دبي - صوت الامارات
تعد المضادات الحيوية عقاقير مهمة إلا أن الإفراط أو سوء استخدامها من أهم العوامل المساهمة في مقاومة البكتيريا لها،وأكد مقال لــ «مايو كلينك» الدور الهام الذي يقوم به الأطباء والمستشفيات وأفراد المجتمع بشكل عام في رفع الوعي والتوجيه والإرشاد حول الاستخدام الصحيح للعقاقير والحد من تطور مقاومة المضادات الحيوية.
مقاومة الدواء
وتصبح البكتيريا مقاومة للدواء عندما تتغير بطريقة ما بحيث تحمي نفسها من تفاعل الدواء.
وأي بكتيريا تنجو من علاج المضادات الحيوية قد تتكاثر وتنقل خصائص مقاومتها للمضاد الحيوي.
أيضًا، يمكن لبعض البكتيريا نقل خصائص مقاومتها للدواء إلى أنواع البكتيريا الأخرى، وكأنها تمرر ورقة للغش كي تساعد غيرها على النجاح والنجاة.
فتطور البكتيريا لمقاومة الدواء هي حقيقة طبيعية ومتوقعة.
ومع ذلك، تؤثر طريقة استخدام الدواء على مدى سرعة حدوث مقاومة الدواء ومدى هذه المقاومة.
فرط الاستخدام
يعزز فرط استخدام المضادات الحيوية، خاصةً عند تناولها حتى مع عدم كونها العلاج المناسب، من مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.
وتعالج المضادات الحيوية العدوى البكتيرية وليست الفيروسية.
فعلى سبيل المثال، يعتبر المضاد الحيوي علاجًا مناسبًا لالتهاب الحلق العقدي، والناتج عن بكتيريا العقدية المقيحة.
ومع ذلك، فهي ليست العلاج المناسب لمعظم التهابات الحلق، الناتجة عن الإصابة بالفيروسات.
وإذا تناولت مضادًا حيويًا وكنت مصابًا بعدوى فيروسية، فإن المضادات الحيوية تستمر بمهاجمة البكتيريا في جسمك، وهي البكتيريا النافعة أو على الأقل غير المسببة لأية أمراض في هذه الحالة.
ويمكن لهذا العلاج الخاطئ تعزيز خصائص مقاومة المضادات الحيوية في البكتيريا الضارة التي قد تنتقل إلى البكتيريا الأخرى.
- العدوى الفيروسية الشائعة التي لا يجدي منها العلاج بالمضادات الحيوية التالي:
- البرد
- الإنفلونزا
- التهاب الشعب الهوائية
- معظم حالات السعال
- معظم حالات التهاب الحلق
- بعض التهابات الأذن
- بعض التهابات الجيوب الأنفية
- إنفلونزا المعدة (التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي)
وهناك على الأرجح عدة عوامل تساهم في فرط استخدام المضادات الحيوية.
عندما تم استخدام البنسلين والمضادات الحيوية الأخرى للمرة الأولى، كان ينظر لها على أنها أدوية عجيبة، حيث إنها تعمل بسرعة بآثار جانبية قليلة نسبيًا.
وبدت وكأنها تعالج جميع الأمراض الشائعة.
وعلى الرغم من تزايد الوعي بشأن مقاومة المضادات الحيوية بالسنوات الأخيرة، إلا أن فرط الاستخدام ما زال يحدث لعدة أسباب، منها:
- قد يصف الطبيب المضادات الحيوية قبل استلام نتائج الاختبارات التي تحدد السبب الحقيقي للعدوى.
- قد يضغط الأشخاص الراغبون في تخفيف حدة الأعراض سريعًا، بغض النظر عن سبب المرض، على الطبيب ليصف المضادات الحيوية لهم.
- قد يتناول الأشخاص المضادات الحيوية التي تباع في الخارج أو عبر الإنترنت بعد تشخيص المرض لأنفسهم.
- قد يتناول الأشخاص المضادات الحيوية المتبقية من وصفات طبية سابقة.
مشكلات عدم اتباع التعليمات:
قد يساهم عدم تناول المضادات الحيوية كما هي موصوفة في مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.
وتوضح تعليمات المضاد الحيوي عدد الحبوب التي يجب تناولها وعدد مرات ذلك.
يتم عمل الوصفة الدوائية بحيث تعرف عدد الأدوية التي تحتاجها بدقة لإكمال مسار العلاج.
ومن المغري التوقف عن تناول المضاد الحيوي عند الشعور بتحسن.
ولكن العلاج بأكمله ضروري لقتل البكتيريا المسببة للمرض.
حيث إن عدم الاستمرار بالعلاج قد يؤدي إلى الحاجة لمتابعته لاحقًا وقد يعزز ذلك انتشار خصائص مقاومة المضادات الحيوية بين البكتيريا الضارة.
تبعات مقاومة المضادات
لعدة سنوات، فاق اكتشاف المضادات الحيوية الجديدة تطور مقاومة المضادات الحيوية.
ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، ساهمت وتيرة مقاومة الدواء في زيادة مشكلات الرعاية الصحية.
وفي الولايات المتحدة، وفقًا لتقرير عام 2013 الصادر من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فهناك على الأقل 2 مليون شخص سنويًا (يكتسب عدوى خطيرة من البكتيريا المقاومة لأحد المضادات الحيوية أو أكثر المصممة لعلاج هذه العدوى).
وهناك على الأقل 23000 شخص يموتون سنويًا من عدوى البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
وينتج عن هذا التزايد في أعداد العدوى المقاومة للدواء ما يلي:
- أمراض أو إعاقات أكثر خطورة
- وفيات أكثر من أمراض يمكن علاجها مسبقًا
- طول فترة التعافي
- الحجز بالمستشفى أكثر أو لفترات أطول
- زيادة الزيارات للأطباء
- علاجات أقل فاعلية أو جراحية أكثر
- علاجات أكثر تكلفة
إدارة المضادات الحيوية
وقد يساعد الاستخدام المناسب للمضادات الحيوية -غالبًا يسمى بإدارة المضادات الحيوية- في الحفاظ على فاعلية المضادات الحيوية الحالية، وزيادة فاعليتها وحماية الأشخاص من العدوى المقاومة للمضادات الحيوية.
ونفذت العديد من المستشفيات والمؤسسات الطبية إرشادات تشخيص وعلاج جديدة لضمان فعالية علاجات العدوى البكتيرية وتقليل الاستخدام غير الصحيح للمضادات الحيوية.
ويؤدي الجمهور أيضًا دورًا في إدارة المضادات الحيوية.
خطوات تساعد في تقليل تطور مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية
1 استخدم المضادات الحيوية وفق تعليمات الطبيب فقط.
2 تناول جرعة العلاج اليومية المناسبة وأكمل مسار العلاج لنهايته.
3 إذا كان لديك مضاد حيوي، فاستشر الطبيب عما يجب فعله إذا نسيت تناول إحدى الجرعات.
4 إذا تبقت لديك مضادات حيوية لأي سبب، فتخلص منها.
لا تتناول مطلقًا المضادات الحيوية المتبقية لمرض لاحق.
فقد لا تكون المضادات الحيوية الصحيحة ولا تكون مسار علاج كاملاً.
5 لا تتناول المضادات الحيوية الموصوفة لشخص آخر مطلقًا.
6 لا تضغط على الطبيب لإعطائك وصفة مضاد حيوي.
اسأل الطبيب عن نصيحته في كيفية علاج الأعراض.
7 مارس عادات صحية جيدة.
اغسل يديك بانتظام بالصابون والماء، خاصةً بعد استخدام المرحاض، وقبل تناول الطعام وقبل تحضيره وبعد التعامل مع اللحم الطازج.
اغسل الفاكهة والخضروات جيدًا، وحافظ على نظافة أسطح المطبخ.
8 تأكد من تناولك أنت وأطفالك التطعيمات الموصى بها. تحمي بعض التطعيمات الموصى بها من العدوى البكتيرية، مثل الدفتيريا والسعال الديكي.
9 إذا كنت تعتقد أن جسمك حساس للبنسلين، فتحدث مع الطبيب بشأن إجراء اختبار حساسية الجلد. فأوضحت الدراسات أن حساسية البنسلين وأنواع الحساسية الأخرى من المضادات الحيوية أمر شائع.
وباستبعاد حساسية المضادات الحيوية يمكن للطبيب وصف أكثر المضادات الحيوية ملاءمة عند الحاجة.
وفق دراسة طبية حديثة.. نصف المضادات الحيوية توصف دون تشخيص للعدوى
بعد سنوات من التحذيرات الصحية حول سوء استخدام المضادات الحيوية، كشفت دراسة طبية جديدة أن المشكلة مازالت بعيدة المنال عن الحل، إذ وجد الباحثون أنه من بين أكثر من 500 ألف وصفة للمضادات الحيوية تم تحليلها، تم وصف ما يقرب من نصفها دون تشخيص متعلق بالعدوى، وتم إعطاء نحو 20% من المضادات عبر الهاتف دون زيارة عيادة الطبيب.
قلق
وقال الباحث «جيفري ليندر»، رئيس قسم البحث في كلية فينبيرج للطب في جامعة نورث وسترن في شيكاغو إنه من غير الواضح كم من هذه الوصفات غير مناسبة في الواقع.
موضحًا، أن فريقه نظر في سجلات المرضى، وأن «الترميز السيئ» يمكن أن يكون جزءا من المشكلة، مشيرا إلى النظام الذي يستخدمه الأطباء لتسجيل التشخيص.
ومع ذلك، فإن النتائج تثير القلق.
واقترح الباحثون أن بعض الأطباء ما زال يصف المضادات الحيوية بسهولة -ربما، جزئياً، لأنهم يفترضون أن المرضى راغبون في التداوي بها.
لكن مثل هذا الاستخدام المضاد للمضادات الحيوية هو القوة الدافعة وراء انتشار مشكلة العدوى المقاومة للمضادات الحيوية.
فاعلية
وأضاف الباحثون أن المضادات الحيوية فعالة فقط ضد الالتهابات البكتيرية -وليس نزلات البرد العادية أو غيرها من الأمراض التي تسببها الفيروسات.
فعندما يستخدم المرضى المضادات الحيوية دون داع، فإن ذلك يعرض البكتيريا للأدوية ويمنحها فرصة للتحور وتصبح مقاومة.
لذلك، ظل خبراء الصحة العامة منذ سنوات يحذرون الأطباء والمرضى من استخدام المضادات الحيوية العشوائية.
وبالنسبة للدراسة الحالية، نظر الفريق البحثي في ما يقرب من 510،000 وصفات للمضادات الحيوية تم توزيعها في 514 عيادة طبية على مدار عامين.. وتضم الوصفات الطبية أطباء وممرضات ومساعدين طبيين في الرعاية الأولية والتخصصات مثل أمراض الجهاز الهضمي والأمراض الجلدية.