اتفاق التجارة الحرة الثنائي

 اتفقت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة يوم الأربعاء على بدء عملية تعديل اتفاق التجارة الحرة الثنائي بينهما بناء على طلب واشنطن، وفقا لما ذكرته وزارة التجارة فى سيئول.

وذكرت الوزارة فى بيان أن الاتفاق تم التوصل اليه خلال المحادثات التى جرت فى واشنطن برئاسة وزير التجارة الكوري الجنوبي كيم هيون جونغ والممثل التجاري الأمريك روبرت ليثيزر.

وقال البيان ان "الجانبين اتفقا على ضرورة تعديل اتفاقية التجارة الحرة لتعزيز المنافع المتبادلة لاتفاقية التجارة الحرة بين كوريا والولايات المتحدة".

وأضاف البيان، أنه وطبقا للقانون الكوري الجنوبي فان الوزارة ستنفذ الاجراءات اللازمة لبدء المفاوضات من أجل إجراء تعديل عليها بما فى ذلك دراسة جدوى اقتصادية وجلسات استماع عامة وتقارير للبرلمان.

ويمثل هذا الإعلان إنجازا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تعهد منذ فترة طويلة بتحديد الصفقات التجارية التى يرى أنها غير مواتية للشركات والعمال الأمريكيين.

وقد اتهمت إدارة ترامب الاتفاق الذي استمر خمس سنوات والمعروف باسم "كوروس"، بزيادة العجز في تجارة السلع مع كوريا الجنوبية. فيما ذكرت سيئول أن العجز سيكون أكبر بدون اتفاقية التجارة الحرة ودعت إلى إجراء استعراض مشترك لتأثيره على الاقتصادين.

وكان اجتماع يوم الأربعاء يمثل الجولة الثانية من المحادثات حول المطلب الأمريكي بتعديل الاتفاقية.

وكان الاجتماع الأول، الذي عقد في سيئول في أغسطس، قد انتهى إلى طريق مسدود. وبعد ذلك هدد ترامب بإنهاء الصفقة لكنه توقف عن القيام بذلك وسط معارضة قوية من داخل البيت الأبيض والكونغرس والصناعات ذات الصلة، فضلا عن التوترات المتصاعدة الناجمة عن التجربة النووية لكوريا الشمالية فى 3 سبتمبر.

وقال كيم للصحفيين فى واشنطن الأسبوع الماضي إنه سيطالب باجراء مراجعة قبل مناقشة تعديلات الاتفاق. لكنه أشار أيضا إلى أن التهديدات بالانسحاب حقيقية وليست "خدعة".

وقد بلغ عجز الولايات المتحدة 27.7 مليار دولار في تجارة السلع مع كوريا الجنوبية ولكنها حققت فائضا قدره 10 مليارات دولار في تجارة الخدمات. ومنذ بدء نفاذ الاتفاق، ازدادت الاستثمارات الكورية الجنوبية في الولايات المتحدة من 2.2 مليار دولار إلى 5.8 مليار دولار ووفرت الاتفاقية 45 ألف وظيفة جديدة.

وقال كيم للصحفيين عقب الاجتماع إن الجانبين "عقدا مناقشات متعمقة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وشرحنا نتائج تقييمنا الخاص حول تأثير الاتفاقية". وأضاف "اعتقد أن ذلك كان جيدا".

وأظهر التقييم فوائد الاتفاقية لكلا البلدين من حيث توسيع التجارة والاستثمار وحصتهما في السوق، وأشار إلى وجود علاقة واضحة بين القضاء على التعريفات الجمركية والزيادات في واردات كوريا الجنوبية من السيارات والآلات والمواد الكيميائية الدقيقة والمنتجات الزراعية والحيوانية، وفقا للوزارة.

وقال البيان "على المدى الطويل، نتوقع أن نرى فوائد اقتصادية متوازنة لكلا البلدين على أساس اتفاقية التجارة الحرة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة".

ويعتزم كبار المفاوضين الاجتماع مرة أخرى خلال زيارة ترامب لكوريا الجنوبية الشهر المقبل.

تجدر الإشارة إلى ان الحكومة الامريكية مطالبة بموجب القانون باعلام الكونغرس قبل 90 يوما من بدء المفاوضات حول التعديل، اي ان المحادثات قد تبدأ فى يناير العام المقبل.