تباين أداء أسواق الأسهم المحلية خلال تداولات أغسطس الماضي وسط انحسار ملحوظ في مستويات السيولة بسبب العطلات الصيفية وغياب المحفزات وتصاعد حدة التوترات العالمية فضلاً عن تذبذب أسعار النفط. وبلغت السيولة الكلية في السوقين خلال الشهر نحو 7.98 مليارات درهم بعد تداول 5.37 مليارات سهم من خلال تنفيذ أكثر من 80.2 ألف صفقة، وربحت القيمة السوقية لأسهم دبي نحو 5.22 مليارات درهم فيما خسرت أسهم أبوظبي 9.78 مليارات درهم لتكون المحصلة النهائية صافي خسارة بنحو 4.5 مليارات درهم.

وربح سوق دبي 0.12% أو 4.37 نقاط ليغلق عند 3637.55 نقطة بعد أن نجح في تعويض خسائره الشهرية في جلسة أمس ليتحول نحو المنطقة الخضراء مواصلاً مكاسبه للشهر الثالث على التوالي، وجرى تداول 3.66 مليارات سهم بقيمة 5.45 مليارات درهم من خلال 615156 صفقة منفذة.

وفقد سوق أبوظبي 97.7 نقطة أو ما نسبته 2.14% ليغلق عند 4468.41 نقطة، مدفوعاً بهبوط أسهم الاتصالات والبنوك والعقارات، وجرى تداول 1.7 مليار سهم بقيمة 2.53 مليار درهم من خلال 19089 صفقة منفذة.

وفى جلسة أمس، ارتفع سوق دبي بنسبة 0.74% بدعم صعود أسهم «الإمارات دبي الوطني» و«دبي الإسلامي» و«إعمار»، وصعد سوق أبوظبي بنسبة 0.11% مع ارتفاع أسهم «طاقة» و«إشراق العقارية» و«أبوظبي الإسلامي».

وقال محللون وخبراء لـــ «البيان الاقتصادي»، إن الأسواق المحلية تعرضت لعمليات بيع وجني أرباح في الشهر الماضي بعد مكاسبها القوية في يوليو السابق عليه بالتزامن مع غياب المحفزات وبدء موسم العطلات الصيفية وإعلان شركات مقيدة في القطاع العقاري عن نتائج دون التوقعات.

سيولة

وقال إياد البريقي مدير عام الأنصاري للخدمات المالية، إن الأسواق شهدت حالة من الضعف والهدوء ونقص ملحوظ في حجم السيولة في الفترة الماضية مع ترقب المتداولين لأخبار ومحفزات جديدة تتعلق بالشركات المحلية التي غابت تماماً عن المشهد منذ انتهاء موسم نتائج النصف الأول.

وأضاف البريقي أن غياب المحفزات أثر بشكل كبير على أحجام التداول ومستويات السيولة في الأسواق لتنخفض إلى أدنى مستوياتها خلال العام الجاري مع استمرار حالة الترقب المسيطرة على معنويات المستثمرين.

وعزز سهم «إعمار العقارية» من صعود سوق دبي مع ارتفاعه بنسبة 3.15%، كما صعد سهم «داماك العقارية» بنسبة 1%، بينما هبطت باقي أسهم القطاع العقاري وتصدرها «أرابتك» بنسبة 7.5% و«الاتحاد العقارية» بنسبة 4.4% و«دريك آند سكل» بنسبة 4%.

استقرار

وأوضح البريقي أن سوق دبي نجح في الحفاظ على حالة إيجابية مع نهاية شهر أغسطس بحفاظه وتماسكه أعلى مستويات 3600 نقطة بالإضافة إلى استقرار أسعار الأسهم القيادية وأسهم البنوك عند مستويات سعرية جيدة وهو مؤشر على حفاظ المستثمرين بمراكزهم الشرائية وعدم اندفاعهم نحو البيع رغم ضعف أداء السوق.

وتوقع البريقي ارتفاع ثقة المستثمرين في الأسواق وعودة التفاؤل مجدداً وتحسن السيولة مع مطلع شهر سبتمبر المقبل وذلك في أعقاب انتهاء عطلة عيد الأضحى والإجازات الصيفية ما يؤهل الأسهم نحو مزيد من الصعود وتحقيق مكاسب أكبر في الشهر المقبل.

وضغط تراجع الأسهم القيادية على أداء سوق العاصمة يتصدرها سهم «أبوظبي الأول» مع انخفاضه بنسبة 2.35%، كما هبط سهم «اتصالات» بنسبة 4% و«إشراق العقارية» بنسبة 7.45%.

اتجاه

وقال رامي رشاد رئيس قسم الاستشارات والبحوث بشركة «الصفوة مباشر» للخدمات المالية، إن الأسواق المحلية لا تزال تتحرك في اتجاه صاعد على المدى المتوسط رغم أدائها الضعيف في الشهر الماضي بسبب نقص السيولة وغياب المحفزات.

وأضاف رشاد أن نجاح سوق دبي في تجاوز مستوى 3680 نقطة بأحجام تداول مرتفعة سيدفعه نحو قمم سعرية جديدة أما في حال عدم تجاوزه والهبوط دون 3560 نقطة سيدفعه للهبوط نحو مستوى 3400 نقطة مجدداً.