القاهرة _ صوت الإمارات
أعاد الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة ، وإستشارى الأطفال ، وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس ، اكتشاف المزايا المناعية للطعمية ، أشهر وجبة شعبية مصرية أخترعها المصريون قبل نشأة بعض الدول التى تدعى اختراعها وتضعها على برامجها كعنصر للجذب السياحى ، مؤكدا أن للمصريين حق الملكية الفكرية للطعمية باعتبارها مصرية أصيلة ، وأنها انتقلت من مصر للعديد من دول الشرق الأوسط ، و نقلها المهاجرون المصريون معهم لدول المهجر .
وشدد على أهمية أن يفتخر المصريين عامة والشباب خاصة بإرثهم الثقافى ، وبأطعمتهم الشعبية بعد أن ثبت أهميتها الغذائية ، لدحض محاولات إدعاءات و إفتراءات سلخ هويتها المصرية و طمسها ، والاستحواذ عليها ونسبتها لدول أخرى باعتبارها من أكلاتهم الشعبية ، يساعدهم فى ذلك دون قصد الشباب الذين يطلقوا عليها أسماء غربية مستحدثة مثل "الجرين برجر " ، ذلك المسمى الذى انتشر مؤخرا على الطعمية ضمن مصطلحات قاموس الشباب ، موضحا أن كلمة طعمية مشتقة من كلمة طعم وهى عربية ، وأن إسم "فلافل " المرادف لها مشتق من كلمة قبطية "فا"، "لا"، "فل" تعنى ذات الفول الكثير .
وأضاف - فى حديث خاص اليوم لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن الطعمية طعام شعبى مغذ ومفيد ، ومن المأكولات المحببة والمنتشرة تجاريا فى مصر ، إلى جانب أنها من الأغذية المناعية ، ومصدر جيد للبروتين ومكونات الطاقة والفيتامينات ، ومصدر رخيص للبروتين والألياف الغذايئه ، والنشويات والحديد ، وفيتامين ب و البوتاسيوم والماغنسيوم ، وذلك لاحتوائها على خليط من الفول والتوابل والأعشاب الخضراء كمكونات أساسية فيها .
وذكر بدران ، أن البقول عامة والتى تدخل فى إعداد الطعمية خاصة ( الفول المدشوش ) غنية بمضادات الأكسدة ، ويقلل تناولها من معدلات الإصابة بالسرطانات خاصة سرطان القولون ، وعزى ذلك إلى قيام البكتيريا الصديقة الموجودة فى الأمعاء بتحويل ألياف البقول إلى مايعرف علميا (بحمض البيوتيريك) ، الذى يحافظ على سلامة خلايا القولون ، حيث كشفت التجارب المعملية أنه يمنع تكاثر خلايا القولون المسرطنة ويدفعها للإنتحار المبرمج ، مشددا على ضرورة نقع البقول لمدة ٨ ساعات قبل استخدامها للتخلص من السموم ، ومضادات الأنزيمات الناشئة عن عمليتى التجفيف والتخزين ، إلى جانب أثر عملية النقع والطبخ فى زيادة كمية الألياف فى البقول ، مما يقلل من غازات البطن ، ويسهل هضمها والاستفادة من مكوناتها .
وتابع ، أن دراسة حديثة أثبتت أن معدلات إصابة النساء اللآئى يحرصن على تناول البقول بسرطان الثدى أقل من العازفات عن تناولها ، وذلك لقدرتها فى رفع مناعة الجسم ، موضحا أن الخضرة التى تدخل فى إعداد الطعمية تتميز بأنها رافعة للمناعة غنية بالألياف الغذائية، و بها مضادات للأكسدة .
ونوه الدكتور بدران إلى ما أكدته أحدث الأبحاث أن "البقدونس "، يعد أفضل مصدر لحمض " الأبيجينين " ، الذى يكافح أورام البروستاتا والجهاز الهضمى ، ويكبح نمو الخلايا السرطانية ، ويحرضها على الإنتحار المبرمج ، و يعوق نمو الأوعية الدموية التى تغذى أنسجتها ، و يخفض مستوى الجلوكوز داخلها ، و يمنع تغيير طبيعة و هيكل الأغشية الهلامية المحيطة بها ، ويمنع تقدم خلاياها بمنع عمل جزيئات اللإتصاق بالخلايا التى تسهل للخلايا السرطانية الإنتشار فى الخلايا المجاورة لها، ويعرقل عمل كيمياء التواصل عبر مسارات الإشارات التى تجيده الخلايا السرطانية لخداع الخلايا السليمة المجاورة .
وقال إن الأبيجينين يخفف من أعراض الإلتهاب الرئوى ، ويخفض مستوى مضادات الأجسام المناعية التى تزيد مع الحساسيات المختلفة ، والتفاعلات الكيمائية المرتبطة بظهور أعراضها ، ومضاد للإلتهابات والتقلصات ، ويوقف إنتاج حمض اليوريك مما يعنى غياب النقرس، ويحمى الشفرات الوراثية من التدمير، ويؤخر الشيخوخة والأمراض المزمنة .
وأشار بدران ، إلى الفوائد الصحية للمكونات الثومية فى الطعمية ، قائلا إن الألياف الغذائية الموجودة فى البصل والثوم والتوابل التى تضاف لعجينة الطعمية ، ترفع المناعة وتقلل من الحساسية ، وترفع المناعة المخاطية المعنية بسلامة الجهاز التنفسى ، وتعد مصدرا غنيا بجميع الفيتامينات ، و منجم لمعادن الكالسيوم و البوتاسيوم والمنجنيز و الحديد والماغنيسيوم والفوسفور والزنك ، وتعمل كمضاد قوى لأكسده يحمى من الملوثات الخارجية والجزيئات الضارة التى تتكون داخل الجسم ، ويحافظ على سلامه الخلايا وحيويه الانسجة ، ويفيد فى علاج الربو ، ويكافح نزلات البرد ويهدئ الكحة .
وأشار كذلك إلى أنه بالرغم من الأهمية الغذائية للطعمية التى لم تعد طعاما الفقراء فقط ، إلا إن هناك عدة محاذير يجب مراعاتها عند تناولها تتمثل فى الإعتدال لتجنب الآثار الصحية الضارة الناشئة عن قليها فى الزيت ، حيث تزيد الأطعمة المقلية من نسبة الدهون والكوليستيرول فى الجسم ، وتسبب زيادة الوزن والسمنة ، وأمراض القلب ، منوها إلى أن كل ١٠٠ جرام منها يحتوى على 333 سعرا حراريا .
وأوضح مستشار الحساسية ، أنه من الأفضل صنع الطعمية أو قليها على الأقل فى المنزل ، وتناولها طازجة مع سلاطة خضراء طازجة ومتعددة الألوان ، واستخدام زيت القلى لمرة واحدة ، حيث تنشأ تغيرات كيميائية نتيجة تكسير الزيت أثناء الغليان ، وينتج عن تأكسده مواد تعتبر من الشوارد الحرة الضارة بالصحة العامة ، والتى تزيد من معدلات الإصابة بالسرطانات وأمراض القلب وتقلل المناعة ، وتزيد من الحساسية التنفسية الشاملة وتسبب ضيق المجاري الهوائية .