الظهران - صوت الامارات
اعلن رئيس شركة "ارامكو" السعودية أمين الناصر الثلاثاء ان الشركة الوطنية العملاقة التي سيطرح جزء منها للاكتتاب العام، ستواصل عمليات التوسع لتلبية نمو الطلب في سوق النفط العالمية، رغم اسعاره المنخفضة.
وقال الناصر لمراسلين بينهم صحافي في وكالة فرانس برس خلال جولة في مقر الشركة بالظهران في شرق المملكة، "ستستمر أرامكو السعودية في التوسع".
واعتبر انه على رغم الانخفاض الحاد في أسعار النفط منذ منتصف العام 2014، فان فرص التوسع لا تزال متاحة.
وقال "رغم ان (المناخ الاقتصادي الراهن) صعب، الا انه فرصة ممتازة للنمو"، مضيفا "سيكون هناك توسع في مختلف اوجه ارامكو السعودية".
وشدد الناصر على متانة وضع ارامكو التي تنوي السلطات السعودية طرح جزء محدود منها للاكتتاب العام، على ان تخصص عائدات هذا الطرح لتمويل صندوق استثماري يقدر ان تبلغ قيمته الفي مليار دولار، وسيكون الاضخم عالميا.
ويندرج ذلك في اطار خطة اقتصادية طموحة اعلنتها المملكة بعنوان "رؤية السعودية 2030" تهدف لتقليل الاعتماد على العائدات النفطية.
واكد الناصر ان "الاتجاه (في الطلب على النفط) يتزايد"، والشركة "ستلبي ذلك"، موضحا ان المعدل اليومي للانتاج في السعودية بلغ 10,2 مليون برميل عام 2015.
واشار الى ان توسعة حقل الشيبة النفطي التابع للشركة في شرق المملكة ستساهم في زيادة الانتاج بمعدل "250 الف برميل يوميا".
واوضح مسؤولون في الشركة ان عمليات التوسعة في حقل الشيبة ستتيح رفع معدل الانتاج اليومي من 750 الف الى مليون برميل في تموز/يوليو المقبل، الامر الذي يؤكد احتفاظ المملكة بقدرتها الانتاجية اليومية وحجمها 12 مليون برميل.
- مشاريع مشتركة في آسيا -
وانخفضت اسعار النفط بشكل حاد منذ منتصف 2014، وتراجع سعر البرميل من اكثر من مئة دولار، الى مستويات اعلى بقليل من 40 دولارا.
ويعود هذا الانخفاض بشكل اساسي الى فائض في الكميات المعروضة وتباطؤ في نمو الطلب عالميا، خصوصا من الصين.
وتوقع الناصر ان يعود التوازن بين العرض والطلب في السوق النفطية "بحلول نهاية السنة (الجارية، او) في الربع الاول من السنة المقبلة".
وردا على سؤال عن عودة النفط الصخري الاميركي الى الاسواق في حال عودة سعر البرميل الى الخمسين دولارا، رأى الناصر ان ارتفاع الاسعار سيؤدي "طبعا" الى زيادة انتاج النفط بمختلف انواعه.
الا انه اعتبر ان هذا الامر "سيتطلب وقتا"، مضيفا "مع الطلب الاضافي الذي نتوقعه لا ارى مشكلة في انتظام الاسعار".
وكانت السعودية من ابرز الرافضين لخفض انتاجها من النفط، في خطوة رأى المحللون ان سببها الخشية من فقدان حصتها في الاسواق العالمية. كما ان من اهداف المنتجين الكبار بقاء الاسعار منحفضة من اجل دفع منتجي النفط العالي الكلفة للخروج من الاسواق.
وعلى النطاق العالمي، اشار الناصر الى ان "ارامكو" التي يقدر المسؤولون السعوديون قيمتها بزهاء الفي مليار دولار، "تبحث عن مشاريع مشتركة" منها في آسيا، لاسيما في الصين والهند واندونيسيا وفييتنام.
وفي سياق تنويع نشاطاتها، بدأت الشركة العمل على مشروع مجمع بحري "بمواصفات عالمية" سيتيح خلق 80 الف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، وسيساهم بما يصل الى 17 مليار دولار من الناتج المحلي.
واوضح الناصر ان المشروع الذي يقام في منطقة رأس الخير، سيشمل صناعة تجهيزات متعلقة بالنفط. وقال "سنبني الناقلات، سبنبي المنصات... سنبني المحركات ونحافظ عليها في المملكة".
واوضح ان المشروع سيكون "عاملا بشكل كامل بحلول سنة 2021".
وبحسب الناصر، تنوي "ارامكو" المساهمة في اطلاق اكثر من مئتي شركة صغيرة ومتوسطة الحجم في اطار مركز للمبادرات تابع لها، وذلك في سياق "رؤية السعودية 2030" التي اعلنها ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في 25 نيسان/ابريل.
وردا على سؤال عن طرح جزء من الشركة للاكتتاب العام، والمدرج ايضا ضمن الخطة، قال الناصر ان الشركة لا تزال "تقوم بكثير من التحليلات".
واوضح ان العديد من الخبراء في الشركة يبحثون القضايا التجارية والقانونية، اضافة الى "النسبة التي ستطرح للبيع ومكان طرحها".
واشار الى ان ما سيتوصل اليه المختصون في الشركة سيرفع الى المجلس الاعلى المشرف عليها الذي يرأسه الامير محمد بن سلمان.
وشدد الناصر على ان طرح اسهم شركة بحجم "ارامكو"، "يتطلب وقتا".