واشنطن – صوت الإمارات
كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في كلية طب سان دييجو بجامعة كاليفورنيا أن 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل إلى القوي معظم أيام الأسبوع قد يقي من الشيخوخة البيولوجية المتسارعة الناجمة عن الجلوس لفترات طويلة.
وقد وجد الباحثون – في سياق أبحاثهم التي نشرت نتائجها مؤخرا فى دورية " جورنال أوف إبديميولوجى" الأمريكية - أن النساء المسنات اللاتي مارسن أقل من 40 دقيقة من النشاط البدني اليومي ما بين المتوسط و القوى ، واللاتي يجلسن أيضا لأكثر من عشر ساعات في اليوم، لديهن تيلومير أقصر، وهى العلامة البيولوجية لشيخوخة الكروموسومات ( أوالصبيغات الوراثية داخل نواة الخلية). وشدد الباحثون على أن أحد أكبر المخاطر الصحية الناجمة عن العيش في العصر الرقمي الحديث ،هو الجلوس ثماني ساعات أو أكثر يوميا.
يذكر أن التيلوميرات هي بنية بروتين الحمض النووي، والتي تبدو وكأنها تتوج أطراف كل كروموسوم داخل الخلية، فمهمة التيلوميرات هو حماية الكروموسوم والحفاظ على سلامته بمنع تدهوره، وإصابته بالقصر، أو الإندماج مع الكروسومات المجاورة ، حيث أنه مع مرور الوقت، يصبح التيلومير أقصر.
وتؤكد الدراسة أنه مع التقدم في العمر،تصاب خلايا الإنسان بالكبر، ومن الطبيعي أن يقصر طول التيلوميرات.
وقد أشار العلماء إلى وجود عدة عوامل تؤثر في الإسراع بقصر طول التيلومترات، ومنها نمط الحياة والعادات اليومية مثل الخمول المزمن، والإجهاد، والتدخين،والسمنة. ويرتبط قصر طول التيلوميرات بتسارع شيخوخة الخلايا، والإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وبعض أنواع السرطان.
وخلص الباحثون إلى أن الجلوس لفترات طويلة مصحوبا بقلة النشاط البدني، هو بمثابة ضربة مزدوجة، من شأنها التعجيل بالشيخوخة البيولوجية التي تتميز بقصر طول التيلوميرات. ومع ذلك، فإن النبأ السار الذي أشارت إليه الدراسة،هو أن النساء اللواتي يميلن إلى الاسترخاء والجلوس معظم النهار لم يتميز التيلومير لديهن بقصر الطول إذا مارسن أي شكل من أشكال الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل في اليوم، معظم أيام الأسبوع.