منظمة الصحة العالمية

 دعت منظمة الصحة العالمية اطراف النزاع باليمن، في ذكرى مرور عام على اندلاع الصراع، الى الالتزام بتسهيل الوصول الإنساني والطبي لمناطق البلاد كافة، واحترام سلامة العاملين الصحيين والمرافق الصحية التي تعمل أساساً في ظروف صعبة.

ويصادف هذا الأسبوع مرور عام على اندلاع الصراع في اليمن، حسب بيان اصدرته منظمة الصحة العالمية اليوم الاثنين وحصلت (بترا) على نسخة منه، والذي اشار الى ان أحداث العنف خلفت تأثيراً مدمراً على الملايين من المدنيين الأبرياء، وتسببت في معاناة لا حدود لها، فمنذ آذار 2015، لقي ما يزيد على 6200 شخص حتفهم وأصيب أكثر من 30 الف شخص.

ويحتاج أكثر من 21 مليون شخص (أي حوالي 82 بالمئة من إجمالي السكان) إلى مساعدات إنسانية، بمن فيهم حوالي 5ر2 مليون نازح وفق البيان الذي لفت الى ان أكثر من ثلث السكان المحتاجين يقطنون في مناطق يستحيل أو يصعب الوصول إليها.

وقال البيان "حتى قبل الأزمة الراهنة، كان النظام الصحي يواجه بعض التحديات، غير أن العنف الدائر أدى إلى المزيد من التدهور للوضع الصحي.

ويجد ما يقرب من 19 مليون شخص صعوبة في الحصول على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، ما يجعلهم عرضة لخطر الإصابة بالأمراض المعدية مثل حمى الضنك والملاريا والكوليرا".

واضاف، "يحتاج ما يزيد على 14 مليون شخص للخدمات الصحية العاجلة، بمن فيهم أكثر من مليوني طفل يعانون من سوء التغذية الحاد إضافة للنساء الحوامل والمرضعات، ولكن على الرغم من هذه الاحتياجات العاجلة، فإن حوالي 25 بالمئة من المرافق الصحية أغلقت أبوابها بسبب الأضرار التي تعرضت لها أو نقص الكوادر الطبية والأدوية وغيرها من الموارد".

وفي هذا الصدد، قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الدكتور علاء الدين العلوان، ان حجم الاحتياجات الصحية في اليمن هائل، والعمل خلال فترات الصراع ليس بالأمر الهين، مبينا انه خلال العام الماضي، اضطرت منظمة الصحة العالمية إلى إرسال الأدوية والمستلزمات المنقذة للحياة عبر القوارب عندما كانت الطرق مغلقة، وكذلك نقل المياه الآمنة للمرافق الصحية عبر عربات تجرها الدواب بسبب نقص الوقود".

وتمكنت منظمة الصحة العالمية منذ آذار 2015 من الوصول الى 7 ملايين شخص من خلال توزيع حوالي 450 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية، وتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية المتكاملة، بما فيها خدمات الصحة النفسية، عبر الفرق والعيادات الطبية المتنقلة وتوزيع أكثر من 150 الف قارورة انسولين.

وساهمت منظمة الصحة العالمية مع الشركاء في تطعيم أكثر من خمسة ملايين طفل دون الخامسة ضد شلل الأطفال وتطعيم أكثر 4ر2 مليون طفل دون سن الخامسة عشرة ضد الحصبة والحصبة الألمانية، مثلما وفرت مليون لتر من الوقود للمستشفيات ومليوني لتر من المياه النظيفة للمرافق الصحية ومخيمات النازحين.

واكد الدكتور علوان انه على الرغم من الجهود التي بذلتها المنظمة حتى الآن، إلا أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين فعله للاستجابة للاحتياجات الصحية للسكان في اليمن.

وقال في هذا السياق، "ينتابني قلق شديد إزاء محدودية التمويل للقطاع الصحي، والذي لم يتلق حتى الآن إلا 6 بالمئة فقط من الدعم المطلوب للعام 2016".