أعلنت مستشفيات شمال قطاع غزة لأول مرة، افتتاح أقسام خاصة باستقبال حالات سوء التغذية والجفاف، في ظل المجاعة التي تحاصر أكثر من 700 ألف فلسطيني شمال القطاع بسبب مواصلة الجيش الإسرائيلي قطع طرق الإمدادات الغذائية والأدوية والمحاليل الخاصة بالأطفال.
وأكد مستشفى «كمال عدوان» أنه افتتح على الرغم من قلّة الإمكانات، قسماً خاصاً باستقبال حالات سوء التغذية، في ظل انتشار المجاعة شمال القطاع، مع نفاد مخزون الأغذية منذ عدة أسابيع، ومنع وصول المساعدات المقدمة من منظمات دولية.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني من جهته، أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة كارثية، خصوصاً في ظل انتشار الأمراض والأوبئة، نتيجة حالة الاكتظاظ الشديدة في مراكز الإيواء، مؤكداً أن نحو مليون فلسطيني أصيبوا بالأمراض المعدية، محذراً من انتشار وباء «الكوليرا» في صفوف النازحين.
وكشف الهلال الأحمر الفلسطيني عن انتشار «الوباء الكبدي» بين الغزيين، حيث تم تسجيل آلاف الحالات المصابة بهذا الوباء.
بدوره، كشف مصدر فلسطيني أن المجاعة في غزة قتلت 40 طفلاً، فيما يواجه 3500 طفل خطر الموت بسبب سوء التغذية ونقص المكملات الغذائية والتطعيمات.
وحذر المصدر من تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مع تفاقم معاناة السكان الذين يفتقدون لأبسط مقومات الحياة الإنسانية في ظل الحصار المستمر والقصف المتواصل.
بدورها، أفادت الأمم المتحدة بأن الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية الصحية والقيود المفروضة على الحركة في الضفة الغربية المحتلة تمنع الوصول إلى الخدمات الصحية.
وأوضح صندوق الأمم المتحدة للسكان عبر حسابه في منصة «إكس»، أمس أن 8 آلاف امرأة حامل في المنطقة سيلدن الشهر المقبل.
وقال: «15 بالمئة منهن سيواجهن مضاعفات، ونقص الرعاية الطبية يمكن أن يعني عقوبة الموت».
وفي 15 يونيو الحالي، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن قلقه من الأزمة الصحية المتفاقمة في الضفة الغربية المحتلة، داعياً إلى توفير حماية فورية وفعالة للمدنيين والخدمات الطبية هناك.
وفي السياق، أعلنت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة والمعنية بالجرائم المرتبكة في الأراضي الفلسطينية المحتلة أن إسرائيل قتلت وتسببت في إعاقة عشرات آلاف الأطفال في قطاع غزة.
جاء ذلك على لسان رئيسة اللجنة نافي بيلاي، أمس، في اجتماع حول تقرير اللجنة على هامش الدورة 56 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية.
وأضافت بيلاي: «من المحتمل أيضاً أن يكون آلاف الأطفال تحت الأنقاض جراء الغارات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي على غزة».
وأشارت إلى أن الحرب الإسرائيلية أثرت بشكل خطير على البنية التحتية اللازمة لرفاهية الأطفال، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والخدمات الأساسية.