كارول سماحة

أمسية استثنائية في "انطلاق مهرجانات البترون الدولية"، استطاعت خلالها الفنانة كارول سماحة إرضاء الأذواق كافة، وأن تجذب الأبصار إليها مع كل أغنية تؤديها، لذكائها في الاختيار والتنويع الذي لوّن حفلها، فكانت مشرقة كعروس بثوبها الأبيض، وملكة على المسرح تفرض حضورها.

في زمن الصورة تملك كارول صوتًا يظل رقيقًا ولو قوي، تدهشك مع كل أغنية تؤديها، فمن "أغنية "غبتوا كتير يا حبايب" للفنان الراحل زكي ناصيف، إلى أغاني كارول الخاصة الجديدة: "روح فل" و"تطلع فيي هيك" و"غالي عليي" وغيرها، وصولًا إلى غناء الطرب للسيدة أم كلثوم، والوطني "تعلى وتتعمر يا دار" للشحرورة صباح، لا يمكن إلّا أن تكون مندهشًا أمام ما تسمعه منها، حيث تنقل جمهورها من حقبة إلى أخرى من الطرب والأصالة، إلى الرومانسية والعصرية، من دون الوقوع في أي خطأ، أو جو يخلو من الرقيّ والإتقان، وهذا الأمر بات عملة نادرة بعد ما بتنا نسمعه ونراه من بعض فنانات اليوم.

بعد أن أنهت كارول أغنيتها الأولى ومن ميناء البترون-شمال لبنان، ومنظر البحر الخلاب على يمينها، أعربت كارول عن حبها للبترون وأهلها، لافتة الى أنّ "مهرجانات البترون باتت تحتل موقعًا مميزًا ورفيعًا بين المهرجانات، وينتظرها ويقصدها اللبنانيون من كل المناطق". وأشارت إلى أنّ هناك 160 مهرجانًا في لبنان خلال شهري "تموز" و"آب"، وهو عدد ضخم قياسًا لمساحته. وقالت: "هذا هو لبنان وهذا هو شعبه الذي يحب الحياة والموسيقى والفن."

كواليس حفل كارول

في كواليس الحفل، بضحكة ومحبة استقبلت كارول سماحة كاميرا "سيدتي نت" وقالت (ممازحة)، "ما اشتقتلكم ، منذ اسبوع كنت موجودة على غلاف مجلتكم". سألنا كارول عن سرّ مواظبتها الدائمة للقيام بتمارين الصوت قبل أي حفل لها، فقالت: " الفنان الجدّي الذي يحمل مسؤولية فنّه ويفكر قبل أشهر ماذا سيغني؟ وكيف سيختار أغنياته؟ وكيف سيكون هذا المهرجان مختلفاً عن قبله من دون أن يكرّر نفسه؟".

وعن عدم اعتمادها على أي "Show" في حفلها قالت: "الأمر يكون متعلقًا في بعض الأحيان بعملية الـ"Production"، وفي هذا الحفل ركزت على الصوت والغناء والألوان الطربية، وكما لاحظت كان هناك تركيز على الأغنية اللبنانية، وموجودة بنصف لبنان، وأعلم ما الذي يحبونه وغنوا أكثر مني الحمد لله".

وعن الفرق بين إحيائها لمهرجانات خارج بلدها قالت "الريبرتوار خارج لبنان يكون مختلفًا تمامًا، فمثلًا حين أغنّي في مصر، اختار أغاني غير التي اختارها في لبنان، فلا أختار الدبكة في مصر، وهنا اخترت "تعلى وتتعمر يا دار"، و"ما بدي آكل ولا اشرب"، لأنني أعلم ماذا يريد الجمهور سماعه مني، وفي بعض المهرجانات أغني الاسبانية، كما غنيت الطرب لأنه لا زال هناك أشخاص لم يسمعوني بهذا اللون، بالنهاية، بحسب مزاجي وبحسب المكان، وعلى أساس هذين الأمرين أقوم باختيار أغنيات حفلتي.

نقاطعها: "توقعنا أن تقومي بغناء الأغنية الإسبانية الشهيرة "ديسباسيتو"؟

(تضحك) لا، عندما أديتها على "انستقرام" كانت مجرد مزحة، والكل اعتقد أنني سأغنيها، وأنا قمت بإعلان للحفل، ولكن لم تكن ضمن البرنامج الذي وضعته. وتابعت ممازحة: " بعد في امي ما غنت ديسباسيتو".

وعن تفاصيل فيلمها السينمائي قالت: "الفيلم بشهر "سبتمبر" وهو قصة اجتماعية لبنانية، أحببت النص الذي كتبته كلوديا مرشليان، وانجذبت إلى دوري، وبصراحة كل الأدوار الموجودة في الفيلم تُعتبر "بطولة"، ويشاركني بديع أبو شقرا، وباميلا الكيك، وغيرهما الكثير.

 وتابعت "الفيلم اسمه "بالصدفة" وأغنيته عنوانها هكذا، وأنا سأقوم بتأديتها وانتهينا من تحضيرها، وهي أغنية رومانسية ورائعة أنا أحببتها جدًّا، على أمل أن يطلبها الناس مني لاحقًا في حفلاتي".

ولم ننسَ سؤال كارول عن ابنتها تالا التي عبّرت عن اشتياقها لها وهي موجودة معها في لبنان، ولكن لا تعطيها الوقت الكافي عندما تكون مرتبطة بحفل غنائي. وتابعت، "انتظر غدًا لأستيقظ وأقضي وقتي معها".

بعد انتهاء المقابلة مع كارول وفي كواليس الحفل، دخلت المعجبة التركية الشهيرة والتي تدعى زينب، حيث تكلمت بالانكليزية مع كارول، وعبّرت لها هي وعائلتها الذين أتوا خصّيصًا من اسطنبول لحضور الحفل، عن مدى حبهم وإعجابهم بها. هنا، أظهرت كارول انسانيتها المعروفة وضمّتها إلى صدرها وشكرتها على محبتها، وقالت إنها تقدّر مجيئها كثيرًا من تركيا، ورغم انها لا تفهم أغلب الكلام". واللافت أنّ زينب أحضرت هدية عبارة عن نجمة زرقاء خصيصًا لكارول، لتحرسها من صيبة العين، فشكرتها كارول على هديتها المميزة وقالت لها: "نعم أحتاج لها كثيرًا".

لم تنتهِ المفاجآت في كواليس الحفل، حيث دخل بعض الأشخاص من بلدة كارول سماحة وفاجأوها بعد غياب 10 سنوات، فانهمرت دموعها لأنها تذكرت الأيام التي كانت تقضيها معهم، وتذكرت والدها الراحل والمكان التي كانت موجودة فيه، والتقطت الصور التذكارية معهم.

حفل موفق بكل المقاييس لنجمة تعدّ أكثر من شاملة، لا تتسع الحياة لابداعاتها إن كان على صعيد الغناء أم في الرقص والتمثيل، ولا ترضى إلا أن تكون "نجمة" في كل شيء...وهذا ما جعل الجميع يطلق عليها "وحشة مسرح" تستحقها عن جدارة، بعد كل حفل تحييه سواء في بلدها أو في خارجه