانفجار الأذيني، وعندما يكون ارتجاف يكون ركود نسبي في حركة الدم ما تسبب تخثرات، وعلى المرضى المصابين في حالات التخثر الدموي في الدماغ استشارة طبيب الأعصاب لمتابعة الحالة من حيث ما يتعلق بالسكري والضغط وصحة القلب، وتقديم العلاج المناسب .
وأشار الدكتور علوي الشيخ إلى نتائج المسح الخليجي حول الرجفان الأذيني لمن هم في منتصف الخمسين من العمر وقال إنها كشفت عن أن 5 من المصابين بالرجفان يصابون بجلطة، وأن 15 منهم يتوفون سنويا، بينما تشير الإحصاءات الخليجية، وفي الإمارات أيضاً، أن من يتراوحون بين 2520 من البالغين في الدولة مصابين بالرجفان الاذيني، وعلى الجمعيات الطبية والمستشفيات نشر الوعي بأهمية المرض والوقاية من التجلطات التي يتسبب بها الرجفان .
ولفت الدكتور علوي إلى ورقة البحث التي قدمها في المؤتمر التي ناقش فيها استعمال الأدوية المسيلة للدماء في علاج التخثر الدموي، وعلاج الرجفان الأذيني بالقسطرة الكهربائية، ودور هذه الأدوية في علاجها .
وأوضح أن طرق القسطرة تغيرت وأصبحت هناك طرق حديثة، كما أصبحت القسطرة بالطاقة الحرارية تتم بالتبريد، إلى جانب تطور تكنولوجيا تخطيط الرجفان الأذيني، مضيفا أن جميع التطورات والتقنيات الحديثة أسهمت في ارتفاع نسبة الشفاء والنجاح، حيث وصلت نسبة الشفاء من التخثر الدموي بالقسطرة الكهربائية 98 بينما وصلت نسبة الشفاء بالقسطرة الكهربائية لأنواع الرجفان 80% .