القاهرة _ صوت الإمارات
قدمت الناقدة عزة هيكل أستاذة النقد الأدبي والأدب المقارن رؤية نقدية وفنية لفيلم «جواب اعتقال»على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وأوضحت هيكل أن فيلم «جواب اعتقال» لمحمد سامي كاتبًا ومخرجًا، ومحمد رمضان في دور البطولة يطرح قضية الإرهاب المتغلغل في حياتنا.
أكدت الناقدة عزة هيكل في رؤيتها النقدية أن الفيلم يعكس الواقع الفكري والثقافي، وكذلك يصور المشهد السياسي والاجتماعي للخلفية الأمنية والصراع الدائر على عدة مستويات داخل المجتمع المصري منذ أن انطلقت شرارة يناير 2011 واعتلى المنبر رجال الدين وأطلقوا شعارات الحرية والعدالة والكرامة من منطلق ديني يستخدم الدين الإسلامي كوسيلة ومدخل إلى السيطرة على عقول وقلوب الشباب الذين هم الفئة العمرية الأكبر في المجتمع المصري والعربي.
وأشارت هيكل أن البناء الدرامي للفيلم بسيط واستطاع أن يصل إلى المشاهد يدفعه إلي التفكير في مضمون وهدف الإرهاب الذي يتخذ من التدين ستارًا واهيًا لتبرير الوصول إلى السلطة وإن كان الخطأ الدرامي الذي وقع فيه الكاتب والمخرج محمد سامي هو أن بناء شخصية خالد الدجوي المهندس الذي يعمل بالحى وفي ذات الوقت قائد الجناح العسكرى للإخوان والجماعات الدينية المتشددة والتى لها رجال فى الإعلام وفى الاوقاف وفى معظم مؤسسات الدولة.. تلك الشخصية التى لديها نقطة ضعف أو عدة نقاط ضعف أهمها حبه الشديد لابنة عمه الاستاذة بكلية دار العلوم وأيضًا أخوه الشاب المتحمس المندفع للجهاد وأخيرًا نقطة ضعفه الاساسية والاولى وهى عقدة النقص بسبب كونه ابن خادم المسجد ما دفعه لأن يكون طاووسًا يتباهى بقوته البدنية والعقلية فيتخذ من الإرهاب والقتل والتنفيذ للعمليات الإرهابية وسيلة لجمع المال والتباهى بالقوة والثروة والتدين المظهري، أما شخصية الضابط إياد نصار فهي شخصية مساعدة للبطل وكذلك لدينا الشربيني، وجميع الشخصيات هامشية تخدم الطاووس الذى تعاطف معه الجمهور خاصة الشباب وبكت أعينهم لحظة موته البطولية وهو يقتل الشيخ مصطفى فواز الذى ذبح أخاه وبعث له برأسه فى صندوق.
وأوضحت دكتوره عزة هيكل أن المدخل الإنساني للإرهاب ومحاولة فهم التكوين النفسي لشخصية الإرهابي محاولة تستحق الإشادة وليس الهجوم بدعوى أن المخرج ليس لديه عمق وفلسفة سينمائية تختص بالجماعات الإرهابية وكيفية تقديمهم على الشاشة بصورة الأكشن الممزوج بالإنسانية كما في فيلم «جواب اعتقال».. وفاطمة بنت عم الإرهابي التي تكرهه بالرغم من كل الحب الذي يدعيه تجاهها هي رمز لمصر التي تدفع ثمن كل من يدعي حبها ويرغب في السيطرة عليها وتملكها.. محمد رمضان فنان بدأ طريقًا جديدًا للتنوير والتغيير الإيجابي والعمل يستحق الالتفات والمشاهدة.. لن نقضي علي الإرهاب بالأمن فقط لكن بالفكر والفن والتعليم والثقافة.