الاتحاد الأوروبي

تسير العلاقات التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي إلى مزيد من التعاون والتنسيق، حيث اتفق قادة الصين والاتحاد الأوروبي على ضمان المنافسة العادلة وتعزيز حركة التجارة بين الطرفين وذلك خلال محادثات جرت بين الجانبين، وفقا لبيان صادر عن الحكومة المركزية بالصين.

وجاء هذا خلال لقاء بتقنية الفيديو بين رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانج ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين.

وأفادت وكالة بلومبرج للأنباء أن "لي" أبلغ القياديين الأوروبيين أن الرئيس شي جين بينج سيعقد لقاء معهم عبر تقنية الفيديو، دون تحديد موعد لذلك.

وذكرت بلومبرج أن الجانبين اتفقا على ضرورة تعزيز التنسيق فيما يتعلق بالاقتصاد الكلي والعمل على تحقيق الاستقرار في سلاسل التوريد، في محاولة لتعزيز التعافي الاقتصادي العالمي.

وأعربت الصين عن أملها في أن يواصل الاتحاد الأوروبي الاستثمار والإبقاء على الأسواق التجارية مفتوحة، إلى جانب تخفيف القيود على الصادرات إلى الصين.

واتفق الجانبان على تعميق التعاون في مجال تطوير اللقاحات والعقاقير.

كانت فون دير لاين قد قالت قبل انطلاق المحادثات إن هناك فرصة مطلوبة بشدة للمضي قدما في موضوعات مثل التجارة والبيئة وحقوق الإنسان.

وبدأ الصين والاتحاد الأوروبي في 2014 محادثات تستهدف الوصول إلى اتفاق كبير لتنظيم حركة الاستثمار بين الجانبين.

ويرغب الاتحاد الأوروبي في أن تسمح الاتفاقية المنتظرة بفتح السوق الصينية أمام المستثمرين الأجانب وضمان قدر أكبر من الشفافية وتوفير شروط عادلة للشركات الأوروبية التي تعمل في الصين في منافسة شركات صينية مدعومة من الدولة.

انفتاح صيني

ونهاية أكتوبر/تشرين الأول 2019 أبدى وانج يي، وزير الخارجية الصيني، تفاؤله بقرب التوصل لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي حول الاستثمارات المتبادلة.

وقال وانج يي إن لائحة القطاعات التي لا تزال الصين ترفض إتاحتها أمام الاستثمارات الأجنبية تتقلص، وإن البلاد تبدي انفتاحاً متزايداً مما "يخلق ظروفاً مواتية لإنجاز اتفاق حول الاستثمارات المتبادلة.

وأضاف وانج: "نحن واثقون بأن هذا الاتفاق سينجز مع الأوروبيين"، وأن المفاوضات "تحقق تقدماً جيداً".

وتابع أن "القمة التي عقدت هذا العام (بين الاتحاد الأوروبي والصين) شهدت توافقاً لدى قادة الجانبين على ضرورة تحقيق تقدم حاسم في المفاوضات قبل حلول نهاية العام، للسماح بإنجاز اتفاق نوعي في عام 2020".

وأكد وانج انفتاح الصين على "إطلاق محادثات حول اتفاقية تجارة حرة بين الصين والاتحاد الأوروبي"، داعياً لإجراء دراسة جدوى على المدى القصير، مشدداً على أن "الصين والاتحاد الأوروبي أكبر شريكين اقتصاديين وتجاريين".

وكان الاتحاد الأوروبي، أكد أنه لا يريد "حربا باردة" مع الصين، بعد اتهامات ومزاعم تتعلق بحملة تضليل بشأن فيروس كورونا المستجدّ.

وطمأن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بكين، خلال محادثات عبر الفيديو مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، قائلا: "لا تقلق إن أوروبا لن تشرع في أي نوع من أنواع الحرب الباردة مع الصين".

وأظهرت الدراسة، التي أجراها معهد «إيفو» الألماني للأبحاث الاقتصادية، في منتصف العام الماضي، أنه من بين أكثر من 70 ألف صفقة استحواذ جرت منذ العام 2002 في 92 دولة استحوذ المستثمرون الصينيون على 1900 شركة، من بينها 171 شركة ألمانية، أي بنسبة 10 شركات سنويا.

وبحسب بيانات الدراسة، فإن الشركات التي اشتراها مستثمرون صينيون يزيد حجمها في المتوسط 7 مرات مقارنة بالشركات التي اشتراها مستثمرون من دول أخرى.
ضغوط أمريكية

ويواجه الاتحاد الأوروبي ضغوطا أمريكية لاتخاذ موقف أكثر تشددا تجاه الصين. ويشعر الاتحاد الأوروبي‭‭ ‬‬بأنه عالق بين الجانبين الذي يحتاج كليهما ويحجم عن إغضاب أي منهما.

وأبدت حكومات الاتحاد الأوروبي "قلقا بالغا" بشأن قانون الأمن الصيني الخاص بهونج كونج.

ورد البرلمان الصيني بشكل غاضب يوم السبت على قرار للبرلمان الأوروبي يحتج على قانون الأمن.

وتحرص بروكسل على ضمان التعاون مع بكين بشأن سياسة المناخ ولكن الاتحاد الأوروبي يتهم الصين بالتقاعس عن فتح اقتصادها على الرغم من التوصل لاتفاق في 2019 لفعل ذلك.

وأجلت ألمانيا اجتماع قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي مع شي في سبتمبر/ أيلول الماضي، متعللة بفيروس كورونا رغم قول دبلوماسيين إن ذلك يرجع إلى حد ما إلى مأزق في المفاوضات الخاصة بالاستثمار.