حمد بوعميم

أكد حمد بوعميم المدير العام لغرفة تجارة وصناعة دبي إلى أن الاندماج بين شركات التجزئة المحلية يعزز قدرتها على مواجهة ازدياد المنافسة المباشرة في القطاع، والتي تشكل التحدي الأكبر في الوقت الراهن إلى جانب التغيرات الكبيرة الأخرى التي يشهدها القطاع خلال السنوات الثلاث الماضية، وتوقع أن يشهد القطاع على المستوى المحلي عمليات اندماج في المرحلة المقبلة، وخاصة في ظل أهمية الاندماجات لاستدامة الأعمال والأنشطة التجارية.

وخلال جلسة حوارية بعنوان «التطور أو الاندثار» نظمتها أمس مؤسسة قمة التجزئة بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة دبي و«ميدان ون»، أكد بوعميم في تصريحات صحافية أن واقع تجارة التجزئة في دبي أفضل من أسواق أخرى عدة في العالم بالرغم من التغيرات المتلاحقة، ولفت إلى أن أبرز وأكبر الشركات التي نجحت وتميزت في قطاع التجارة الإلكترونية انطلقت من دبي، وباتت دبي أكبر منصة للقطاع، وأوضح أن تقديرات نمو التجارة الإلكترونية تصل من 20 إلى 25% خلال الفترة من 3 إلى 5 سنوات مقبلة.

المنصات الرقمية

وحول المنافسة بين تجارة التجزئة التقليدية والإلكترونية، قال بوعميم إن المنصات الرقمية تفتح مجالات وأسواقاً أكبر أمام شركات التجزئة، وأضاف: «يشكل التطور الواسع الذي تسجله التجارة الإلكترونية عاملاً يزيد من المخاطر أمام التجزئة التقليدية، وبالرغم من تأثر شركات تجزئة كبيرة بنمو التسوق الإلكتروني، إلا أن انتشار الاعتماد على المنصات الرقمية وشبكة الإنترنت أوجد علامات تجارية وشركات جديدة وفرصاً إضافية للأعمال، وبالتالي يمكن القول إن التجارة الإلكترونية تشكل خطراً وفرصة في الوقت ذاته لمستقبل قطاع التجزئة».

وأكد صعوبة توقع مدى وكيفية تأثر القطاع مستقبلاً، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن تجارة التجزئة التقليدية تحقق نمواً أيضاً، وذلك مع زيادة متطلبات المستهلكين من خدمات المتاجر، لافتاً إلى أن تزايد الاعتماد على شبكة الإنترنت والمنصات الرقمية يزيد من شفافية التجارة بشكل عام، وخاصة في ظل وجود منتجات مقلدة، كما تساعد أيضاً على مقارنة الأسعار والمواصفات قبل إتمام عملية التسوق والشراء. وذكر أن متاجر التجزئة تعمل على ابتكار خدمات ومنتجات أفضل للمتسوقين مما يعزز تنافسيتها.

وتوقع مدير عام غرفة دبي أن يشهد استخدام مراكز التسوق من قبل الزوار تغيراً واضحاً، ومع تواصل الطلب على المراكز التجارية في دبي، بدأت بعض الشركات المحلية بالتوجه إلى إعادة تعريف تسمية ومفهوم مركز التسوق إلى مراكز لتجارب العملاء، حيث بدأت خدمات المراكز بالتوسع لتشمل أنشطة ترفيهية واجتماعية وخدمية أخرى إلى جانب المقاهي والمطاعم والتجزئة.

وخلال الجلسة التي تأتي في إطار الاستعداد لاستضافة دبي للدورة الثانية من قمة التجزئة 2020، قال بوعميم «يشهد قطاع التجزئة عالمياً تحولات جوهرية مرتبطة المستجدات التي تجلبها مخرجات التكنولوجيا، ونلاحظ توجهات عالمية متزايدة نحو الاستفادة من تبني حلول تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، ونسعى من خلال استضافة القمة في دبي للعام 2020 إلى استكشاف أهم هذه الفرص والمساهمة في تمكين الجهات العاملة بالقطاع من مواكبة هذه التحولات العالمية وتعزيز تنافسيتها على خارطة قطاع التجزئة محلياً وإقليمياً وعالمياً».

مستقبل التجزئة

وأضاف: «يعد قطاع البيع بالتجزئة مساهماً رئيسياً في اقتصاد دبي، حيث شكل أكثر من 26% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2018.

ومع اقتراب إكسبو، تبرز دبي بصفتها مركزاً متميزاً للبيع بالتجزئة، وستلعب الإمارة دوراً رئيساً في إبراز ودراسة الاتجاهات الرئيسية التي تسهم في تحديد الملامح المستقبلية لتجارة التجزئة».

وأشار إلى أن قطاع التجزئة يوفر فرصاً وظيفية للمواطنين في أدوار معينة مثل الإدارة والإشراف والخدمات اللوجستية وغيرها، مشيراً إلى أن القطاع يمكن أن يساهم في تعزيز جهود التوطين.

حلول التكنولوجيا

قال فهد كاظم، نائب رئيس ميدان مولز: «التوجهات المتسارعة نحو تبني أنماط معززة بتقنيات التكنولوجيا في تجارة التجزئة قادرة على إحداث تغيرات وتحسين في أداء المؤسسات التجارية، وعليهم الاستفادة من هذه الفرص والسعي نحو تعزيز تجربة المستهلك والوصول إليه بطرق مختلفة أكثر انسجاماً مع متطلباته، وتتيح اليوم حلول التكنولوجيا ذلك عبر قنواتها المتعددة من وسائل التواصل الاجتماعي التي تسهم بشكل كبير في تعزيز المكانة التنافسية للمؤسسات وجذب المستهلكين إليها».