القاهرة - عادل صادق
يبدو أن الإسبان قد قرروا العودة إلى الغزو من جديد، ولكنهم هذه المرة قرروا أن يغيروا وجهتهم إلى الشرق إلى أوروبا وألا ينطلقوا جنوبًا تجاه القارة اللاتينية؛ حيث فرضت الدولة التي تنتمي إلى شبه الجزيرة الأيبيرية سطوتها في العقد الأخير على أوروبا بشكل بارز وأصبحت كل الدول الأوروبية لا حول لها ولا قوة أمام المارد الإسباني، سواء أمام أندية "الليغا" الإسباني أو حتى أمام منتخب "لاروخا".
ونجد بالعودة إلى الوراء أن الفرق الإسبانية قد هيمنت على غالبية البطولات الأوروبية منذ عام 2006، عندما فاز الـ"برسا" الهولندي ريكارد في بطولة "الشامبيونزليغ" الثانية في تاريخ الفريق الكتالوني وتوج أيضًا فريق "إشبيلية" في نفس العام ببطولة "اليورباليغ"، فضلًا عن تحقيقه بطولة السوبر الأوروبي، وعلى مستوى الشباب توج المنتخب الإسباني للشباب تحت 19 عامًا في بطولة أمم أوروبا في نفس العام 2006، ليعلن بداية حقبة جديدة ستكون الهيمنة خلالها للفرق والمنتخبات الإسبانية.
وتمكن في العام 2007 فريق "إشبيليه" الإسباني من جديد وللعام الثاني على التوالي من الفوز في بطولة الدوري الأوروبي، وعلى مستوى الشباب أثبت منتخب الشباب الإسباني أيضًا هيمنته على أوروبا وتوج في بطولة أمم أوروبا للعام الثاني على التوالي.
واستطاع في العام 2008 المنتخب الإسباني لكرة القدم من الفوز في بطولة اليورو بعد 44 عامًا من الانتظار والفشل في تحقيق هذا الحلم؛ وأعلنت هذه البطولة ميلاد جيل ذهبي لـ "لاروخا" يضم أساطير مثل تشافي، انييستا، بويول، بوسكيتس، توريس وبيكيه إلى جانب اللاعبين المخضرمين مثل كاسياس وراؤول.
وتمكن في العام 2009، الـ"برسا" الإسباني بيب جوارديولا، الذي يعتبره البعض الأفضل في تاريخ اللعبة، من تحقيق بطولة "الشامبيونزليغ" وبطولة السوبر الأوروبي وأعلن بقوة عن عودة العملاق الكتالوني من جديد للهيمنة على القارة العجوز.
وحصد لاروخا في العام 2010 أول مونديال كأس عالم في تاريخه في جنوب أفريقيا بعد أن تمكن من سحق كل عملاقة أوروبا، التي واجههم في البطولة مثل ألمانيا في نصف النهائي وهولندا في النهائي، كما تمكن فريق "أتلتيكو مدريد" في نفس العام من حصد بطولتي "اليورباليغ" وبطولة السوبر الأوروبي أيضًا.
وتوج في العام 2011 الـ"برسا" بيب من جديد بذات الأذنين بعد أن أطاح بفريق "مانشستر يونايتد" من النهائي ليقضي العملاق الكتالوني على الجيل الذهبي للشياطين الحمر حينها إلى جانب فوزه في بطولة كأس السوبر الأوروبي، وعلى مستوى الشباب توج المنتخب الإسباني للشباب أيضًا في بطولة أمم أوروبا في العام نفسه.
ونال في العام 2012 لاروخا بطولة أوروبا للمرة الثانية على التوالي، في إنجاز غير مسبوق يتمثل في أن يتمكن منتخب أوروبي من تحقيق بطولتي أمم أوروبا ومونديال في أربعة أعوام، وفاز أيضًا عام 2012 فريق "أتلتيكو مدريد" في بطولة "اليورباليغ" وبطولة كأس السوبر الأوروبي إلى جانب تتويج منتخب الشباب الإسباني في بطولة أمم أوروبا للعام الثاني على التوالي.
وتمكن في العام 2014 فريق ريال مدريد أخيرًا من تحقيق العاشرة عقب هزيمة مواطنه "أتلتيكو مدريد" في لقاء النهائي، فضلًا عن تحقيقه لقب السوبر الأوروبي، كما فاز فريق "إشبيليه" في هذا العام بلقب "اليورباليغ".
وعاد في العام 2015 العملاق الكتالوني "برشلونة" ليغرد في سماء أوروبا منفردًا بعد أن تمكن من هزيمة "اليوفي" في المباراة النهائية والتتويج بلقب "الشامبيونزليغ"، فضلًا عن تحقيق فريق "إشبيليه" لقب "اليورباليغ"؛ وهو ما يعني أن السوبر الأوروبي سيكون إسبانيًا أيضًا ويؤكد استمرار الهيمنة والسطوة لإسبانيا في القارة العجوز، التي عجز قاطنيها عن إيقاف الغزو القادم من شبه الجزيرة الأيبيرية.