القاهرة ـ صوت الإمارات
تغنى الجيل القديم في فلسطين به لا بسبب طعمه اللذيذ بل وفوائده الصحية الجمة، الا أنه لم يعرفْ طريقه إلى كل مائدة بسبب سعره المرتفع عند التصدير. إنه فاكهة البوملي التي تنافس في فوائدها الصحية كل أنواع الحمضيات وحتى الفاكهة مثل البابايا وغيرها. عرف المستهلك في المانيا تلك الفاكهة الغنية بفوائدها الغذائية منذ سنوات قليلة بعد تعرفه على الكريب فروت، وتُعتبر اليوم سيدة الفاكهة ومن يشتم رائحة قشرتها الذكية عند تقشيرها يدرك ذلك. وأهم ما في البوملي احتواء الحبة الواحدة على الكثير من الفيتامينات والقليل من السعرات الحرارية. وما يمكن ملاحظته أن هذه الفاكهة تتفاعل مع بعض الأدوية بشكل إيجابي عند أكلها.
ورغم تشابه فاكهة البوملي مع بعض انواع الحمضيات لكن من الممكن تمييزها بسهولة ، فشكلها شبيه بشكل الاجاصة والحبة الواحدة تزن عادة ما بين النصف كلغ والكلغرامين. ويصل قطرها حتى الـ 25 سنتم، لذا يمكن شراء حبة واحدة من أجل التمتع بأكلها لمدة طويلة. ويميل لون قشرتها السميكة بين الأصفر وحتى الاخضر الفاتح، وفي شهر تشرين الأول( نوفمبر) عندما يبدأ موسم قطافها تصبح بعض حباتها باللون الزهري ويكون طعمها طيب، وأهم مناطق زارعتها الأراضي الفلسطينية المحتلة واسرائيل وجنوب أفريقيا وشمال شرق آسيا والولايات المتحدة الأمريكية والصين التي تنفرد بتصدير نوع يطلق عليه اسم بوملي العسل أو هانيمون بوملي وله طعم طيب ورائحة جميلة، وما يميزه عن بقية الفاكهة أن لونه الخارجي يحدد الطعم، فإذا كان لون قشرته يميل إلى الأخضر يكون الطعم احلى، وإذا كانت قشرته ذابلة قليلة فإن الطعم يكون كما العسل. ولأن البوملي لا يحتوي الا على القليل جداً من السعرات الحرارية فإنه فاكهة يمكن تناولها بين وجبات الطعام، وحسب حلاوة طعمه فإن كل مئة غرام منه يحتوي ما بين الـ 25 والـ 50 سعرة حرارية، واهم العناصر الغذائية فيه الفيتامين سي، فكل مئة غرام يحتوي على 41 ملغ من هذا الفيتامين المفيد للصحة.
وفيه ايضاً كمية لا بأس بها من الكاليوم والمغنيسيوم والفوسفارت، والفائدة التي لا توجد في حمضيات اخرى أن مادة ليمونان المسببة لطعم المرارة تحفز الأمعاء وتنشطها وتمنع حدوث حموضة وتقوي جهاز المناعة. كما يستخرج من اوراق البوملي وقشوره وزهره زيوت تدخل في صناعة بعض العقاقير لعلاج امراض القلب، كما وأن نقوع البوملي يخفض الحرارة خاصة في فصل الشتاء بسبب الفيتامين الذي يحتويه، ويصفه الأطباء حالياً لتخفيض نسبة الكولسترول في الدم.
لكن وكما هي الحال مع الكريب فروت لا ينصح مرضى يتناولون أدوية خاصة لمعالجة انخفاض ضغط الدم بتناوله لما له من تاثير غير مرغوب به عليهم وهذا لا يعرفه الكثيرون، ومن بين هذه المواد المؤثرة المادة المرة المسماة نيرنجين. ففي الوقت الذي تنفع في خفض الضغط المرتفع فإن هذه المادة تتحول في الجسم إلى مادة اسمها نيرينجنين تلحق الضرر الكبير باصحاب الضغط الدموي المنخفض ولها تأثير سلبي على الكبد، لأنه لا تتجانس مع الأدوية التي يتناولونها، وقد تسبب مشاكل كبيرة منها انخفاض ضغط الدم بشكل سريع وقوي.