كورونا

بعد نحو ثلاثة أسابيع من ظهور فيروس كورونا المستجد في الصين، وانتقاله تباعًا إلى دول العالم، أعلنت السعودية أمس الأول، حالة إصابة بالفيروس لمواطن قادم من إيران عبر مملكة البحرين.ولعل الكشف عن هذه الحالة بعد هذه الأسابيع جاء نتيجة الجهود التي تبذلها السعودية لمراقبة الحالة الصحية لحركة القادمين للمملكة في المنافذ الدولية، خاصة من الدول الموبوءة بالمرض، وعلى رأسها إيران والصين.

اكتشاف الحالة الأولى بهذه الآلية يشير إلى الجدوى من الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السعودية في الأسابيع الماضية، بتعليق سفر المواطنين وأبناء دول الخليج بالبطاقة الشخصية، واستبدالها بجواز السفر الذي يبيِّن حركة تنقلات المسافرين، والدول التي توجهوا إليها؛ وهو ما يساعد على توخي أقصى درجات الحذر في حال قدوم مسافرين من دول موبوءة بالفيروس.

ويبدو أن خبرة السعودية في التعامل مع فيروس كورونا في نسخته القديمة جعلتها اليوم أكثر دراية بما ينبغي فعله من خطوات وإجراءات لمواجهة المرض في نسخته الجديدة، والحد من انتشاره. هذه الخبرة دفعتها لتعليق تأشيرات العمرة لحماية ضيوف الرحمن من براثن المرض القاتل في حال انتقل إلى التجمعات البشرية في الحرمين الشريفين، كما دفعتها إلى منع سفر الخليجيين بالبطاقة الشخصية، واعتماد جوازات السفر بدلًا منها.ويضاف إلى ذلك، الإجراءات الاحترازية والحجر الصحي، وأماكن العزل التي وفرتها وزارة الصحة في ربوع السعودية تحسبًا لأي طارئ.وتتمركز الكثير من الإجراءات الاحترازية التي تتخذها السعودية في مواجهة مرض كورونا في المنافذ البرية والجوية، التي تعتبر المدخل الرئيسي لدخول المرض.

وقد دعمت السعودية هذه المنافذ بالكثير من الأجهزة الطبية والمعدات اللازمة والكفاءات البشرية في مكافحة العدوى. وهذا يحسب للمملكة والجهات المختصة فيها التي أكدت اليوم على لسان وزير الصحية، الدكتور توفيق الربيعة، أن المرض وباء عالمي، لن تكون أية دولة في منأى عنه، وأن إمكانات الدولة تظهر في الحد قدر الإمكان من انتشاره.وأصبحت إيران اليوم مرتعا للفيروس في منطقة الشرق الأوسط بعدد حالات إصابة يتجاوز 1500 حالة، وعدد وفيات بلغ نحو 65 حالة.

 وستوجِّه السعودية بوصلة اهتماماتها لهذه الدولة والقادمين منها، خاصة أن إيران -على ما يبدو- لا تتخذ أي إجراءات احترازية للحد من انتشار المرض لديها، وباتت أشبه بمصدر أول له لدول المنطقة. ويرى الكثير من المتابعين أن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السعودية لمواجهة فيروس كورونا كانت صائبة، وهي خلاصة خبرات متراكمة في التعامل مع الأمراض الوبائية، وأكدوا أن مثل هذه الإجراءات لن تمنع المرض من وصوله إلى السعودية، ولكن ستقلل الإصابة به إلى الحد الأدنى.